05-11-2011 11:50 AM
كل الاردن -
فشلت قمة العشرين في الاتفاق على زيادة الموارد المتاحة لمساعدة الدول الأوروبية المتعثرة (رويترز)
يقترب العالم أكثر فأكثر من السقوط في حالة ركود بعد فشل قمة العشرين التي سادتها أجواء التعنت وعدم التوافق في التوصل إلى اتفاق بدعم الدول المتعسرة ماليا.
أما إيطاليا المثقلة بالديون فلم تجد بدا من الموافقة على مراقبة صندوق النقد الدولي لإجراءاتها التقشفية.
وكانت قمة العشرين في مدينة كان الفرنسية قد انهارت وسط مخاوف من أن تحل إيطاليا محل اليونان وتصبح أساس أزمة منطقة اليورو.
يذكر أن قمة العشرين كانت تأمل موافقة صندوق النقد الدولي على زيادة الموارد بمقدار 250 مليار دولار إلى تريليون دولار، لكن الخلافات بشأن جدوى الزيادة وطريقتها وحجمها والدول المانحة أجبرت قادة القمة على تحويل الأمر إلى اجتماع وزراء مالية مجموعة العشرين في فبراير/شباط القادم.
الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كان متلهفا على أن تتوصل القمة إلى رقم معين لتهدئة الأسواق ولتكريس رئاسته للقمة.
أما بريطانيا فقد ذهبت إلى القمة ولديها آمال أن توافق ألمانيا على السماح للمصرف المركزي الأوروبي بأن يصبح جهة الإقراض المنقذة لمنطقة اليورو، ولكن آمالها تبددت بعد الخلافات التي سادت قمة العشرين الفاشلة.
ووسط أجواء يسودها التشاؤم والتوتر والارتباك، من المتوقع أن يستقيل رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو من منصبه وتتولى أمور البلاد حكومة وحدة وطنية.
وكان باباندريو قد قال إنه سيزور الرئيس اليوناني اليوم السبت للترتيب لتشكيل حكومة ائتلافية واسعة الطيف مع قوى المعارضة لضمان أكبر قدر من التعاون للخروج من الأزمة.
وفي إشارة إلى احتمال انهيار منطقة اليورو، أقر جورج أوزبورن -المستشار الاقتصادي للحكومة البريطانية- أن بلاده بصدد وضع خطط لمواجهة الأزمات تحسبا لانهيار محتمل لمنطقة اليورو.
ومع وصول قمة العشرين إلى طريق مسدود، أصدر رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون أشد تحذيراته صرامة بشأن وقع الانهيار المتوقع على الاقتصاد البريطاني وقال "أزمة منطقة اليورو مستمرة يوما بعد يوم. وكل يوم يمر بدون حل للأزمة يكون له تأثير قوي على اقتصاد العالم وبضمنه الاقتصاد البريطاني".
وأكمل قائلا "لن أتظاهر بأن جميع مشاكل منطقة اليورو قد حلّت، فهي في الحقيقة لم تحل بعد (...) إن العالم لا يستطيع أن يبقى متفرجا على منطقة اليورو بينما تثار أسئلة وسلسلة من التغييرات لا نهاية لها. نحن مثل باقي دول العالم، بحاجة إلى أن تحل منطقة اليورو مشاكلها. نريد أن نرى المزيد من الإنجاز فيما يخص تفاصيل الحواجز الواقية في منطقة اليورو".
ولعل أخطر ما في كلمات كاميرون تلميحه إلى أن الأسوأ لم يأت بعد حيث قال إن ما نمر به ما هو إلا "مرحلة من أزمة عالمية".
الرئيس الأميركي باراك أوباما هو الآخر يريد أن يرى منطقة اليورو وهي تحل أو تقدم حلولا لمشاكلها، قبل أن يوافق على مساهمة بلاده في زيادة الموارد المالية لصندوق النقد الدولي.
أوباما حثّ برلمانات اليونان وإيطاليا على أخذ خطوات حاسمة للتحكم بعجزهما الاقتصادي ومواجهة ما سماه بالجذور النفسية للأزمة.
وقد بلغت ديون إيطاليا 1.9 تريليون يورو أي ما يعادل 120% من ناتجها المحلي الإجمالي، وإذا ما سلكت إيطاليا نفس مسار اليونان واضطرت لتلقي إسعافات مالية فإن تأثير ذلك على النظام المصرفي الأوروبي سيكون مدمرا.
وتواجه إيطاليا اختبارات عصية في المستقبل القريب حيث يتوجب عليها توفير 30.5 مليار يورو في نوفمبر/تشرين الثاني و22.5 مليار يورو في ديسمبر/كانون الأول للوفاء بالتزاماتها المالية.
( الجزيرة )