09-11-2011 09:00 AM
كل الاردن -
اعتبر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه في مقابلة نشرت الثلاثاء ان مبادرة الجامعة العربية للخروج من الازمة في سوريا 'ماتت' وانه لم يعد بالامكان الوثوق بالرئيس السوري بشار الاسد.
وقال جوبيه لصحيفة الشرق الاوسط 'أعتقد أنها (المبادرة العربية) ماتت. ولكن هذا لا يعني أنه لا يتعين الاستمرار' في الجهود.
واضاف جوبيه 'ليست هذه هي المرة الأولى التي يعد بها بشار الأسد بالقيام بشيء ثم يقوم بعكسه. أعتقد أنه لم يعد من مجال للثقة في تصريحات بشار الأسد'.
وتابع الوزير الفرنسي 'الدليل أظهر مرة أخرى أننا لا نستطيع أن نثق ببشار الأسد. لقد زعم أنه قبل خطة الجامعة العربية، لكنه في اليوم التالي عاود اللجوء إلى القمع ومعه استمرت أعداد القتلى في الارتفاع. أعتقد أن النظام فقد اليوم كليا شرعيته، وأنه في لحظة أو أخرى يتعين تغييره'.
ألا انه راى ان تغيير النظام في سوريا 'يمكن أن يأخذ وقتا طويلا لأن أهل النظام يتمسكون بالسلطة'.
واستبعد جوبية امكانية القيام بعملية عسكرية في سوريا كما حصل في ليبيا.
وقال في هذا الصدد 'نحن في وضع مختلف تماما عما كان عليه الوضع في ليبيا. في الحالة الليبية كانت المعارضة تطالب الأسرة الدولية بالتدخل، وحظي طلبها بدعم من الدول العربية، كما أن القرار 1973 الصادر عن مجلس الأمن الذي طرحته الدول الغربية نال دعم لبنان (العضو في المجلس). أما في الحالة السورية، فإن الوضع مختلف، وحتى الآن ليس ثمة تفكير بعملية عسكرية'.
وتابع جوبيه 'أرى أن الوضع (في سوريا) مرعب. هناك أكثر من 3 آلاف قتيل. هناك لجوء إلى التعذيب، إلى السجن، وممارسات أخرى من هذا القبيل. وسبق لي أن قلت إن ما يجري في سوريا وصمة (عار) على جبين الأمم المتحدة'.
كما اكد الوزير الفرنسي في رد على سؤال ان بلاده على استعداد للاعتراف بالمجلس الوطني السوري المعارض شرط ان يوحد صفوفه.
وقال 'نحن مستعدون لذلك شريطة أن ينجزوا تنظيم أنفسهم، المعارضة السورية ما زالت منقسمة على نفسها، بناها غير واضحة. ولكنني لا أستبعد أبدا الاعتراف بالمجلس الوطني السوري الذي يقوم جهود من أجل تجميع صفوف المعارضة'.
واضاف 'نريد منهم أن يبلوروا برنامج حكم وأن يتخذوا مواقف تتصف أكثر بالانسجام بدل الأصداء المتضاربة التي تصل إلينا. وعلى أي حال فإن هذا الخيار (الاعتراف بالمجلس الوطني السوري) مسألة نحن بصدد دراستها'.
ميدانيا، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل عشرة اشخاص في اعمال العنف في سوريا الثلاثاء بينهم ثمانية جنود وثلاثة مدنيين بينهم اثنان سقطا خلال عمليات للجيش السوري في عدد من احياء مدينة حمص.
وقال المرصد في بيان ان 'ثمانية من عناصر الجيش والامن السوري قتلوا اثر كمين نصبه لهم مسلحون يعتقد انهم منشقون جنوب مدينة معرة النعمان' في محافظ ادلب شمال غرب سوريا.
وفي المحافظة نفسها، ذكر المرصد ان 'مواطنا استشهد متاثرا بجراح اصيب بها فجر اليوم برصاص حاجز امني' في المدينة.
وفي بيان آخر، ذكر المرصد ان 'مواطنا استشهد صباح اليوم الثلاثاء خلال المداهمات التي تنفذها القوات السورية في حي بابا عمرو'.
وتحدث البيان عن وفاة سيدة متأثرة بجروح اصيبت بها في بابا عمرو الاثنين.
واوضح المرصد ان 'الجنود يدخلون الى البيوت لاعتقال اشخاص تبحث عنهم' اجهزة الامن.
واضاف ان 'طفلة استشهدت في حي عشيرة واصيب اثنان من افراد عائلتها بجروح اثر اصابة منزلهم بقذيفة ار بي جي' مضادة للدروع.
من جهة اخرى، قال المرصد ان 'اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي السوري ومنشقين' جرت 'قرب مجمع الاسد الطبي وجنوب الملعب والحاضر والمزارب' في حماة.
وكان المجلس الوطني السوري المعارض دعا الاثنين الى توفير 'حماية دولية' للمدنيين تجاه القمع متهما النظام السوري 'بشن هجوم وحشي' على مدينة حمص.
واعلن المرصد مقتل تسعة مدنيين الاثنين في سوريا برصاص قوات الامن في حمص وفي حماة وادلب الى الشمال منها.
وعلى الرغم من عمليات القمع، جرت تظاهرات تطالب باسقاط النظام في عدد من المناطق السورية وخصوصا في ادلب (شمال غرب) وحمص وحماة (وسط) ودرعا (جنوب) ودمشق، كما قال المرصد.
واعلنت المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة الثلاثاء ان اعمال القمع في سوريا اوقعت اكثر من 3500 قتيل.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا رافينا شامداساني خلال مؤتمر صحافي ان 'القمع الوحشي للمتظاهرين في سوريا اودى بحياة اكثر من 3500 شخص حتى الآن'.
واضافت ان 'اكثر من ستين شخصا قتلوا من قبل العسكريين وقوات الامن بينهم 19 الاحد اول ايام عيد الاضحى' منذ قبول دمشق في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر خطة عربية يفترض ان تنهي العنف.
وتابعت ان 'الحكومة السورية اعلنت الافراج عن 550 شخصا السبت بمناسبة العيد لكن عشرات الآلاف ما زالوا معتقلين وعشرات الاشخاص يتم توقيفهم كل يوم'.
واكدت الناطقة باسم المفوضية ان القوات السورية ما زالت تستخدم الدبابات والمدفعية الثقيلة لمهاجمة احياء سكنية في مدينة حمص وسط سوريا.
وتابعت ان حي بابا عمرو محاصر منذ اسبوع وسكانه محرومون من الغذاء والماء والدواء، ووصفت الوضع 'بالمروع'.
واضافت 'انه امر مخيب للآمال'، مؤكدة انها 'تشعر بقلق عميق من الوضع'.
وكانت المفوضية العليا لحقوق الانسان طلبت من دمشق السماح للجنة تحقيق دولية مستقلة شكلت في 23 آب/اغسطس الماضي خلال اجتماع لمجلس حقوق الانسان بالتحقيق في انتهاكات حقوق الانسان في سوريا.
وقال شامداساني 'نحاول دخول سوريا منذ عدة اشهر' و'نحاول تشجيع الحكومة السورية والضغط عليها لتسمح لنا بدخول اراضيها'.
وعين ثلاثة خبراء دوليين في 12 ايلول/سبتمبر وما زالوا ينتظرون الموافقة ليتمكنوا من التحقيق في سوريا.