10-11-2011 11:45 AM
كل الاردن -
سميح المعايطة
كلما مر بنا عام على تفجيرات عمان الإرهابية, وشاهدنا ما تعانيه الدول التي تفقد الأمن والأمان, ويفقد فيها الإنسان حق الحياة الطبيعية أدركنا كم كان الأردن وشعبه أقوياء في تمسكهم بطهر أرضهم من لغة القتل وسيطرة الإرهاب بكل أنواعه على مقاليد الحياة وتفاصيلها.
أمس كانت ذكرى التفجيرات لكننا لا نتوقف عندها لنشتم الإرهاب وأهله والفكر الذي يصنع الإرهابيين فحسب بل لنعيد على أنفسنا قراءة الدرس الأول في إدارة أمورنا وهو أن الدولة واستقرارها هي الأم والأب التي لا يجوز العبث بفكرتها وجوهرها, وأن الخلاف والاختلاف يجب أن يبقى ضمن سقف حق الإنسان في حياة طبيعية وآمنة, وأنه حتى الديمقراطية والحريات لا تستقيم ولا يمكن أن تكون في ظل الفلتان وهيمنة الإرهاب سواء كان إرهاباً فكرياً أو إرهاب جريمة أو إرهاب فساد أو إرهاب إستقواء على ثوابت الدولة ورموزها.
وفي ظل كل ما يجري حولنا نقف جميعاً لنؤكد على الأداء الجميل والواثق للأردنيين كلهم في ذلك اليوم الأسود عندما كنا جميعاً نحمل موقفاً واحداً دفاعاً عن أمن أطفالنا وصفاء ليل مدننا وقرانا وانسياب الحياة في نهار دولتنا, فكان موقفاً تلقائياً فطرياً جسد مفهوم الوسطية والاعتدال في حياتنا دون أن نقرأه في كتاب أو نشاهده على شاشة تلفاز أو نسمعه في إذاعة, لان الاعتدال والحرص على الآمان جزء من فطرة الإنسان السوي أياً كان دينه ومعتقده.
واليوم نشاهد حولنا دولاً غرقت في الدم أو الفوضى, وأتقن بعض أهلها لغة القتل, ونرى إرهاباً من أنواع جديدة, وكل هذا يجعلنا نعض بالنواجذ على هذه الجغرافيا العربية الآمنة, وكما كنا يوم التفجيرات نتعامل بفطرة سوية في رفضنا لكل إرهاب فإننا اليوم مدعوون إلى مزيد من الانحياز إلى الفطرة السليمة التي تنسجم مع كل المشاعر الإنسانية في الحفاظ على كل ما كان, وأن نمارس أي خلاف أو نسير نحو أي إصلاح بلغة أردنية وسطية تصل بنا إلى ما نريد وتحفظ علينا حقنا في الحياة الطبيعية.
ce@alrai.com