18-11-2011 10:01 PM
كل الاردن -
كل الاردن : اصدر حراك الرمثا الشعبي بيانا حول تعليق حراكهم بسبب الظروف الخاصة التي تمر فيها مدينتهم ، وطالب البيان بضرورة احترام حقوق المواطن الاردني وكرامته كما جاء في الدستور الاردني وتاليا نص البيان :
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن حراك الرمثا الشعبي
بداية نتقدم بالتعزية إلى أهل فقيد الرمثا نجم العزايزة، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده برحمته ويدخله فسيح جنانه.
لقد جاء موت الفقيد نجم جراء العقلية والسلوك الأمني بخلاف ما نصت عليه التعديلات الدستورية، وتحديدا ما جاء في نص المادة (8) الفقرة (2):'كل من يقبض عليه أو يوقف أو يحبس أو تقيد حريته تجب معاملته بما يحفظ عليه كرامة الإنسان، ولا يجوز تعذيبه، بأي شكل من الأشكال، أو إيذاؤه بدنياً أو معنوياً، كما لا يجوز حجزه في غير الأماكن التي تجيزها القوانين، وكل قول يصدر عن أي شخص تحت وطأة أي تعذيب أو إيذاء أو تهديد لا يعتد به'.
لذلك فإن ما نتج من ردة الفعل؛ وما رافقه من تجاوزات على الممتلكات العامة، ما هو إلا نتيجة العقلية الأمنية وما مارسته من أفعال أودت بحياة الفقيد، طعنت ما ورد في الدستور من حقوق. وطالما أن هذه العقلية الأمنية ما زالت تصر على نفس تعاملها مع المواطنين ومطالب الإصلاح في الأردن، فإنها بذلك تكرس نهجها ذاته في مواجهة ما حدث ويحدث متجاهلة الدستور والقانون وكل ما تطالب به 'حراكات الإصلاح' في الأردن.
وإدراكا من 'حراك الرمثا' لحساسية ما حدث وما ترتب عنه من تفاعلات، وحرصا على 'سلمية' الفعاليات، فقد ارتأى عدم إقامة فعاليات في هذه الجمعة. وتأكيد على هذه الرؤية فقد ساءنا وساء أهالي الرمثا مشهد 'العصي والقناوي والبلطات' التي خرج بها البعض بعد صلاة جمعة اليوم من المسجد العمري مرفوعة فوق رؤوس تنادي 'بسقوط الأحزاب' وعبارات 'المزاودة' بالولاء والإنتماء و'أغاني الجوفية'، دونما مراعاة مشاعر الحزن التي تعيشها الرمثا وأهل الفقيد الذي 'لم يدفن بعد'، بحيث ذكرنا هذا المشهد 'بالعنف وأدواته' التي تكسر عظام الناس وتقتلهم، في مقابل حرصنا وتأكيدنا على التعبير عن الرأي بسلمية.
وما فعله العنف في جسد الفقيد وافتقاده وأهله لحياته، يدفعنا للمطالبة بتحميل المسؤولية لمن اقترف هذه الجريمة من خلال الممارسات 'العنفية' و'اللادستورية' سواء اقترفها أفراد أو شجعت عليها جهات رسمية. ومن هنا نطالب بالشفافية في تحديد تلك المسؤولية وتحذير الأجهزة الأمنية من الاستمرار في نهجها لإثارة الفتنة والبلبلة في الرمثا، وما شاهدناه اليوم من مشهد ندينه وقد كان مدججا 'بالعصي والقناوي والبلطات'.
يبقى، أخيرا، أن نؤكد على حق الناس، وبضمنهم أهل الرمثا في العيش بكرامة، وبقية أبناء المحافظات الأردنية الذين نشكرهم لتضامنهم مع الرمثا وأهل الفقيد، مؤكدين على رفض ما مارسته الأجهزة الأمنية محملين إياها مسؤولية أمني البلد والناس وحياة أبنائنا، وبالعبارة التي قالها والد الفقيد:إبني اعتقلوه حيا، وخرج ميتا، فمن يتحمل مسؤولية موته..؟!'
رحم الله الفقيد، وحما الله البلد وأهله من أفعال أولئك الذين لا يدركون حق الناس بالعيش وأمنهم وعلى رأسها حقهم بالحياة..!! وإنا لله وإنا إليه راجعون.
حراك الرمثا الشعبي
الجمعة 18/ 11/ 2011