أضف إلى المفضلة
الإثنين , 06 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
بحث
الإثنين , 06 كانون الثاني/يناير 2025


في مصر .. كما في سورية والأردن ...
22-11-2011 10:43 PM
كل الاردن -



ناهض حتر
خلال الأيام الماضية, تجدّدت الثورة الشعبية المصرية التي بدا, مؤخرا, أنها اندرجت في سياق الربيع العربي الأمريكي, بمعنى استيعاب الموجة الثورية وإعادة بناء نظام الإمتيازات والتبعية والقمع, تحت أقنعة زهرية, صفقة بين العسكر والإخوان المسلمين وانتخابات مرتبة, من حيث الإجراءات والتنظيم والتمويل, لتقاسم مجلس الشعب بين نواب الإخوان ونواب حزب النظام المباركي.

في ميدان التحرير, ركزت الهتافات الشعبية على رفض صفقة الإنتخابات ونقل السلطة إلى حكومة إنقاذ وطني تمثّل جميع التيارات السياسية. لقد تبيّن أن الجنرالات الذين صعدوا إلى سلطة الحكم على هدير ثورة 25 يناير ولم يحققوا أي إنجاز في المجالات الإقتصادية المجتمعية أو المعيشية أو المدنية أو الإدارية أو إجتثاث الفساد أو تحسين ظروف الحياة الصعبة جدا في البلاد تمكّنوا من إعادة بناء جهاز شرطي شرس مدجج بالأسلحة المحرّمة ومدرّب على القمع العنيف والقتل وفقء العيون. ولم يتم استعمال هذا الجهاز في ضبط الأمن العام المنفلت, بل لمواجهة شباب الثورة بالعنف, بعدما جرى الإلتفاف على الثورة بالتحالف مع جماعة الإخوان.

الولايات المتحدة التي تقود حملة واسعة النطاق مع تركيا وقطر للتهيئة للعدوان على سورية بحجة حماية المدنيين لم تجد ما تقوله بشأن المذبحة في ميدان التحرير, سوى الدعوة إلى 'ضبط النفس' والتحذير من تأثير 'الأحداث' من دون الإشارة إلى العنف ضد المدنيين على الإنتخابات. ولا غرو. فمن يتذكر مسلسل العملية السياسية الأميركية في العراق, يدرك أهمية الإنتخابات كآلية لمنح الشرعية للقوى المضادة للثورة والمقاومة.

'حزب الحرية والعدالة' الذراع السياسية للإخوان المصريين سار في الخط نفسه, واعتبر تجديد الإحتجاجات الجماهيرية ' مؤامرة' على الإنتخابات. ودعا أنصاره إلى عدم المشاركة في المظاهرات والإعتصامات. وهو موقف مفهوم أيضا, فتهديد الإنتخابات يهدّد فرصة الإخوان في السيطرة على مجلس الشعب والمشاركة في سلطة الحكم.

غدا, يلتئم اجتماع المجلس الوزاري للجامعة العربية للبحث في عقوبات جديدة وتصعيد جديد ضد سورية. وسيكون هذا الإجتماع وقراراته بلا وزن ولا معنى, بل سيكون مجرد مشهد كاركاتوري, إذا لم يبحث أيضا المذبحة التي تجري في مصر الآن, ويتخذ موقفا جديا منها. لكن ما سيحدث هو أن الجامعة العربية لن تتجاوز دعوة المصريين إلى 'ضبط النفس'. أما الدموع العثمانية التي ذرفها طيب أردوغان على المدنيين السوريين, فالأرجح أنها ستجفّ عندما يتعلق الأمر بالمدنيين المصريين الذين يجابهون اليوم سرّاق الثورات.

هكذا عرّى تجديد الثورة المصرية, المشهد السياسي للربيع العربي الأمريكي وعمليته السياسية الإعلامية المنظّمة بالخبرات الغربية والمموّلة من خزائن الخليج والقائم على توليف تحالفات معقدة لقوى الماضي.

تواجه القوى الشعبية المستقلة واليسارية والديموقراطية المصرية اليوم, الحلف المعادي بمطلب عياني هو نقل السلطة إلى حكومة إنقاذ وطني تمثّل جميع التيارات الوطنية, وتبدأ التأسيس للمرحلة الوطنية الديموقراطية والاجتماعية الجديدة.

هذا المطلب هو مربط الفرس للربيع العربي الحقيقي في مصر كما في سورية والعراق و اليمن و تونس وليبيا والجزائر والمغرب والخليج والأردن ... حكومات إنقاذ وطني تمثّل القوى الفاعلة من دون استثناء, وتؤسّس لدول جديدة, مستقلة ومدنية وديموقراطية, سياسيا ومجتمعيا.

ynoon1@yahoo.com

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-11-2011 06:37 AM

الاستاذ ناهض حتر: ابدعت، ولقد أبرزت وحللت واوجزت، وهذا هو مربط الفرس. عانت الدول العربية ولا تزال تعاني من مرض الديمقراطية التي يريد ان يعالجنا بها الغرب تصديرها لنا وعلى شاكلتهم، ولكن الديمقراطية التي نريد نابعة من نبض و معانة الشارع والذي سيمثلها ويجسدها الشارع و شباب الاصلاح وقادة الاصلاح الذين يتماهون مع الشعب ومع المطالب المشروعة لابسط حق من حقوق الانسان والتي نصت عليه كل دساتير الارض وشرائع السموات العيش الكريم ولا نريد الا العيش الكريم، بحرية وديمقراطية اصيلة.
انه لم يمضي وقت حتى على الثورة الشعبية والشبابية في مصر حتى انكشفت عورتهم: فهاهم يحاربون المطالب الشرعية للشباب وهاهم قد تحالفوا مع الشيطان الذي هو على شاكلتهم يريدون ان ينقضوا على الثورة دون وجل او خوف ليدخلوا مصر وباقي الثورات العربية في ظلام الدكتاتوريين ممن ثار الشباب عليهم.
حمى الله الاردن والاردنيين من كل المتآمرين من راكبي الموجة الوصوليين.

2) تعليق بواسطة :
23-11-2011 09:52 AM

ولو خرج الاسلاميين بمسيرات لقلت انهم يخافون من صناديق الاقتراع !!! او لقلت انهم يريدون اخنطاف تضحيات شباب الثورة في الميدان بانتهازية !!! بمعنى عنزة لو طارت
سؤال بلخص كل سلسلة مقالاتك ونظريات المؤامرة ويعفيك من البحث عن فقرة في كتاب من عام 1940 يتحدث عن مؤامرة ما او مقال او تصريح لمسؤول اميريكي مات وشبع موت (( السياسة مصالح وتتبدل ليست كتاب سماوي منزل )) المهم سؤالي هو (( لو خيروك بين حكم بشار الجملكي اللادستري والديكتاتوري وبين حكم اسلاميين جاؤوا بصناديق الاقتراع بانتخابات شفافة ونزيهة ايهما تختار ؟؟؟!!! انا شخصيا اعرف اجابتك فلنسمي الاشياء بمسمياتها وليكن لعب الرق على المكشوف :zzz :zzz

3) تعليق بواسطة :
23-11-2011 10:56 AM

الاخوان المسلمين صعدوا على دماء المصريين وجيروا الثورة لصالحهم وها هم الآن يت؟آمرون على الثوار ويطعنوهم في الظهر ولم يشاركوا في مظاهرات استعادة الثورة
فهم لا تهمهم لا الثورة ولا الديمقراطية ولا الدماء التي سالت في ميدان التحرير وما يهمهم هو الوصول الى الحكم ولو على حساب ثورة مصر ودماء المصريين حسب نظرية الغاية تبرر الوسيلة.

4) تعليق بواسطة :
23-11-2011 04:02 PM

ما احوجنا الان الى حكومات مدنيه ديمغلراطيه

5) تعليق بواسطة :
23-11-2011 07:46 PM

نتمنى من صناع القرار أن يصغوا الى نداء الكاتب ناهض حتر في تشكيل حكومة انقاذ وطني تشارك بها كل القوى السياسيه في البلاد

6) تعليق بواسطة :
23-11-2011 10:12 PM

مبدع مبدع مبدع .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012