23-11-2011 11:30 PM
كل الاردن -
أحمد ابوخليل
في الأخبار أمس ان جامعة الزرقاء الخاصة أحضرت جرّافة الى موقع اعتصام طلابي بغية التشويش على هتافات الطلبة المشاركين فيه.
إذا صح الخبر, فإنه يشير بالتأكيد الى واحد من ابداعات القطاع الخاص في ميدان قمع التحركات الجماعية, ومن الممكن في المستقبل البناء عليه وتطويره. لقد توقفت الحكومات منذ سنوات عن التدخل في مواجهة الاحتجاجات الجارية في القطاع الخاص, وهي الآن تكتفي بمراقبة او معاقبة الاحتجاجات التي تخصها او تخص وزارة من وزاراتها, لقد ابتعدت (من الناحية العلنية على الأقل) عما يجري في القطاع الخاص.
القطاع الخاص من جهته عليه أن يتحمل مسؤوليته تجاه المجتمع في مجال تطوير أساليب القمع على أن يراعي ظروف الانفتاح واتساع هوامش حرية التعبير عن الرأي.
في الواقع ان الحكومة بادرت ومنذ مدة الى تهيئة البنية التحتية امام القطاع الخاص ليقوم بدوره في هذا المجال, لكنه, اي القطاع الخاص, لا يزال لغاية الآن متردداً إلا فيما ندر, فقد فتحت الحكومات أبواب قطاع 'البلطجة' والتشويش' أمام كل مَن يرغب بالمشاركة في مجمل نشاطات هذا القطاع الناهض, بل لعبت الحكومات أحياناً دور 'البلطجي المجهول' في سبيل خلق أجواء تحفيزية مناسبة.
إن مبادرة جامعة الزرقاء الى استخدام الجرافة بالذات قد 'تفتح' الطريق وتجرف كل ما تراكم من معيقات, وهو ما يتيح الفرصة مستقبلاً لاستخدام شتى 'الآليات' المناسبة.
ahmadabukhalil@hotmail.com