25-11-2011 10:23 PM
كل الاردن -
أحمد ابوخليل
بغض النظر عن حجم ظاهرة اللاجئين السوريين في الأردن, وبغض النظر عن مدى صحة إطلاق مفهوم اللاجئ على أغلب الحالات, أرجو السماح بلفت الانتباه إلى جانب أخلاقي في نشاط المتضامنين مع 'اللاجئين' ومع 'الثورة' السورية على العموم.
ربما تكون هذه هي المرة الأولى التي يبتهج فيها المتضامنون بلجوء مَن يتضامنون معهم, يحصل هذا على الحدود الثلاثة لسورية مع الأردن ولبنان وتركيا.
لقد فلتت ذات يوم من احدهم على الشاشة عبارة تقول: 'إن عدد اللاجئين ليس كما هو مأمول', كان المتحدث من تركيا, ولكن سبق ذلك على الجانب الأردني أيضاً أنْ سعت جهات مختلفة (إعلامية, منظمات غير أردنية تضم سوريين وخليجيين) لتشجيع اللجوء, وقد كنت مفجوعاً بسبب تقارير أعدت من مدينتي الرمثا تتحدث عن عشرات الأسر السورية اللاجئة وعن استعدادات المواطنين وتشكيلهم هيئات استقبال اللاجئين بل عن سيارات اسعاف تنقل جرحى سوريين إلى مستشفى الرمثا, وكل ذلك كان حينها (مع بداية الأزمة) محض افتراء, وفيما بعد تحدث لي بعض الأصدقاء عن هيئات تتجول بين سوريين مقيمين في الرمثا لأسباب مختلفة (من بينها في بعض الحالات عنف النظام) تطلب منهم أن يسجلوا أسماءهم كلاجئين.
في الفترة الأخيرة هناك موجة جديدة من الالحاح على هذا الموضوع, ويوجد من يربط ذلك بخطط دولية منتظرة لمناطق عازلة أو تدخل إنساني وخلاف ذلك, غير أن هذا المستوى من النقاش غير مهم الآن في هذه المقالة القصيرة.
ما يهمني الاشارة إليه أن الأردنيين على المستوى الشعبي متضامنون فعلاً مع معاناة أشقائهم لكنهم لا يريدونهم لاجئين خارج وطنهم, بل يحرصون على أن يبقوا كرماء فيه, هذه هي اخلاق التضامن الحقيقي, وغير ذلك يعني المشاركة في جريمة ضد الشعب السوري.0