أضف إلى المفضلة
الإثنين , 06 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
بحث
الإثنين , 06 كانون الثاني/يناير 2025


حين يخطىء الإسلاميون في حساباتهم
25-11-2011 10:00 PM
كل الاردن -


حسين الرواشدة

 
لماذا رفض الاخوان المسلمون في مصر ان يشاركوا بالاجتماعات التي دعت اليها بعض القوى الشبابية للمطالبة “باسقاط” المجلس العسكري، الاجابة عبر عنها بيان اصدرته الجماعة جاء فيه انهم يخشون من “الفتنة” وتصاعد حدة المواجهة بين الامن والمحتجين مما قد يسفر عن سقوط المزيد من الضحايا.

البعض - بالطبع - لم يقتنع بالحجة التي قدمها الاخوان، فاتهمهم “بالتواطىء” مع “العسكر”، لكن من يعرف كيف يفكر الاخوان وكيف يتصرفون لم يفاجأ بهذا الموقف، ذلك ان الحسابات السياسية بدأت تشير منذ سقوط النظام السابق الى ان حظ الاسلاميين في هذه المرحلة سيكون كبيرا، وهذا ما دفعهم الى الحفاظ على “المعادلات” التي حددها المجلس العسكري بحيث تكون البداية في “الانتخابات” البرلمانية ثم في تشكيل الحكومة وكتابة الدستور انتهاء بانتخاب الرئيس، وهو الامر الذي لم يعجب القوى السياسية الاخرى التي رأت ان اجراء الانتخابات في هذا الوقت المبكر سيكون في مصلحة القوى الاكثر تنظيما وخبرة، ولا يوجد - بالطبع - افضل من “الاسلاميين” في هذا المجال، لدرجة ان من اتهمهم بتقديم مصالحهم “الحزبية” على المصالح “الوطنية” عزا أي فوز يحققونه الى “قوة” التنظيم لا الى قوة الشعبية التي يحظون بها.

ربما اعتقد الاسلاميون هناك ان “اشعال” الميادين قبل نحو اسبوع من موعد الانتخابات لم يكن لمجرد “انقاذ” الثورة من بين يد “العسكر” الذين حاولوا المماطلة في تسليمها لمجرد “انقاذ” وطني، وانما الهدف منها هو تأخير موعد الانتخابات البرلمانية لحرمان “الاسلاميين” من فرصة استثمار “التنظيم” لاكتساحها، وهذا ربما دفع الاخوان الى “النكوص” عن المشاركة في الاحتجاجات، لكي لا “يفسدوا” بأيديهم الموعد الذي انتظروه منذ عقود.

الاخوان - هنا - اعتمدوا منطق الحسابات السياسية والحزبية، وربما اجتهدوا في اعتبار هذا المنطق متماهياً تماماً مع الحسابات الوطنية، ولكن هذا قد لا يبدو صحيحاً؟ وربما سيدفع الاخوان ثمن هذا الانحياز، خاصة وقد ثبت بأن الناس سحبوا تعاطفهم مع “المجلس العسكري” (لا مع الجيش)، وكشفوا حقيقة اللعبة التي انتهت إليها الثورة وما جرى فيها من “محاصصات” وتواطؤات وتدخلات، وايضا ما حصل للاخوان في انتخابات المحامين والصحفيين، حيث خسروا موقع الرئاسة في كلتا النقابتين.

أمامنا، إذن، نموذج يقدمه “الاخوان” المصريون، وهو على ما يبدو يعكس منهج بعض الاسلاميين وتفكيرهم في التعامل مع “السياسة” بحساباتهم الخاصة، ويمكن تعميمه على غيرهم، واعتقد ان اخواننا يخطئون هنا حين يتصورون بأن “الشارع” في “جيبهم” وبأن “طهارتهم” الفردية ستضمن لهم الحصول على اصوات الناس مهما كانت تحالفاتهم، وبأن “ضعف” غيرهم تنظيمياً سيجعلهم متفردين في الحلبة، أو ان جاذبية “الاسلام” الذي يحملونه ستعوضهم عن “رداءة” ممارساتهم وانحيازاتهم.. وهذا خطأ كبير نتمنى ألا يقع فيه اخواننا الاسلاميون لا في مصر.. ولا في بلادنا ايضا.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012