ينطلق في الساعة العاشرة من صباح اليوم الاثنين ماراثون مناقشات مجلس النواب للبيان الوزاري الذي تقدمت الحكومة به للمجلس لنيل ثقته على اساسه.
ومن المرجح ان تستمر المناقشات حتى مساء الخميس المقبل, في الوقت الذي لا يزال فيه رئيس الوزراء عون الخصاونة وعدد آخر من فريقه الوزاري يعملون مجتمعين ومنفردين على استقطاب الاصوات النيابية المؤيدة للحكومة لدفعها للتصويت على منح الثقة في الجلسة الختامية مساء الخميس المقبل.
وبدأ رئيس الوزراء مشوار استقطابه للنواب المؤيدين له مبكرا, في الوقت الذي تطوع فيه العديد من النواب لتنظيم اجتماعات ضم بعضها نحو 60 نائبا مجتمعين على مأدبة عشاء لغايات التحاور مباشرة مع رئيس الوزراء.
وقد اتاحت تلك الاجتماعات لرئيس الوزراء ولفريقه الوزاري فرصا واسعة للاستماع الى ملاحظات النواب خاصة بعد تلاوة بيانه الوزاري الاربعاء الماضي, بينما كان بعض تلك الاجتماعات لغايات تقديم ما يمكن وصفه ب¯ النصائح الارشادية للحكومة لغايات تضمين بعض تلك الملاحظات والتوصيات في البيان الحكومي, وهو ما فعلته الحكومة واستجابت اليه على نحو ذلك الاجتماع الموسع الذي دعا اليه النائب الاول لرئيس مجلس النواب عاطف الطراونه قبل اقل من 24 ساعة على تقديم البيان الحكومي للمجلس, وشارك في ذلك الاجتماع نحو 55 نائبا.
وتتالت الاجتماعات تباعا بعيدا عن قبة المجلس كان آخرها مساء امس الاول عندما اقام النائب مازن القاضي مادبة عشاء حضرها نحو 50 نائبا وكان رئيس الوزراء حاضرا فيها الى جانب عدد اخر من فريقه الوزاري, بينما شهد صباح امس الاول السبت اقامة مادبة غداء في منزل شقيق وزير الدولة للشؤون القانونية ابراهيم الجازي وشارك فيها عدد محدود من النواب الى جانب وزراء سابقين.
ووفقا لتأكيدات نيابية موثوقة فان عددا محدودا جدا من النواب التقوا صباح امس الاول  السبت رئيس الوزراء السابق د. معروف البخيت في منزله, وكانت الثقة بالحكومة حاضرة بقوة وفقا لمصادر شاركت في ذلك اللقاء الصباحي.
وقالت المصادر ل¯العرب اليوم ان د. البخيت وجه انتقادات مباشرة لحكومة الخصاونه قائلا انها تخلو من فريق اقتصادي, ولا تستطيع حمل اعباء المرحلة المقبلة, وان الفريق الوزاري بمجمله غير منسجم بالمطلق مع بعضه بعضا خالصا بالنتيجة الى القول انها حكومة ضعيفة.
ولم يقل النواب الذين تحدثوا ل¯ العرب اليوم ما اذا كانت تلك الجلسة استهدفت حث رئيس الوزراء السابق د. البخيت للنواب على حجب ثقتهم عن حكومة الخصاونه, ام ان ما قاله د. البخيت جاء في سياق الحديث العابر عن الحكومة وعن مناقشات الثقة التي ستنطلق صباح اليوم الاثنين, وفيما اذا كان الحديث ايضا قد تطرق الى قضايا أخرى تتعلق بحكومة الخصاونه تستهدف في النهاية تكسير دواليبها.
ووفقا لمصادر نيابية مؤكدة فان الكتل النيابية التي تواصل عقد اجتماعاتها يوميا لن تتخذ اية قرارات جماعية ملزمة لجميع اعضائها تجاه منح الثقة او حجبها او حتى الامتناع عن التصويت, بل ان كل الكتل البرلمانية تتجه الى تعويم التصويت, ولن تتخذ قرارات تلزم اعضاءها بموقف تصويتي واحد.
ووفقا لتقييمات النواب فان الأصوات التي ستحصل الحكومة عليها غير واضحة المعالم حتى الان, ففي الوقت الذي يقوم فيه نواب بترويج ارقام تصل الى ما بين 80 الى 90 صوتا ¯¯ حسب توقعاتهم ¯¯ فان نوابا اخرين يعتقدون ان المجلس يجب ان يعمل وبنية مسبقة ومعلنة على منح الحكومة ثقة متواضعة تتراوح ما 70 الى 75 صوتا في احسن الاحوال.
ولا يزال العديد من النواب يعلنون بانهم لن يمنحوا ثقتهم للحكومة, وان قرارهم بحجب الثقة الذي اعلنوا عنه مبكرا لا يزال قائما ولم يتغير عليه شيء, بالرغم من مجموعة اتصالات وحوارات جمعتهم منفردين ومستقلين مع رئيس الوزراء الخصاونه او عدد اخر من الفريق الوزاري.
ويذهب العديد من النواب الى وصف بيان الحكومة الذي تلاه رئيس الوزراء امام النواب الاربعاء الماضي بانه بيان لا جديد فيه, وأضعف من ان تتم مناقشته تحت القبة, بينما يرى فريق نيابي اخر ان البيان الحكومي تضمن شيئا جديدا وهو اعلان التزام الحكومة بمواعيد زمنية محددة لتقديم مشاريع القوانين الاربعة الرئيسية وهي قوانين الهيئة المستقلة, البلديات والاحزاب وآخرها قانون الانتخاب.
ويرفض قطاع عريض من النواب تأخير تقديم قانون الانتخاب الى شهر اذار  المقبل داعين الحكومة للاسراع في تقديمه للمجلس بدلا من تأخيره ليتسنى للنواب فتح حوارات مع القطاعات الاردنية الحزبية والسياسية والنيابية والشعبية حوله  بدلا من محاصرة المجلس في وقت ضيق, مضيفين بان عمر الدورة العادية الحالية ينتهي في 26 نيسان من العام المقبل, وان تقديم قانون الانتخاب في شهر اذار لن يسمح للمجلس بمناقشته بكل هدوء بعيدا عن ضغط الوقت.
ومن المرجح وفقا لمصادر نيابية ان تتلقى الحكومة مطالب نيابية متعددة بتعجيل عرض قانون الانتخاب على المجلس وقبل الموعد الذي اعلنت الحكومة عنه وهو شهر اذار من العام المقبل.
وعلمتالعرب اليوم ان العديد من الكتل البرلمانية وبعض الائتلافات النيابية ستتداعى لعقد اجتماعات موسعة لكامل اعضائها قبيل الدخول لقبة المجلس للتصويت على الثقة مساء الخميس المقبل,فيما سيواصل رئيس الوزراء التقاءه بالكتل والنواب المستقلين اثناء المناقشات التي ستستمر اربعة ايام بواقع جلستين يوميا صباحية ومسائية.
الى ذلك شكل المكتب الدائم لمجلس النواب في اجتماعه امس الاحد لجنة تحقيق نيابية استنادا للتفويض الذي منحه المجلس لمكتبه الدائم في ملفسكن كريم لعيش كريم.
وضمت اللجنة في عضويتها كلا من النواب عبد الرحيم البقاعي وردينة العطي ومحمد الحجوج ومحمود ياسين ونواف الخوالدة وضرار الداوود وثامر بينو, ومن المرجح ان تعقد اجتماعا لها اليوم لانتخاب رئيس ومقرر لها.
ووفقا للتعديلات الدستورية فان الحكومة تحتاج لاجتياز حاجز الثقة الحصول على النصف زائد واحد من الاغلبية المطلقة لمجلس النواب, فيما سيحسب التصويت بالامتناع والغياب في خانة حجب الثقة.

( العرب اليوم )