29-11-2011 09:49 PM
كل الاردن -
كل الاردن - قال سمو الامير علي بن الحسين ان الامن القائم على التدمير المتبادل والاستهداف العشوائي هو امن خادع فيما يستند الامن الحقيقي على السلام.
واضاف سموه في افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي حول (الامن والانتشار النووي) الذي ينظمه معهد دراسات الامن في الجامعة الاردنية بالتعاون مع حكومتي النرويج وهولندا وبادرة الشراكة من اجل الامن في واشنطن وعقد تحت رعاية سموه، ان تحقيق الامن لنحو350 مليون نسمة في الشرق الاوسط لن يحصل الا عندما يتحقق سلام حقيقي وعادل.
واكد سموه في كلمة القاها نيابة عنه رئيس هيئة الطاقة الذرية الدكتور خالد طوقان في الافتتاح الذي حضره كبير الامناء سمو الامير رعد بن زيد، وممثلو البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى المملكة، أن الاردن يدعو دائماً الى منطقة خالية من الاسلحة النووية، ووقع على جميع الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بما في ذلك معاهدة حظر الانتشار النووي، واتفاقية حظر الاسلحة الكيميائية واتفاقية الاسلحة البيولوجية.
كما اكد سموه ان الاردن كان في طليعة الدول التي تسعى لتعزيز الجهود الدولية من اجل تطبيق كامل للاتفاقيات الدولية في مجال عدم الانتشار النووي وابرزها معاهدة منع الانتشار النووي والبروتكول الاضافي التابع لها.
وقال سموه ان الاردن بلد صغير وسط منطقة غير مستقرة، فإن اي تحد للأمن او تحد للاستقرار في مكان ما في المنطقة سيتردد صداه داخل حدودنا.
واشار سموه الى ان مؤتمر عمان (للامن والانتشار النووي) تعود أهميته الى انه يناقش التحضيرات لحدثين مهمين سيعقدان العام المقبل، وهما: قمة الامن النووي العالمي برعاية الولايات المتحدة الاميركية، ومؤتمر انشاء منطقة خالية من الاسلحة النووية في الشرق الاوسط برعاية الامم المتحدة وان كلا الحدثين بنيا على اساس الانجازات التي تحققت في العام 2010.
وقال سموه 'في العام 2010 عقد مؤتمر أمن الطاقة النووية في واشنطن، ومؤتمر المراجعة للاطراف المنضوين في معاهدة منع الانتشار النووي' الا ان عدد الرؤوس النووي والقدرة التدميرية لاسلحة الدمار الشامل واصلت نموها ويظهر ذلك في عدد الصراعات والحروب في مختلف انحاء العالم.
وبين سموه ان الضرر العشوائي والمعاناه التي تسببها اسلحة الدمار الشامل يتنافى والمبادئ الاساسية للحضارة البشرية واهمها المحافظة على الموارد الحيوية الاساسية، حمايةالابرياء وحق الحفاظ على الحياة.
من جهته قال سمو الامير تركي الفيصل 'لم نلحظ حتى الان أي التزام اسرائيلي نحو انشاء منطقة خالية من السلاح النووي، مشددا على أن الطريق الامثل للسلام انشاء منطقة خالية من الاسلحة النووية بما في ذلك ايران واسرائيل .
واضاف سمو الامير تركي الفيصل وهو عضو اللجنة الرئيسة للهيئة الدولية لمنع الانتشار النووي، 'إن ايران ومصر انضمتا في سبعينيات القرن الماضي لمبادرة انشاء منطقة خالية من السلاح النووي، ونريد لهذا الالتزام أن يثمر عن نتائج ملموسة،
وبالرغم من جميع هذه الجهود فان الشرق الاوسط لا زال منطقة غير خالية من اسلحة الدمار الشامل'.
واشار الى ان التزام ايران بتخصيب اليورانيوم يثير الشبهات حول برنامجها النووي، لافتا الى ان اسرائيل هي من فتح الباب أمام التسلح النووي في منطقة الشرق الاوسط .
وأكد سمو الامير تركي الفيصل أن انشاء منطقة آمنة نوويا يجب أن تضمنه الدول الاعضاء في مجلس الأمن مع فرض عقوبات عسكرية على الدول التي تسعى لتطوير اسلحة الدمار الشامل .
وفي موضوع الصراع العربي الاسرائيلي قال سمو الامير تركي الفيصل إن اسرائيل ليست مستعدة لانهاء الاحتلال للاراضي الفلسطينية ما يؤجج الصراع في المنطقة، مؤكدا أن مبادرة السلام العربية التي تنص على الانسحاب الى حدود عام 1967 واقامة دولة فلسطينية عاصتها القدس الشرقية وحدودها الاردن ومصرهي الاطار الوحيد لتسوية سلمية بالمنطقة .
واضاف ان اشكالية الاسلحة النووية هامة وملحة وطالما هنالك أسلحة نووية ستسعى الدول الاخرى لامتلاكها .
وأوضح أن استخدام الاسلحة النووية سيؤدي الى كارثة حقيقية عدا عن كونه مخالفا لقواعد القانون الدولي، مشددا على ضرورة انشاء منطقة خالية من الاسلحة النووية في الشرق الاوسط.
وأكد أن الشفافية هي المبدأ الاساس الذي يجب اخذه بعين الاعتبار والالتزام به في انشاء منطقة خالية من التسلح النووي .
من جهته، قال ممثل الحكومة الهولندية بيت ديكليرك انه بغض النظر عن ايجابيات أو سلبيات استخدام الطاقة النووية فسيتم التوسع في استخدامات الطاقة النووية مستقبلا , خاصة في مجال انتاج الطاقة الكهربائية.
أما فيما يتعلق بالاسلحة النووية قال ممثل الحكومة الهولندية انه تم وضع القوانين والانظمة لمنع انتشارها في الاعوام الماضية، وتعيين خبراء لمراقبة هذه الانظمة ومنها معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية، الا أن هذه الانظمة بحاجة الى المزيد من البروتوكولات الاضافية للتحقق من عملها .
وقال ديكليرك إن ايران لم توقع على البروتوكول الاضافي لمعاهدة منع انتشار الاسلحة النووية، حيث انتقدت معظم الدول الاعضاء في المعاهدة موقف ايران الذي يثير حاليا قلقا حول برنامجها النووي .
وبين السفير النرويجي لدى الأردن بيتر أولبيرج، ان لنزع الاسلحة النووية اهمية كبرى في الاجندة الدولية، وان النرويج تدعم هذا الاجتماع ضمن التزامها حيال الامن النووي العالمي، مؤكداً ضرورة عدم استخدام الاسلحة النووية.
واشار الى ان النرويج اعترفت أخيراً بأهمية ان تكون منطقة الشرق الاسط خالية من السلاح النووي، لافتا إلى ان مواجهة تحدي منع الانتشار النووي بشكل جماعي سيسهل نزع الاسلحة النووية.
وقال مدير عام المعهد العربي لدراسات الامن الدكتور ايمن خليل ان المؤتمر ان المؤتمر يسعى الى الخروج بتوصيات تدعم جهود الامين العام للامم المتحدة حول اخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل المقرر مناقشتها في اجتماع يعقد العام المقبل.
وبين الدكتور خليل انه المؤتمر سيعمل على دعم مهمة المنسق العام لهذا الملف الفنلندي ياكو لايافا الذي عين اخيرا من قبل الامم المتحدة بهدف متابعة مخرجات مؤتمر مراجعة اتفاقية حظر انتشار الاسلحة النووية.
وحدد اهداف المؤتمر بمناقشة سبل تحقيق الأمن النووي، وامكانية انشاء دورة وقود نووي عربي، ودراسة سبل اخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل بحيث يمكن لدول المنطقة الاستفادة من مزايا الطاقة النووية مع الالتزام المعلن بهدف الحد من الانتشار النووي.
وبين ان المؤتمر ياتي في اطار تدعيم جهود الامين العام للامم المتحدة في عقد منتدى عام 2012 والمخصص لبحث اخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمارالشامل تحت مظلة الامم المتحدة وحكومات الدول المودعة للاتفاقية (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا).
وعن جدول اعمال المؤتمر قال الدكتور خليل ان المؤتمر سيناقش احد عشر محورا رئيسا تشمل الابعاد الامنية والبيئية والقانونية والتشريعية للانتشار النووي في المنطقة وامكانية تطوير دورة وقود نووية عربية/اقليمية.
من جهته قال رئيس بادرة الامن في واشنطن كينيش ذاوونغو في الافتتاح انه الاجتماع الثالث الذي يعقد لهذه الغاية في الاردن للبحث في سبل ايجاد منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل.
وقال ان المؤتمر يكتسب اهميته من القضايا التي سيتناولها وابرزها ضرورة ايجاد منطقة خالية من الاسلحية النووية، لاسيما انه مطلب سكان المنطقة نفسها مثلما سيبحث اهمية حماية المصادر المشعة، والية التعامل معها ويتناول موضوع الامن النووي والطاقة النووية، واستخدام هذه التكنولوجيا دون التعرض لمخاطرها.
واكد الدكتور خليل اهمية المؤتمر، مبينا انه يعقد بالتزامن مع التحضيرات لعقد مؤتمر خاص حول اخلاء الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل كما نص على ذلك مؤتمر مراجعة واتفاقية حظر الانتشار النووي والذي عقد في نيويورك ايار الماضي.
ويناقش المشاركون في محور 'مراجعة اتفاقية حظر الانتشار' يركز على مخرجات القمة النووية، ومؤتمر مراجعة اتفاقية حظر الانتشار، ويبحث امكانية تطوير اتفاقية حظر الانتشار النووي ودعم قرار الامم المتحدة
حول الشرق الاوسط لعام1995، وعولمة اطار اتفاقية الحظر النووي، إضافة الى فرص نزع السلاح النووي في الشرق الاوسط.
اما محور 'تقييم نتائج القمة النووية' فسيركز على تخفيض مستويات البلوتونيوم واليورانيوم عالي التخصيب ودور مجموعة العمل المتخصصة حول المواد الانشطارية وبوادر المتابعة (الجيل التالي للأمن النووي)، وتخفيض والغاء ترسانات المواد الخام المشعة، ومراجعة الاطر التشريعية للامن النووي، مثلما سيطرح مدى الحاجة للمزيد من هذه الاطر.
وفي محور استعراض الاتفاقيات الدولية والتشريعات الضابطة، سيناقش المشاركون معاهدة حظر الانتشار النووي ونظام الضمانات واتفاقية الأمان النووي والحماية المادية والبروتوكولات الاضافية وعمليات التحقق.
وسيتطرق المشاركون في جلسات المؤتمر الى مسائل متعلقة بتطوير دورة وقود نووي عربية.
وسيتم في المؤتمر التركيز على معالجة الطلب المتزايد على المواد الانشطارية والتعرض لمفاهيم متعلقة بانشاء مركز دولي لتخصيب اليورانيوم وبنك الوقود النووي التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية وضمانات تزويد المواد الاشعاعية للغايات السلمية.
ويبحث المشاركون من خلال نفس المحور موضوع استخدام النموذج الاوروبي للتعاون النووي والاستخدامات المتزايدة للتقنيات الاشعاعية.
وتتطرق نقاشات الاجتماع للطوائف الاخرى لاسلحة الدمار الشامل بما في ذلك الامكانات الكيماوية والبيولوجية في الشرق الاوسط ودور منظمة حظر الاسلحة الكيماوية واتفاقية الاسلحة البيولوجية
أما في محور 'اجتماع عام 2012' فسيتم التركيز على موضوع الحد من الاستحواذ على الاسلحة النووية، ومنع سباقات التسلح، ومناقشة دور منظمة معاهدة حظر التجارب النووية في هذا السياق.
وفيما يتعلق بمحور 'الاعدادات للعام 2012' سيناقش المشاركون الاستعدادات لاجتماع الامم المتحدة حول الشرق الاوسط، والتحضيرات لقمة سيؤول النووية، ومدى الارتباط بين بوادر الامن النووي وحظر الانتشار النووي، ودراسة انشاء منطقة امان نووي في الشرق الاوسط.
ويشتمل جدول الاعمال كذلك على موضوع تأمين المصادر الاشعاعية وتحديد الاشكالية وخصائصها الرئيسة والادوات النووية الانفجارية ومقارنتها بالاجهزة الناشرة للاشعة، وتأمين نقل المواد الاشعاعية في الطرق والمرافق المدنية والخيارات العملية مثل انشاء قواعد للبيانات وتطوير القوائم والكشوفات.
ويركز المؤتمر من خلال محور 'تطوير اليات اقليمية لادارة الامن النووي' على موضوع الامن النووي واهميته في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، وتبادل الخبرات وآليات تامين الحدود وبرامج التعاون الدولي.
ووفق المنظمين، يشكل موضوع انشاء منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الاوسط اهمية قصوى حيث سيتم مناقشة الاشتراطات الرئيسة لانشاء منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الاوسط، والتبعات والمخاطر المتعلقة بتقسيم المنطقة الخالية من السلاح النووي، والظروف السياسية وارتباطها بانشاء المنطقة الخالية من السلاح النووي.
ويشارك في المؤتمر ممثلو وزارات الخارجية في الدول الخمس دائمة العضوية في الامم المتحدة اضافة لتمثيل رسمي من معظم دول المنطقة على مستوى وزارات الخارجية والداخلية والهيئات التشريعية والعسكرية وهيئات الاستجابة والعمل الميداني، اضافة للجامعات –مختبرات الابحاث المتخصصة – القطاعات البلدية والصناعية والاقتصادية.
كما يشارك في المؤتمر الذي يستمر ثلاثة ايام مندوبو منظمات اممية ودولية ومسؤولون في حلف شمال الاطلسي (الناتو) والانتربول والاتحاد الاوروبي اضافة لوفود من حوالي 65 دولة.
(بترا)