01-12-2011 08:53 AM
كل الاردن -
أحمد ابوخليل
خلال فترة مشاورات التشكيل لم يتقن رئيس الوزراء ممارسة كل طرق وأشكال "معرفة الواجب" السياسي, وغيرها من الآليات غير المكتوبة وغير المفصح عنها, ولكنها الضرورية للعمل السياسي في الأردن.
النقابات مثلاً, سارعت الى الاحتجاج على عدم شمولها بالمشاورات وهو ما تداركه الرئيس لاحقاً, غير أن أربعة أحزاب وسطية أصدرت منذ يومين بياناً نارياً في نقد الحكومة, وتقع خلفية هذا البيان في كون الرئيس لم يلتق بها أثناء المشاورات أسوة بباقي الأحزاب. ومن المتوقع أن هناك جهات وأفرادا آخرين يخفون غضبهم للسبب ذاته ولم يفصحوا عن ذلك.
الأطراف الجديرة بالتشاور ترى أن استثناءها يندرج في سياق عدم معرفة الواجب, وقد كانت الأحزاب الأربعة واضحة عندما أكدت أنها ليست "مجرد ديكور".
يعتبر الشمول بالتشاور شكلاً من أشكال "الكيل بالصاع" أو على الأقل "الأخذ بالخاطر", لكن من المرجح أن الرئيس لم يستهدف فريقاً بعينه لكي لا يكيل بصاعه أو يأخذ بخاطره.
الواقع أن الثقافة الشعبية وفّرت حلاً لهذه الاشكالية التي نقلها الأردنيون من عالم العلاقات الاجتماعية الخاصة الى عالم السياسة, وقد يكون هذا الحل قد فات أوانه بالنسبة للرئيس الحالي, لكن من المفيد الاشارة اليه خدمة لرؤساء المستقبل.
إنه "العَشَم" الذي في حالة إتقانه يشكل رداً على كل الاتهامات بعدم "معرفة الواجب", بل إنه في حالتنا قد ينقل الإحراج من الرئيس الى العاتبين عليه لأنهم لم يقدّروا "عشمه" فيهم.
ahmadabukhalil@hotmail.com