03-12-2011 08:29 AM
كل الاردن -
أحمد ابوخليل
من قبيل الوفاء, يتوجب على "النشطاء" السياسيين توجية الشكر والعرفان لحوالي خمسين متراً مربعاً تقع أمام مدخل مجمع النقابات في الشميساني إضافة الى درج المدخل ذاته وبسطة الدرج الواقعة على المدخل تماماً, ففي هذه المساحة عُقدت مئات الاعتصامات والتجمعات والوقفات الاحتجاجية في شتى المناسبات, وقد حصل ذلك في زمن عزّت فيه الأماكن "المحمية" لإقامة مثل تلك النشاطات.
منذ أشهر تعددت الأماكن وشملت مواقع جديدة, وصار الاجتماع امام رئاسة الوزراء عادياً فضلاً عن مدخل مجلس النواب والديوان الملكي وكل مداخل الوزارات بما فيها وزارة الداخلية ذاتها وهي المعنية بمراقبة وقمع الاجتماعات.
حتى وسط البلد الذي كان يحظى بحساسية خاصة بحكم تاريخه ودلالات الاجتماع فيه صار موقعاً تقليدياً للمظاهرات والمسيرات, كما دخلت هذه النشاطات الى مواقع نوعية جديدة مثل دوار عبدون وشارع الوكالات في عمق عمان الغربية.
كانت اعتصامات المجمع تتفاوت من حيث الحجم بحسب المناسبة وبحسب نوع الدعوات وأوامر وتوجيهات الحضور, فأحياناً كان الحضور رمزياً على طريقة فرض الكفاية السياسي وأحياناً أخرى كان الحضور بطريقة فرض العين.
رغم أن تنوع الأماكن رافقه تنوع في المشاركين, ولكن ذلك اقتصر على الشهور الأولى, ومع الزمن تبين أن النواة المكونة لكل تحركات العاصمة تنتمي الى فئة المعتصمين أمام النقابات مع رفد بسيط من الأبناء والأصدقاء بما يضمن الحفاظ على "النسل السياسي".0
ahmadabukhalil@hotmail.com