05-12-2011 10:00 PM
كل الاردن -
بعد أيام من إعلانه عن نشر موقع «ويكيليكس» 287 مستنداً تتعلّق بعمليات تجسس تقوم بها شركات خاصة على جميع المواطنين حول العالم، كسب مؤسس الموقع، جوليان أسانج، اليوم، جولة جديدة من معركته القضائية في بريطانيا، لمنع تسليمه إلى السلطات السويدية، التي تتهمه باغتصاب امرأتين. بينما شغل فريق ويكيليكس العالم مجدداً بإطلاقه ملفات «spy files» أو ملفات التجسس، التي كشف فيها كيفية مراقبة الشركات والحكومات للأفراد والمجموعات حول العالم.
وفي موازاة ذلك، ينشغل العالم اليوم بـ«المفاجأة» التي أعلنها أسانج الأسبوع الماضي، والتي خص بها كل مستخدمي الهواتف النقالة، وخصوصاً الذكية منها، كما مستخدمي البريد الإلكتروني التابع لشركة غوغل (Gmail) وبرنامج الاتصال الإلكتروني Skype وغيرها، حين توجّه إليهم بالقول: «أنتم في مأزق».
وخلال مؤتمر صحافي عقده في جامعة «سيتي» في لندن، الأسبوع الماضي، كشف أسانج أن موقع «ويكيليكس» أطلق ما يسمّى (spyfiles)، أو ملفات التجسس، بالتعاون مع موقع spyfiles.org، مؤكداً أن ما يقدر بـ 150 منظمة حول العالم تستطيع تجميع المعلومات من خلال اعتراض الرسائل النصية والتنصت على المكالمات الهاتفية، وبيعها لاحقاً.
عملياً، عمد موقع «ويكيليكس» الى تقسيم عمليات التجسس هذه إلى ستة أقسام: مراقبة شبكة الإنترنت ومراقبة الهواتف وتروجان أو حصان طروادة، وهو فيروس إلكتروني يعمل على سرقة المعلومات، بالإضافة إلى تحليل المحادثات ومراقبة الرسائل النصية، فضلاً عن رصد أنظمة التموضع العالمي (GPS). خصص الموقع كل واحدة من هذه الفئات بخريطة عالمية تظهر مكان حدوثها، محدداً أسماء البلدان التي تجري فيها، وهي تشمل: البرازيل، كندا، الصين، كولومبيا، تشيكيا، الدانمارك، فرنسا، ألمانيا، المجر، الهند، إسرائيل، إيطاليا، هولندا، نيوزيلندا، بولندا، أفريقيا الجنوبية، سويسرا، تركيا، المملكة المتحدة، أوكرانيا، الولايات المتحدة الأميركية، الأردن، روسيا وإسبانيا.
ومن بين الشركات التي يجري من خلالها التجسس، نذكر Ability وassurance of communication وblue coat وcambridge consultants وETIGroup وHP وnokia Siemens networks وphonexia وغيرها.
«قصص التجسس التقليدية التي كانت تقوم بها أجهزة الاستخبارات صارت من الماضي»، هذا ما قاله مؤسس موقع « ويكيليكس» في حديثه إلى مكتب الصحافة الاستقصائية في صحيفة الـ«غارديان» البريطانية، معتبراً أن ثمّة «تبدلاً ضخماً حدث في السنوات العشر الأخيرة، حيث باتت كل أنواع الأجهزة الإلكترونية مخترقة، وكل أشكال المعلومات مسجلة بدقة».
مرّة جديدة، يسجل موقع «ويكيليكس» إنجازاً سيهدد عروش ملوك ورؤساء جدد، وربما من خارج العالم العربي، الديموقراطيين منهم والديكتاتوريين، كما حدث مع نشره البرقيات المسربة من وزارة الخارجية الأميركية، التي أسهمت في إشعال العديد من التحركات الشعبية التي اجتاحت الشارع العربي في الأشهر الأخيرة.
لم يتوان الموقع عن مواصلة ما بدأه منذ فترة طويلة، في معركته ضد الأنظمة والشركات الكبرى. وعلى الرغم من كل أشكال الضغوط السياسية والاقتصادية والقضائية التي مورست عليه، وتحديداً على مؤسسه، يطل علينا اليوم بنوع جديد من المعلومات المسرّبة، تشكل فضيحة لكثير من الدول وفرصة جديدة للاستمرار في محاولة كبح جماحه.
وفي لندن، منح قضاة محكمة العدل في لندن أسانج (40 عاماً) الحق في الطلب من المحكمة الأعلى النظر في قضيته، بعدما كانت المحكمة العليا في لندن قد صدّقت، الشهر الماضي، على حكم أجاز تسليمه إلى السويد، بحسب ما أفادت وكالة «فرانس برس».
وذكرت الوكالة أنه بعد صدور الحكم، أعرب أسانج عن اعتقاده بأن «هذا هو القرار الصحيح، لكن النضال من أجل العدالة بالنسبة لي ولآخرين لا يزال مستمراً».
ويجيز الحكم للرجل الأوسترالي الطلب من المحكمة العليا في لندن التصديق على أن قضيته تثير مسألة ذات اهتمام عام، لكي يتسنى للمحكمة الأعلى النظر فيها واتخاذ حكم نهائي بشأنها، علماً بأن ما يتخوف منه أسانج وفريق «ويكيليكس» هو إعادة تسليم السويد أسانج للولايات المتحدة، حيث سيكون أسانج، بحسب وصفه، سجيناً سياسياً هناك.
(الاخبار)