06-12-2011 08:47 AM
كل الاردن -
منذر العلاونة
عالمكشوف
قبل اكثر من شهر كنت قد كتبت في عدد من الصحف مقالة عن الباشا محمد الرقاد بعد ان قدم استقالته من ادارة المخابرات العامة , وابرزت خصال الرجل ودوره في خدمة الوطن والعمل على صيانة أمنه ... حيث كان وفيا ومنتميا لوطنه إنتماءا لا يشوبه شك من شرفاء الوطن بشماله ووسطيه وجنوبه ومخيماته و بواديه .
واليوم اعود لأكتب عن الباشا مرة أخرى ليس لأنني أهوى الكتابة عنه أو لأنني مغرم بالكتابة في سير الشخصيات , ولكنني شعرت بالألم عندما إكتشفت أنّ هذا الرجل يتعرض لحملة شرسة وظالمة ومجحفة من قبل أحد النواب , ولأنني أؤمن إيمانا قاطعا بأن الباشا الرقاد لم يرتكب إثما ويشار إليه بالبنان ولاحترام والعفه والامانه وصاحب الايادي البيضاء , ويعرف الكثيرون أن الرجل محمل بالديون بعد ان انهى سنوات طويلة في جهاز المخابرات العامة بكل شرف وتفان واخلاص . لقد اتهم النائب الدكتور ممدوح العبادي في كلمة جارحة القاها اثناء جلسات الثقة بحكومة الدكتور عون الخصاونة الاسبوع الماضي اتهم الباشا الرقاد فيها بأنه تطاول على المال العام بحصوله على قصر في عمان اردني , وطالب الحكومة بإعادة القصر إلى أملاك الدولة متناسيا معالي النائب أن هذا القصر هو هدية قدمها جلالة الملك ومن ماله الخاص تكريما لدور الباشا الوطني , ولا يحق للنائب أو غيره التطاول على مكارم جلالة الملك وبهذه الطريقه الفظه ..
كنت أتمنى على النائب العبادي ألّا يخوض في غمار مثل هذه المسائل , وكان الأولى به أن ( يتشاطر ) بنبش ملفات كبار رموز الفساد ممن نهبوا ثروات الوطن وأراضيه وماله العام , وأن يتطرّق لكل قضايا الفساد والتي سبق وأن طالت معظم مؤسسات الدولة ومنها أمانة عمان قبل عدة سنوات , وكيف تحوّلت بعض الخرب والأراضي في أطراف عمان بعد أن كانت مكبّا لجيف المواشي ( الفطائس ) لتصبح اراض من الدرجة الأولى وتباع بالملايين ... وكان الأولى به أن يفتح ملف التبرعات للإنتفاضة الفلسطينية الّتي آلت إلى جيوب المتنفذين والفاسدين , كما تمنيت على معالي النائب المحترم أن يتذكر جيدا تلك الاتهامات التي وجهت إليه نفسه عندما كان أمينا لعمّان الكبرى بأنه سجل قطع أراض بإسم إبنه صالح , وتبيّن فيما بعد أنّ ليس له ولد ذكر على الإطلاق , وكنت حينها قد دافعت عنه ... وأن يتذكر كذلك أنني وغيري قد فتحنا له بيوتنا في جبل الحسين أثناء حملته الانتخابية السابقة .
أنا لست ضد معالي الدكتور ممدوح العبادي ولا أتهمه بشيء لاسمح الله ... وكذلك لا تربطني أيّة علاقة شخصية بالباشا الرقاد ... ولكن أجد أنه من الخطأ أن تطلق الاتهامات جزافا ضد رجالات شريفة وخاصة أولئك الذين خدموا الأردن بوفاء وإخلاص , وحالوا دون أن تنفذ مؤامرات إستهدفت أمن الوطن وإستقراره , كما آلمني أن يتجاوز الدكتور العبادي كل اولئك الفاسدين الذين حولوا الاردن إلى مزارع خاصة بهم , وكذلك أولئك الوزراء الذين خدموا لشهرين أو ثلاثة شهور ثم أصبحوا أصحاب أملاك وأطيان وملايين .
واعتب هنا عتابا شديدا انا وغيري على معالي الدكتور العبادي وهو السياسي المحترف ان تصدر منه مثل هذه الاتهامات القاسيه والباطله وهو يدرك ان كل كلمه تصدر منه تحت قبة البرلمان محسوبه عليه على عكس ان تصدر من نائب اخر لا يجيد السياسه وفن الخطابه . و أخيرا اكرر ما يقلون . فمن كان بيته من زجاج فلا يرمي الآخرين بالحجارة .... ومن كان منا بلا خطيئة فليرمي نفسه بحصوات ابليس السبعه ونتقي الله بانفسنا .. !!