أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 08 كانون الثاني/يناير 2025
الأربعاء , 08 كانون الثاني/يناير 2025


ماذا لو استقال عون الخصاونة فجأة؟!
11-12-2011 08:29 AM
كل الاردن -

 

alt
 ماهر ابو طير
 
 
 
تمر الحكومة بوضع صعب، واذ يتداعى الجميع لمديح رئيس الوزراء، والغمز من قناة الوزراء، كما هي عادتنا، في تقبيل الشارب، ونتف الذقن، في ذات اللحظة، فان السؤال الاهم: ماذا لو سقطت حكومة الخصاونة، وما هي خيارات الدولة بعدها؟!.
 
السؤال مطروح، ليس من باب التحريض او التشاؤم، لكن لاننا نرى ان الظروف اصعب من الرئيس وسماته الشخصية الايجابية، التي يجري تشويهها بوسائل مختلفة، ولان مشاكل البلد، اليوم، لا يحلها رئيس وسيم، ولا رئيس نظيف اليد، ولا ثالث يصلي الفجر في موعده، ولا متأنق ولا متعطر، ولا احد احفاد عمر بن عبدالعزيز، ايضاً.
 
قوى كثيرة في البلد تريد اسقاط الحكومة، والتغذية السياسية والاعلامية والمالية، تجري على قدم وساق، من اجل هز النظام ذاته، والقول انه شكل ثلاث حكومات في عام واحد، بحيث يصبح متوسط عمر اي حكومة اربعة أشهر، بهكذا حسبة، وبالتالي، هز الداخل الاردني وتجهيزه للمرحلة المقبلة.
 
رئيس الحكومة دخل بسقف مرتفع ورفع التوقعات، ومن حوله وحواليه لم يحذروه من هكذا كلام، وها هو يفتح الملفات ويقرأ الارقام، ويكتشف ان القصة اكبر من قدرة فرد او رئيس، والا ما الذي منع سابقيه، من حل كثير من المشاكل، لولا اكتشافهم ان كل حكومة تأتي بحجم كبير، لكن يتم اجلاسها في قالب ضيق وصغير.
 
هناك خنق متعمد للاردن، ويراد له ان يتأرجح عند الحافة، واعجب من معارضي الداخل الذين لا يحسبون ظلال الخارج في حساباتهم ابداً، واذا كنا نؤيدهم ان ثلاثة ارباع مشاكلنا من صنع ايدينا، فان ظلال الخارج ترقب بعين حمراء الذي ستؤول اليه الامور في البلد، حماه الله وحمى اهله.
 
الذي يعرف الرئيس الخصاونة عن قرب، يعرف انه بلا مرارة، وقادر على الاحتمال الى حد ما، ولكنه يعرف من جهة اخرى انه قد لا يقبل كثيرا ان يتم اغراقه في معارك جانبية، وتلطيخ صورته، ومس عائلته، ومس العائلات في الاردن، نمط كرسناه عكس عاداتنا واعرافنا منذ الشعارات الجديدة التي سمعناها في عهد حكومة سمير الرفاعي.
 
معنى الكلام، ان كثيرين لن يشعروا بصدمة لو لوح الخصاونة ذات لحظة باستقالته، فهو يدرك انه خسر موقعا عالميا، يفوق رئاسة الحكومات في شرق المتوسط، وهو اذ لا يمن على بلده، غير انه لن يحتمل تكسير العظم وتكسير سمعته، وعرقلته والاساءة اليه، ورفع الحماية عنه، وتركه وحيداً، او منافسته والتسلل الى ملعبه، وضربه بالاسافين والوشايات.
 
هذا يعني ان الرئيس بحاجة الى مساعدة من كل مؤسسات الدولة، اذ ان المرحلة لا تدار بالابتسامات الصفراء، ولا بانحناءة الرؤوس على الطريقة اليابانية، وهذا يعني ان الرجل قد يخشى في لحظة ما، على اسمه ورصيده، ولن يقبل ان يمشي حتى الحافة، ليحترق كما احترق غيره.
 
هذه هي الاجواء، والحكومة لو سقطت، تكون خياراتنا كلها قد سقطت معها، وقد تحتاج الحكومة التي تليها، اذ قدرنا على تشكيلها اساسا، الى شهرين حتى تتشكل، لاننا قد لا نجد احدا في الاردن يقبل التكليف، ولاننا لو وجدنا، فلن نجد اجماعا ولا اتفاقا على احد، بعد الادمان المميت على كراهية الجميع ونقد الجميع واكل لحم الجميع.
 
الحكومة امام قرار زيادة الرواتب، وهي امام قرار اخر برفع الدعم عن السلع والمشتقات النفطية، وهذا كفيل شعبيا، بقلب المائدة، ولا خيارات امام الحكومة، وقد يتأمل الرئيس في لحظة صفاء حاله واحواله، فيجد انه سيخسر كل شيء، موقعه الدولي ورصيده الداخلي، وفوق ذلك تلطيخ سمعته بقصص تافهة.
 
مثله قد لا ينتظر مرحلة دخول الفرن، والخروج رماداً، وعلى هذا، فان اخشى ما اخشاه، ان يظن كثيرون ان الرئيس جاء فدائيا وانتحاريا وقابلا لاي مهمة، لكنهم سيكتشفون ان الرئيس غير قابل للكسر ولا للحرق، وقد يخلي موقعه طوعا بشكل مفاجئ، اذا اكتشف ان هناك من يطعن ظهره في الخلف، ويقامر به، لالحاقه بالاخرين.
 
بعضنا لا يريد ان يصحو، ويعتبر انها حكومة مثل غيرها، وانا اعتقد بكل تواضع، انها حكومة فاصلة بين زمنين، ثباتها وانجاحها، سيرتد ايجابا على البلد، واسقاطها بكل هذه القصص والمشاكل والمنافسات، سيؤدي الى تقديم الرئيس لاستقالته، وترك البلد في هذا التوقيت امام كل السيناريوهات.
 
ليس لانه الممهد للمهدي المنتظر، بل لان البلد لم يعد يحتمل، وعليكم ان تفتحوا عيونكم جيدا على الرئيس، وكيف يقرأ الاشياء، وكيف يدير ردود فعله، والى اي درجة يقبل ان يكون شهيدا محتملا ضمن قائمة الشهداء من رتبة رئيس حكومة فما دون.
 
اغلب الظن ان الرئيس لا يريد ان يكون شهيداً في هذه المرحلة، وقد يقبل ان يكون من رجال معركة مؤتة، تحت توصيفها الشهير "كُرار.. وليسوا فُراراً"!.
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-12-2011 10:47 AM

ليس الخصاونة والا الحكومة بحاجة فقط الى الدعم والثبات امام عواصف الداخل والخارج ، بل ان الجميع شركاء في ذلك وهذا الوطن (للجميع) قولا وفعلا ، وليس شعارا انتخابيا ، كما ان المرحلة القادمة تتطلب جهدا مضاعفا وتسويقا ناجحا ومدروسا ، وتفكيرا عميقا وقرارات حازمة وحاسمة ، ولا مجال للتراخي والتكاسل والتقاعس ، كما ولا يمكن المرور بسهولة عن بعض النقاط والافكار الى تدور في سماء الوطن :
1- لا اعتقد ان السيد الخصاونة وهو ابن الوطن البار يمكن ان يتخلى عن وطنه بهذا السهولة وهذا الاستسهال ، وليست الامور - على ما اعتقد - تدور في ذهنه بهذه الطريقة ، ولا اظنه بالرجل الضعيف الذي سيجد ان الهروب هو افضل الحلول ، ولا اظن ان الوطن بالنسبة له مجرد جنسية بجواز سفر ويمكن في اي لحظة تركة والتخلي عنه لأي سبب ، كما وانني لا اظن ايضا ان الرجل سيقايض مصلحة وطنه بوظيفة او منصب قد يزول وتزول معه الدنيا بأسرها في اية لحظة ...
يتبع ...

2) تعليق بواسطة :
11-12-2011 10:48 AM

2 - حكومة الفرصة الاخيرة ...؟؟؟ : نعم اعتقد ذلك ، وهي فرصة اخيرة للشعب وللوطن جميعا وليست لقيادته فقط ، وهي الفيصل والحد الذي يجب ان يعمل الجميع لجعله آخر القلوع وآخر الحصون الفاصلة بين اسلوب واسلوب آخر وبين طريقه (إعداد) حكومة وطريقة استلام وتسليم حكومة ، بين ماض عريق فيه من الانجازات والايجابيات كما فيه من الاخطاء والسلبيات ، وبين قادم وجديد يحدد الناس انفسهم ملامحه وسماته ومدى نجاحهم في رسم تفاصيله واسلوبه ...
3- لا يمكن إعفاء الناس من مسؤولياتِهم في تقدير رسم حجم الموقف من بين متناقضات كثيرة ، فما بين حجم التحديّات المحيطة والاخطار الخارجية والجوار المشتعل ، وما بين الداخل (الغاضب) الرافض لكل شيء ، وما بين الرغبة بجنى الفرص والمكتسبات والفوائد ، بين كل هذه لا عذر ولا مبرر لاحد ان تضييع البوصلة او ان نفقد السيطرة على قيادة الوطن للخروج بسلام من خضم هذه الامواج العاتية ، ولا حجة لاحد في ان يتنصل من مسؤولية الحفاظ على التماسك والمساهمة في التجذيف للعبور بمركب هذا الوطن الى بر الامان ، ولا يمكن ان نغفل او ان نصمّ اذاننا ونغمّ على اعيوننا عمّن يحاول خرق جدار سفينتنا وإغراق مركبنا وتكسير مجاديفنا ...

3) تعليق بواسطة :
11-12-2011 10:57 AM

كلام رائع ومنطقي فلو استقال دولة الخصاونه فانها ستكون كارثه لمن سياتي بعده ايا كان , ولا استبعد ان يتم جلب رؤساء الوزراء في المستقبل نخفورين بالسلاسل لكي يقبل ان يكون رئيس وزراء , لذا على الجميع دعم دولة الرئيس حتى يستطيع انجاز ما وعد به

4) تعليق بواسطة :
11-12-2011 04:04 PM

Let's stop all this none sense and give him time even though as a team they get D plus

5) تعليق بواسطة :
11-12-2011 06:07 PM

يا سيدي ..مش راح يستقيل......حتى لو خربت من مرة.....غير تا يقيله الملك

6) تعليق بواسطة :
11-12-2011 06:26 PM

ما في داعي رئيس الحكومة يرفع الدعم عن السلع ومشتقات البترول عشان يغطي هيكلة الرواتب .. يشد حاله شوية ويسترجع الاموال المنهوبة .. وهاي الاموال كفيلة بتغطية عجز الموازنة اليونانية مش الاردنية.

واذا القاضي مصر على الاستقالة .. الله وعلي معه البلد مليانة بالناس الشرفاء والاكفياء .. وعلى قولة المثل ما زاد حنون في الاسلام خردلة .

صارت حياتنا مثل غراب البين .. وصاير الواحد يشك بكل إشي وبكل مقال وبكل تصريح .. والله اعلم إنه هالمقال تمهيد وامتصاص مسبق لردة الفعل الشعبية على رفع الدعم

7) تعليق بواسطة :
11-12-2011 06:56 PM

يعني فكرك انها بتفرق معنا كثير اذا استقال او اقيل او ظل رئيس وزراء ، نحن الشعب الالاردني لا نثق باي حكومه سواء حاليه او سابقه او لاحقه لانهم تعودوا عى الكذب والاستقواء على الضعيف / منذ ما يزيد عن اربعين عاما لم يتقدم فاسدا للمحاكمه ونفس الاسطوانه ، كل خطابات رؤساء الحكومه تنص على محاربة الفساد والفساد في ازدياد حتى انه اصبح القاعده وما دون ذلك هو الشواذ / مللنا الاسطوانات المشروخه التي سمعناها ليلا ونهارا تحسين وضع المواطن ، اي تحسين ( بجوز تحسين بينو ) عشر دنانير زياده على راتب الموظف حسب ادعاء الحكومه ستعمل على زيادة انتاجية الموظف وازالة التشوهات بين القطاع العام والمؤسسات المستقله وكأن الشعب الاردني سيبكي فرحا لهذه الزياده التي صبر عليها اكثر من سنة

نطالب بربط الاجور (الرواتب ) بمعدلات التضخم او والنظر بها كل نصف سنه مثلا

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012