أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 08 كانون الثاني/يناير 2025
الأربعاء , 08 كانون الثاني/يناير 2025


شيخوخة مبكرة ورحيل قريب
12-12-2011 08:07 AM
كل الاردن -

 

 
alt
 
ناهض حتر
اقل من 50 يوما مضت على تأليف حكومة عون الخصاونة, لكنها شاخت سريعا جدا, لن ينفعها تعديل ولا تجميل. انتهت سياسيا وبقي أن ترحل إجرائيا. لا أعرف كم يوما ستستمر, لكنها, على كل حال, تعدّ أياما. لماذا
 
أولا, استهلك الرئيس زخم تكليفه بحزمة تصريحات صادمة يعوزها الاتزان وتقدير الموقف المحلي والإقليمي, مما أفقده ثقة الأطراف والفعاليات السياسية, داخل النظام ونادي الحكم وخارجهما, وطرح علامات استفهام حول شخصه وأجندته. فمن رغبته بتعديل الدستور بما يكفل ترئيسه لفترتين إلى إشاراته إلى إمكانية إعلان الأحكام العرفية, إلى ما أبداه من انعدام وضوح الرؤية فيما يتصل بالقضية الوطنية الأردنية إلى اعترافه بضعف خبرته الاقتصادية وعجزه عن تقديم تصور للاحتياجات التنموية الملحة في المحافظات إلى ما أثاره من قلق عميق حول توجهاته نحو فك الارتباط حين أعلن أن قرار إبعاد قادة حماس كان "خطأ دستوريا" إلخ . ولا نريد الإسترسال, لكنها فقط عينة من تصريحات كثيفة خلقت مناخا ينظر إلى الرئيس بعين الريبة أو بشفاه مبتسمة
 
ثانيا, ثم جاءت التشكيلة الوزارية محبطة لأدنى التوقعات. حكومة من دون فريق سياسي ولا فريق اقتصادي! ولكن لديها فريق قانوني .. وكأنه يمكن عزل القانون عن السياسة والاقتصاد! أو كأن الحكومة, في عرف الخصاونة, مكتب محاماة! ولكي أكون منصفا, هنا, عليّ أن أنوه بوزير الشباب الذي مارس الولاية العامة على اتحاد رياضي, ثم قرأ بين أيدي حكام قطر قصيدة مديح مخجلة
 
ثالثا, جراء تضعضع صورة الرئيس ومستوى تشكيلته, توافقت فعاليات مختلفة وربما متضادة ومن دون تنسيق فيما بينها على أنه من الخطورة بمكان منح حكومة كهذه, الحق بممارسة الولاية العامة.
 
رابعا, التفّت حكومة الخصاونة, ربما بسبب تكوين رئيسها الطبقي, على الإنجاز الرئيسي للحكومة السابقة, أي هيكلة القطاع العام, فأبقت على المؤسسات المستقلة وأعادت تفنيط الرواتب الضخمة لموظفيها, وانتهت, بالتالي, إلى زيادات في الرواتب محبطة لبروليتاريا القطاع العام. وهي زيادات لا تغطي حتى هبوط التصنيف الإئتماني للأردن ( الذي يعني هبوط القدرة الشرائية للدينار). وهذه قضية حساسة للغاية, سيكون لها تفاعلات اجتماعية وسياسية حادة شعبيا.
 
خامسا, إذا كان النقد الموجه للدكتور معروف البخيت, قد تركّز على بطئه في القرار والتنفيذ, فإن عون الخصاونة أكثر من بطيء. وهذه سمة حسنة في قاض, لكنها تشل البلد الذي يحتاج إلى عمل دؤوب ديناميكي على مدار الساعة لمعالجة سيل من المشاكل والاختلالات. والبطء في السياسة دليل على الضعف وعدم وضوح الرؤية, اكثر من كونها صفة شخصية يمكن علاجها.
 
سادسا, سقوط رهان الخصاونة الأساسي على التحالف مع الإخوان المسلمين الذين هتفوا له " المصلح هيو جاي" لأنه وعدهم وعودا لم يستطع ولن يستطيع تنفيذها. ففي ملف عودة حماس, فوجئ الخصاونة بالفيتو الذي توافقت عليه جهات رسمية وشعبية معا, مثلما فوجئ بأنه حتى إعادة جمعية المركز الإسلامي إلى الإخوان, ليست مجرد قرار إداري. ومن الملاحظ أن الإخوان بدأوا بالرد على تلاشي وعود الخصاونة في فعاليات متصاعدة, لكن أخطرها دعوتهم لاسترداد المركز الإسلامي, عنوة, في 17 الجاري. وسيكون هذا التهديد, إذا ما تم تنفيذه, علامة فارقة في تفكك سيادة الدولة. فالإخوان حزب له أجندة وليس عشيرة تعتصم لدفع مظلمة أو استرداد حق من دون أن يكون لتحركها بعد سياسي. ستكون, إذاً, لحظة صدام جدية, سيضطر بعدها الرئيس إلى مواجهة استحقاقات صعبة.
 
سابعا, في الجمعة الماضية, بدأ الحراك الشعبي هجومه على حكومة الخصاونة. وهو هجوم سيتصاعد بسبب عجز الحكومة عن تنفيذ وعود إصلاحية جرى إطلاقها بلا تحفّظ. وعجزها ذاك لا علاج له لأنه عجز في الفكر والسياسة والتركيبة. 
 
ليس عيبا أن تستقيل حكومة ثالثة خلال سنة, بل المشكلة أن تتشكل الحكومة التالية بالأسلوب نفسه.. المطلوب هذه المرة حكومة تنتج عن مشاورات نيابية وسياسية وتنطلق من برنامج لا من أسماء, وتتشكل من قيادات سياسية وممثلين للقوى الاجتماعية والتيارات الشعبية.
 
ynoon1@yahoo.com
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
12-12-2011 08:27 AM

عاش بيان العسكر

2) تعليق بواسطة :
12-12-2011 09:39 AM

http://www.khaberni.com/more.asp?ThisID=66058&ThisCat=1

3) تعليق بواسطة :
12-12-2011 02:21 PM

والله احترنا فيك

4) تعليق بواسطة :
12-12-2011 06:53 PM

المضحك انه واثناء رد رئيس الوزراء على مناقشات النواب للثقة والتصويت على الحكومة كان وزير الشباب يحاضر في نادي الفيحاء شابات وشباب الفيحاء في اشميساني هل يعلم الرئيس ذلك هل الوزير بمستوى موقعه ام انه جاهل بمهام الوزير وتقدير النواب

5) تعليق بواسطة :
12-12-2011 09:47 PM

كلمة حق يراد بها باطل فالسيد ناهض حتر الذي تبدأ سطور إنشائه من "هناك" لتحط في عمان طيورا ورقيه ذات أجنحة مصبوغة بالقهر الشديد ليس على الحكومات ورؤسائها التي دائما ينتقدها من خلال تسجيلات حرفية لكلمات قيلت وما جاء قطافها بعد ولا أثمرت او حتى برعمت حتى نعدها مثالب وخطايا نعلقها في رقبة الرئيس وطاقمه بل ينسج لغاية واحدة وهدف واحد وبتحريض مبطن واحد يطلقه لتصيب سهامه الإسلاميون الذين على ما يبدو يعلم ناهض وكثيرون غيره أن سهامهم صاعدة كالبرق ويعلم أنهم ليسوا خونة ولا "مندسين" ولا متطرفين وبأنهم شركاء في بناء هذا الوطن الغالي وأجندتهم نبعت من صلب هذا الوطن لتصب في صالحه وليس ذنبهم أن الأردن يحوي بعض الذين يعانون بقوة من رهاب الإسلاموفوبيا

6) تعليق بواسطة :
12-12-2011 10:18 PM

الاستاذ ناهض حتر؛ انني اتفق معك بالتحليل لقد ولدت هذه الحكومة وهي بحاجة الى رصاصة الرحمة ليس فقط للاساب التي ذكرتها، ولكن لعدم وجود اي برنامج لها لاي منحى من مناحي الحياة لهذا الوطن المبتلى بحكوماته.
اما عن الاسلاميين لقد اخذتم الفرصة طيلة عقود وما نتج عنكم تحنيط لازلام الفساد واعادة انتاجهم بصيغ اخرى يتلضى لهبهم كل ابناء هذا الوطن الوديع.

حمى الله الاردن والاردنيين

7) تعليق بواسطة :
13-12-2011 07:52 AM

Al3adl assas Al-Mulk,,,,,I have to disagree with the honorable Nahed becouse our priority befor anything else including food is to bring back justice otherwise whatever we do or have will be stolen or waisted,,,if 3awn will be able to secure fair elections then Jordanians will take it from there to rebuild and protect everything becouse no one or ten or even thousand can replace the will of a nation

8) تعليق بواسطة :
13-12-2011 09:23 AM

وين تعليقي يا حرية الصحافه

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012