أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 08 كانون الثاني/يناير 2025
الأربعاء , 08 كانون الثاني/يناير 2025


لميس اندوني تكتب لـ"العرب اليوم" بشجاعتهم أخط هذه السطور
12-12-2011 10:25 PM
كل الاردن -

 

alt

لميس اندوني

العودة إلى الكتابة في الصحافة الاردنية في زمن الثورات العربية له مذاق خاص مغموس بدم محمد بوعزيزي وبعطر ياسمين المرسى وسيدي بوسعيد. فكل كلمة تسطر في فضاء الحريات المنتزعة, دفعت اثمانها أرواح , ولا تزال تدفع, في الساحات والشوارع والازقة من تونس إلى البحرين مرورا بمصر وسورية.


صحيح أن النشوة التي غمرتنا, وأحيتنا, في فجر الثورات العربية أضحت مثقلة بالحزن والخوف, فإنجاز الشعوب يتهدده خطر التدخل الامريكي والثورات المضادة, الداخلية والخارجية منها, لوأد حلم العدالة والحرية. لكن, ممنوع ومحظور علينا أن نفقد الامل وفاء للتضحيات والتزاما بالاوطان وكرامة الانسان.

هنا, في الاردن, الحراك الشعبي الذي بدأ قبل نحو عام, وصل إلى نقطة حرجة, يتنازعه توتر الانقسامات, فيما يتسلح النشطاء بكل ما واتتهم إرادتهم رافضين الاحباط والاستسلام أمام غياب لأفق التغيير الجذري المؤدي إلى قيام حكومات وبرلمانات منتخبة تتماهى مع الناس وتعبر عن مصالحهم.

فالحكومات المتعاقبة, وحتى البرلمانات, في معظمها وليس بكل أعضائها, تعتقد دائما أن عليها مراضاة 'اللي فوق' حتى تضمن تطويع 'اللي تحت', متناسية أنه لا وجود للرأس إذا ما تلاشى 'اللي تحت'.

مثل هذه الذهنية, وهي انعكاس لمصالح وامتيازات اقتصادية واجتماعية, تعيق أي بناء حقيقي لدولة المؤسسات والمواطنة. إذ أن 'سياسة التطويع' بحاجة إلى أجهزة قمع وإعلام مشوه لمنع الناس من الوعي بحقوقهم والمطالبة بها ومساءلة المتنفذين والمسؤولين عن سياسات القمع والتجويع.

فالمسألة في الاردن ليست قضية حريات سياسية فحسب, بل هي في جوهرها, كما في البلدان العربية الاخرى, أزمة اقتصادية واجتماعية

فليس مستغربا أن الفساد السياسي والاقتصادي استشرى وأخذ بعدا جديدا وبدأ يدكّ المؤسسات من داخلها, بعد دخول المملكة في نادي العولمة الاقتصادية برعاية البنك وصندوق النقد الدوليين, فلم يكن ممكنا تمرير هذه السياسات من دون التهميش السياسي لفئات مجتمعية واسعة ضُرِبت في أقواتها وحياتها اليومية

بالتالي, ليس مستغربا أيضا أن نرى الحراك ينتعش في المحافظات والاطراف المهمشة التي أحست, وبسرعة, بلسعة الجوع وضنك العيش.

الدليل على ذلك هبة نيسان التي تفجرت في معان في نيسان عام 1989 بعد أيام قليلة من رفع الدعم الحكومي للوقود بناء على توصيات صندوق النقد الدولي العتيد

لقد ساهم زملاء وناشطون ومفكرون بعرض مظاهر الحالة الاردنية التي تفرض علينا, كتابا وصحافيين, أن نكون أقرب إلى وجع الناس ومعاناتهم

لكنني أود وفي إطلالتي الاولى, أن أذكّر بأن باحة الامل لا تزال واسعة، فالطريق في بدايتها, والاردن اليوم هو غير أردن الامس.

فبفضل شجاعة النشطاء (رجالا ونساء) الذين نزلوا إلى الشارع, في عمان وأبعد, متحدين, ليس قمع الاجهزة الامنية فحسب, وإنما عقلية الخنوع التي, بفضل ثباتهم, يجري تحطيمها, ورفع السقوف وخرقها, فاتحين الابواب الموصدة, وكاشفين المستور, ومخرجين الملفات من أدراجها المغلقة.

لقد شقوا الطريق, لكنها لا تزال في أولها, فالقضية ليست مسألة تصفية حسابات أو انتقام, بل هي كفاح من أجل العدالة والحرية..

لقد بدأوا الطريق لكن الرحلة بدأت قبلهم.. فتاريخ الاردن الوطني كبير, والمسار غني, والنضال عملية متواصلة موصولة, بدءا من ثورة الطفيلة وهيّة الكرك, ووقوف شيوخ العشائر ضد بدايات الاستيطان اليهودي في فلسطين, مرورا بالحركة الوطنية الاردنية التي أسقطت حلف بغداد, وكل من طالبوا بالحرية على مرّ العقود الماضية, انتهاء, وليس نهاية, بالشباب والشياب الذين أبوا الا أن يواصلوا مسيرة بناء الاردن الديمقراطي والعدل الاجتماعي.

أنا مدينة أولا لهم, فلولا شجاعتهم لما استطعت أن أخط هذه السطور وأن أكون على صفحات 'العرب اليوم'..

فمع الشكر لإدارة الصحيفة, التي وعدت بسقف حريات مرتفع, فلم تكن السقوف لترتفع دونهم ومن دون صمود الاحرار, الاحياء, والسابقين منهم.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
12-12-2011 10:40 PM

الف تحية لادارة صحيفة العرب اليوم ورئيس تحريرها محمد كعوش على افساح المجال للاستاذه لميس اندوني بالكتابة والعودة كما كانت
لميس انت القابضة على جمر الحرية والعدالة فانت الصحفية الاردنية المشهورة فلم تبيعي قلمك لجنرال فاسد او لليبرالي فاسد ولم تتقيأ جيبتك من اموال السحت والفساد ولم تقبضين من الاتحاد الاوروبي فلسا واحدا مقابل الترويج للاعلام على الطريقة الامريكية كما الاخريات
فرحنا كثيرا لرؤيتك وكل التحية للعرب اليوم التي احتضنتك

2) تعليق بواسطة :
12-12-2011 10:56 PM

حسبي الله ونعم الوكيل...على كل صاحب فتنه

3) تعليق بواسطة :
13-12-2011 05:14 AM

من زمان ....... وينك يا ست الستات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012