أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 08 كانون الثاني/يناير 2025
الأربعاء , 08 كانون الثاني/يناير 2025


لماذا وكيف تجهض مبادرات الملك؟
13-12-2011 07:49 AM
كل الاردن -

 

alt
 عمر كلاب
 
 
 
اذا كان الدين، وهو المقدس والمصون والمحمي من التحريف، يؤخذ من افواه الرجال، فكيف بالنصوص والتعليمات البشرية؟ فالرسالة على شدة طهرها الالهي يحملها رجال بمواصفات خاصة واستثنائية مزودين بالدعم “المعجزات”، ويقيّض الله لهم صحابة اجلاّء وحواريين يصونون الرسالة ويدافعون عنها وعن روحها وجوهرها، ويكونون قدوة حسنة في السلوك المخلص والتطبيق الواعي الملتزم.
 
والقوانين والتعليمات والتوجيهات رسالة واية رسالة بحاجة الى رسول، يكون اهلا للرسالة وحملها ومقتنعا بها حد العقيدة، وهذا بالضبط جوهر المسألة واصلها وفصلها، وهي مسألة مطروحة بقوة على المشهد المحلي، خاصة في شق الرسائل الملكية للشارع الاردني، الذي بات مسكونا بهواجس وشكوك دفعت بمنسوب الثقة الى التراجع بكل ادوات الدولة، الى حد مخيف ومحوّط بالقلق على المستقبل من كل جانب.
 
ولا ينكر الاردنيون وهم المفطورون على الثقة والصدق، بأن الرسائل الملكية كانت ملهبة لخيالهم ومشاعرهم، وبأنها فتحت الافاق لهم لعبور المستقبل بكل رحابة صدر وانفتاح عقلي، على مقياس الواقع العالمي المتقدم وليس على مقياس الواقع المجاور او العربي، وأجهزة استقبالهم “ريسيفراتهم” ليست معطّلة او غير مبرمجة على الاشارة الملكية الوطنية، فأين الخلل اذن.
 
ما يتكشف من معلومات وما يصل من اشارات على افواه الرجال الذين يلتقيهم الملك او يكلفهم بالمهمات، تقول انهم -اي الرجال- هم مكمن الخلل، وأن الاشارات المنطلقة منهم نقلا عن الملك، اما مشوشة او دخلت في دائرة مصالحهم الضيقة واجنداتهم الخاصة وكلنا يتذكر جملة او لازمة “من فوق” تلك الجملة او اللازمة التي كرر الملك مرارا وتكرارا عدم صدقيتها بل واستثمارها لاهداف خاصة.
 
وهذا ليس اكتشافا خارقا بل هو متداول بين كل الاردنيين، وهو يكشف عن خلل مستوطن منذ فترة مفاده ان نوعية الرجال الذين يلتقيهم الملك، لا يحظون بقبول شعبي او صدقية اجتماعية مما يؤثر على الرسالة ودلالتها وشكل استقبالها من الناس، وهو يكشف عن اخطر اكثر عمقا يقول ان من يختار الرجال للقاء الملك يعاني بدوره من اختلال في الرؤية وغربة عن الواقع الاردني او يستثمر موقعه لاجندات ومشاعر ذاتية.
 
وإلا كيف نفسر مصاحبة هذه اللقاءات اما لتصاعد في وتيرة حراك الشارع واما لاشاعات عن هدايا واعطيات تنفيها المصادر الرسمية فتزيدها تأكيدا، وكأن المجتمع الاردني بكليته بات مجتمعا ارتزاقيا لا مؤمنا، وأن الدولة التي ينوف عمرها عن الثمانين عاما، اجتازت كل المصاعب والمحن والمؤامرات بضربة حظ او بأكياس من الذهب والفضة، وكلنا يعلم امكانات وموارد الدولة، وأنها بنيت بالايمان والوفاء والانتماء من رجال امنوا بربهم وبوطنهم وما كذبوا رائدهم ابدا، فالاردني لا يكذب اهله وإذا كان الانسان كائنا اجتماعيا حسب تعريف ابن خلدون فإن الاردني اكثر بني الانسان تعبيرا عن هذا التعريف وازيد بأنه كائن فطريّ بقي على الفطرة.
 
الازمة او المشكلة في ان قليل ممن يثق الاردنيون بهم يغيبون عن اللقاءات وقلة تحضرها، فتكون الرسائل اقل تعبيرا عن وجدانهم ونكهتهم التي يعرفونها واجتازوا بها الصعاب والمصاعب، والازمة الاكبر انهم يرون ركّايات الدولة ومخلصيها من الرجال خارج الصورة والاطار، بل ويعاقبون بالاقصاء, لصدقهم رائدهم واهلهم، وهنا يأتي دور الحاشية الذين هم بمثابة الحواريين وتلك قصة اخرى سنتعرض لها لاحقا عبر سؤال برسم الاجابة، الحاشية دور ام وظيفة واجابة السؤال ستكشف الكثير والمفيد؟.
 
omarkallab@yahoo.com
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
13-12-2011 09:16 AM

مشكلتنا اننا جميعا نريد الاصلاح والاهم من كل هذا اننا جميعا ندعو للحفاظ على وطننا ولكن من يسيرون خلف شباب الحراك الذي قدم اروع الدروس بسلميته وحضاريته من كل الاطراف الا ان هناك من يصور ان هؤلاء الشباب يسيرون خلق البعض منهم فهناك بعثيون واسلاميون ويساريون يدفعون بالشباب الى طرق لا نريدها ... فعلا هناك من لا يمثل ارادتنا نحن الاردنيين ولكنهم يلبسون ثياب العفه والطهر ويدفعون الناس الى شيء لا نريد .. حمى الله الاردن وسدد على طريق الخير خطى القائد والى الامام ..

2) تعليق بواسطة :
13-12-2011 12:14 PM

الاخ عمر مقالك رائع و اروع ما فيه هي الفقره الاخيره.سؤالي بل اسئلتي كثيره :من الذي اقصى المخلصين عن الساحه السياسيه ؟و السؤال الثاني معكوس وهو :من الذي رعى و حمى و احتضن هذه البطانه( بطانة السوء)و هو يعلم بأنهم اسوأ من السؤ وهذا رأي كل الاردنيين ؟اعجزت النساء ان يلدن الا هذه الزمره (المعفنه).اين المخلصين يا جلالة الملك؟ارى في هذا الوطن ان الدخلاء هم اصحاب رسم السياسات في هذا الوطن المسرطن مع العلم ان ليس لهم اي صفه رسمي في الوطن.لمذا هذا العناد من ... بان الفاسدين هم اصلاحيين ( الدليل هو التمسك بهم)و الاصلاحيين هم من يريد وضع الوطن في الهاويه.ارجو من... ان تحسب الامور رقميا و شكرا.............لشفافيتكم يا كل الاردن ارجو ان لا تشطب.و شكرا

3) تعليق بواسطة :
13-12-2011 12:59 PM

:zzz :zzz :zzz :zzz :zzz

4) تعليق بواسطة :
13-12-2011 05:16 PM

انت كاتب مهم وفهمان لك تحياتي وانا من قراءك

5) تعليق بواسطة :
14-12-2011 07:23 AM

مقال رائع .
من يريد الذهاب الى الحج او العمرة سيأخذ معه رجال دين او اصحاب قلوب نظيفة.. ومن يذهب للحرب سيأخذ معه رجال قتال وطعان واهل شجاعة .. ومن يريد الذهاب الى الصيد سيأخذ معه صيادين مهرة وقصاص طرق عارفين .. ومن يريد ان يذهب لكازينو او صالة قمار او نادي ليلي سيأخذ معه أصحاب كأس ومدام ولاعبي ورق الشدة والروليت .. .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012