13-12-2011 07:51 AM
كل الاردن -
أحمد ابوخليل
أمضيت ظهر امس حوالي ساعتين مع مئات من المعتصمين من عشائر العبابيد في امانة عمان الكبرى, وعليّ ان اعترف انني ذهبت وفي ذهني اسئلة اخرى غير تلك التي وجدت نفسي اسألها, لقد اشاعت بعض المواقع ان هدف الاعتصام يتعلق بأراضٍ تخص العشيرة.
الواقع ان المعتصمين يوم امس كانت لهم قضية اخرى تماماً, ولا اعرف ان كان هناك محتجون اخرون. ان معتصمي الامس موظفون وعاملون في دوائر الامانة المختلفة, اغلبهم من عمال المياومة, وبعضهم امضى سنوات طويلة ضمن هذا المسمى, وتتركز مطالبهم في التحويل الى نظام "المقطوع" او في تغيير المسمى الوظيفي, ولكن مطلب القسم الاكبر منهم هو الحصول على زيادة على الرواتب المتدنية فعلا, فبعضهم عمل لحوالي عشر سنوات وأكثر ولم يصل راتبه الى 300 دينار.
سألتهم لماذا يكون التحرك باسم العشيرة بينما الهدف مطلبي وعمالي? فوجدت لديهم الجواب واضحاً, لقد قالوا ان مثل هذه المطالب يجري التعامل معها في الامانة بحسب "الجماعات", بل ان سبب احتجاجهم الحالي هو تحقيق مطالب مماثلة لجماعات اخرى تحظى بالدعم والنفوذ, لقد تحدثوا عن فوارق كبيرة في الرواتب بين عاملين يقومون بالعمل نفسه, ويعزون الامر الى اختلاف "الدعم والداعمين".
لقد كانت كلمة "العدالة" الاكثر تكراراً في العديد من الحوارات التي اجريتها مع عدد كبير منهم طيلة ساعتين, كانوا غاضبين ويطالبون بالانصاف.
مرة اخرى يتأكد من خلال مثال حي وجديد, ان العدالة هي سر المجتمع الاردني, بل هي المحور الاهم في شخصية الشعب. طبقوا العدالة واطلبوا ما تشاءون من صبر وتضحيات.
ahmadabukhalil@hotmail.com