13-12-2011 07:52 AM
كل الاردن -
سميح المعايطة
منذ بداية هذا العام توقفت الحكومة عن ربط أسعار المشتقات النفطية بأسعار النفط العالمية, والسبب معلوم وهو الحالة السياسية, وهذا أمرٌ مفهوم ومبررٌ سياسياً, لكن خلال كل الشهور الماضية والتي كانت فيها حكومات ثلاث سمع الناس الكثير من الإشارات حول نوايا غير مكتملة لإعادة التسعير لكن مع إعطاء الدعم لمستحقيه من الأردنيين, لكن كل الحكومات كانت تتحدث بلغة خجولة أو خائفة أو تربط الأمر بلجان وتوصيات حتى لا تحمل وزرها شعبياً.
الدولة تدعم المحروقات وسلع أخرى واستثني الخبز لأنه لا يجوز الاقتراب منه, ونسمع من المسؤولين عبر أكثر من حكومة أن نسبة كبيرة من الدعم تصل إلى غير المستحقين سواءً من ضيوف الأردن من وافدين وعددهم بمئات الآلاف, وأيضاً للطبقات الغنية التي لا تحتاج إلى أن تدعمها الحكومة في سعر اسطوانة الغاز أو الكاز أو البنزين ولديها من الموارد ما يجعل تقديم الدعم لها أمرٌ غير عادل.
كل الحكومات الأخيرة تتحدث عن رفع الدعم, فإذا كان رفع الدعم يعني الغلاء ورفع الأسعار على الناس دون حماية لمن يستحقون الدعم فهذا أمرٌ مرفوض, أما إن كان يعني وجود آليات إيصال الدعم للأردنيين وحرمان ملايين الوافدين وكبار الأثرياء منه, فإن الأمر يحتاج إلى توضيح, كما إن رفع الدعم يجب أن ترافقه آلية دائمة ومريحة وكريمة للأردنيين, أي دون تكرار تجارب كانت غير ناجحة ومؤقتة ومؤذية للناس في كرامتهم.
ونحتاج من الحكومة وهي على أبواب موازنة جديدة أن تقول هل إيصال الدعم لمستحقيه يعني زيادة ثابتة على رواتب الأردنيين العاملين والمتقاعدين في الجهاز الحكومي والضمان الاجتماعي وصندوق المعونة, وأيضاً آلية كريمة للعاملين في القطاع الخاص ممن يشملهم الدعم,
إذا كان رفع الدعم أو إعادة إخضاع المشتقات النفطية للتسعير تعني زيادة ثابتة وواضحة على الرواتب للفئات المستحقة من الأردنيين ووقف الدعم عن غير الأردنيين أو عن الأغنياء فهذا أمرٌ يجب أن تقوله الحكومة للناس بوضوح وأن تكون آلياتُها واضحةٌ, لأن هذا قد يخفف عجز الموازنة بما لا يلحق الأذى بالطبقتين الفقيرة والمتوسطة فلتقل الحكومة هذا بوضوح وشجاعة والتزام بالأرقام, لأن ما نسمعه منذ عدة حكومات هو توصيات برفع الدعم مقابل آليات لإيصال الدعم لمستحقيه ولم نفهم ما هو الدعم الذي سيتم رفعه وكيف ومن هم مستحقيه ولا كيف سيتم إيصال الدعم لهؤلاء المستحقين.
أحياناً يكون ثمن تردد الحكومات في حسم بعض الملفات هو زرع قناعة بأن ما ستفعله ضارٌ بالدولة, مع أن التفاصيل قد يقبلها المواطن إذا سمعها وعرف أنه لن يدفع الثمن ولن يتأثر في معيشته وفي المقابل سيتم توفير مئات الملايين على الموازنة يتم دفعها لغير الأردنيين أو لغير المحتاجين, لكن المهم أن تمتلك الحكومات الشجاعة والمنطق والوضوح والقدرة على الحديث مع الناس دون خوفٍ أو تردد.
ce@alrai.com