أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 08 كانون الثاني/يناير 2025
الأربعاء , 08 كانون الثاني/يناير 2025


مراجعة من العيار الثقيل
18-12-2011 08:32 AM
كل الاردن -

alt

سميح المعايطة


لا يجوز أن نخرج من المرحلة السياسية الحالية دون ممارسة عملية تقييم من العيار الثقيل لأداء ومواصفات وطرق اختيار من تم منحهم الثقة كتولي مواقع المسؤولية وإدارة الشأن العام والذين يتحملون جزءاً من مسؤولية معاناة الدولة ولا أقول المواطن.
في كل الدول هناك فرص يتم من خلالها تقديم أشخاص إلى المواقع الأولى في كل المؤسسات وأنواعها، وقد يكون من أقلها أثراً موقع الوزير قياساً حتى لمدير عام فاعل أو أمين عام فضلاً عن كل المواقع في كل المؤسسات.
نحن بحاجة إلى أن تقف الدولة بشكل حازم وتراجع كل أنواع وتصنيفات من تم منحهم الفرص من كل المدارس والتيارات والتوزيعات السياسية والجغرافية، لأن ما أثبتته الأحداث أن معظم هؤلاء من ذات التصنيف ولا فرق بين شخص وآخر إلا بالمصلحة والرغبة في توسيع دائرة النفوذ.
نحتاج إلى تقييم المسارات التي رفعت أشخاصاً بسرعة البرق من موظفين بخبرة محدودة إلى مواقع متقدمة جداً جعلت بعضهم يصدق أنه بمرتبة المنظر والمفكر للدولة مع أن كل خبرته الوظيفية لا تؤهله في المسار الطبيعي ليكون مديراً عاماً أو ربما مدير فرع لأي إدارة حكومية.
نحتاج إلى تعلم من تجارب مريرة ثم تقديم أشخاص عاديين بوسائل غير مفهومة، لكنهم اعتبروا تقديمهم إلى المواقع المؤثرة دليلاً على ضعف الدولة وبساطة في مسارها تماماً مثل صاحب البضاعة الثمينة التي يعرضها مجاناً وعلى من يستحق، وتعاملوا مع ما يجري باستخفاف جعلهم لا يكتفون بأن يتقدموا بل يقدموا كل من حولهم فالمنصب العام بضاعة سهلة، ولهذا تكاثر أصحاب الألقاب دون أن يرافقهم إنجاز أو حتى مشاعر انتماء.
نحتاج إلى مراجعة جريئة لمرحلة تم فيها استباحة الموقع العام وتصغير قيمته عند الأردنيين، حتى أصبح «مرار الطريق» يمكن أن يصبح مسؤولاً رفيعاً، وكان بالنسبة للبعض طريقاً لعلاقات مع القطاع الخاص وتأمين وظيفة ما بعد اللقب والتقاعد.
نحتاج إلى مراجعة ليست عامة بل لكل اسم، وكل مجموعة، وكل «شلة» وكل «قعدة» قادت حكومات أو صنعت وزراء ومدراء وسفراء وباعت واشترت.
نحتاج إلى مراجعة لكل الذين منحهم الملك ثقته ومنحتهم الدولة السلطة لكنهم خذلوا الملك والدولة، إما لضعف قدراتهم الفنية أو قدراتهم الأخلاقية وتشتت مفهوم الوطن والدولة في أذهانهم.
نحتاج إلى تقييم ينبني عليه حساب لكل الذين أدخلوا الدولة في صراعات واستقطابات وهمية، حملت عناوين وطنية لكننا اليوم وأمس لم نجدها إلا معارك شخصية وراء غبارها مصالح وبحث عن نفوذ وصناعة زعامات وهمية.
لأن الأردن يستحق منا دائماً أفضل ما لدينا من جرأة وخطوات جادة، ولأننا نؤمن بفريضة قوة الدولة والقيادة فإن التقييم لكل قوائم الأسماء الذين حملوا الألقاب وحملتهم الدولة ضرورة، لا ندري من سيقوم بهذا لكن عدم القيام به سيعني أننا لم نستفد بشكل عميق مما يجري لدينا وحولنا.
ما سبق لا يعني تعميماً، فناك خيارات كانت صادقة ومنتجة ولم تخذل من منحها الثقة، لأن الكأس حتى وإن كانت معظمها ممتلئة إلا أن المرحلة لا تحتمل وجود القليل الفارغ.


 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
18-12-2011 02:25 PM

هذا التقييم بحاجة الى اعادة دراسة تاريخ الدولة منذ تاسيسها, ومن هم الذين وصلوا الى تلك المناصب وعلاقتهم ببعض من حيث الوراثة والنسب والمصاهرة وغيرها مما ادى الى انحسار التفكير بتولي المناصب الهامة بهذه الفئة ذات الروابط العجيبة.
مما ادى الى كبر دائرة الفساد التي عمت وطمت كل مناحي الحياة.

2) تعليق بواسطة :
18-12-2011 03:07 PM

الى سميح المعايطة المحترم
انت كنت في يوم من الايام مدير بوق احدى الحكومات الم تنادي بنزاهتهم الم تدعوا لهم بصلاتك لقد كنت تصلي قضاء فائت لتغتنم الفرصة لتدعوا لهم اتعجب الان عرفت شلل التوريث وشلل المصاهرة وتزاوج المصالح الم تعرف شلل مناكحة الكمشنات الم الم !
الان انت خارج اللعبة ولهذا ترغب بنبش بعض الشروش المتعفنة مع انك عينت بدعم من احدى هذه اللوبيات

والسلام على اردن خالي من المتسلقين

3) تعليق بواسطة :
18-12-2011 07:52 PM

الاستاد سميح المحترم//// عندما كنت في الحكومة لم نكن نسمع انتقاد. يعجبني كتاباتك كن

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012