أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 08 كانون الثاني/يناير 2025
الأربعاء , 08 كانون الثاني/يناير 2025


من الذي أساء للعشيرة الاردنية ؟!!
18-12-2011 08:35 AM
كل الاردن -

alt


 ماهر ابو طير
 


يتم تشويه سمعة العشيرة في الاردن،باعتبارها تدافع عن الفاسدين الذين ينتمون لذات العشائر، وفي حالات يقطعون الطريق باعتبارهم قطاع طرق احتجاجاً على اي قضية،ويتم رسم صورة لهم باعتبارهم بدائيين متوحشين لايؤمنون بدولة ولا قانون!.

هذا التحطيم لسمعة العشيرة تحت وطأة هذه الصور الانطباعية التي تصل حد التراشق بالحجارة واطلاق النار في المشادات ومعارك الجامعات نتاج لسياسات الدولة وبعض العبقريات التي مرت علينا.

سياسات رعناء مراهقة ،قسّمت العرب الى عربين، قامت بتفتيت الوحدة الاجتماعية الى وحدات صغيرة متنازعة متحاربة.

لم تكن العشيرة هكذا طوال عمرها، كانت في احسن حالاتها،وبرغم ان الوحدة الاجتماعية ضحية للسياسات العامة،الا انه في ذات الوقت يتم جلدها ورشق وجهها بالماء،بسبب تصرفات هنا وهناك،دون ان يعترف احد بمسؤوليته عن تحطيم المؤسسة الاجتماعية.

اذ يتم تزوير الانتخابات النيابية والبلدية،ونأتي الى قرية او بادية،فيها عميد متقاعد من الجيش،ومقابله عميد متقاعد من الامن العام،وكلاهما مخلص،فيتم اسقاط احدهما،وانجاح الاخر،دون اي سبب،سوى المزاجية،ودون اي تهم سوداء في ملف الذي تم ترسيبه،فعلينا ان نعرف ان كلفة شق البلد والمجتمع والعائلة،ستكون مرتفعة جداً في وقت لاحق.

ادت هذه الممارسات الى بذر بذور الكراهية والاحقاد بين الناس،وزرع الكراهية تجاه الدولة،التي تدخلت في قضايا كان الاصل ان لا يتم التدخل بها، وادت هذه العملية الى صراعات ومنافسات ومكاسرات.

تم تحطيم الوحدة الاجتماعية،وتحويلها الى وحدات تتقاتل وتتنافس،وتشك في موقف الدولة المتساوي من كل ابنائها، تحت "رؤية سرية" تقول انه من اجل الاستمرار لابد من تحطيم بنية العشيرة،حتى لا يجتمع عشرة رجال على قلب رجل واحد.

المضحك المبكي ان السياسات العامة التي حطمّت الوحدة العائلية،تأتي اليوم لتندد بمن تتم تسميتهم زرواً قطاع الطرق،اي ابناء العشائر الذين تحولوا بنظر "المتنورين" الى قطاع طرق،يكسرون ويخربون،يغضبون ويحرقون.

بدلا من التنديد بالعائلة والعشيرة،كان الاصل ان نسأل عن السر الذي اوصل الناس الى هذه الحدة من الغضب والممارسات.

المؤسف ان السياسات العامة هي التي ردت الناس الى حاضنتها الاجتماعية الاساسية بحثا عن الحماية،ولذلك لاتستغربوا ابدا ان يغضب اهل مدينة او منطقة او ابناء عشيرة او عائلة،على احالة فاسد للقضاء،لان الناس لم يعودوا يعرفون من يصدقون؟!.

لم يكن الناس ليقطعوا الطريق العام،على ادانتنا لهذا السلوك،لو شعروا ان هناك دولة ترد حقوقهم اليهم،ولم يكن ليتظاهروا او ليتضامنوا مع فاسد،لو شعروا ان الناس كأسنان المشط،وان الحساب على الجميع وليس انتقائيا.

لم يكن الناس ليرفعوا السلاح على بعضهم البعض،لولا الارضية التي بنتها السياسات العامة بين الناس،من اذكاء للوجاهات،وزرع للعداوات،ولو شعروا ان حقوقهم يتم تأمينها عبر القانون،فمن هو الانسان الذي يبحث عن الدم والمشاكل والرصاص برضاه؟!.

بهذا المعنى،ودون ان ندافع عن اي ممارسة خاطئة،فإن التشخيص العميق لازمتنا السياسية والاجتماعية،يوجب رد الاشياء الى مسبباتها،وليس من المنطقي ان نسلق عائلاتنا وعشائرنا بأسوأ الكلام،دون ان نتذكر انهم ضحايا لهذه السياسات.

قوى سياسية واعلامية تستمتع بهذه الصورة التي يراد رسمها للبلد،عبر ترويج صورة العشيرة بأعتبارها نسخة من نسخ قطاع الطرق ونسخة من نسخ التضامن مع الفاسدين،وهذه صور يراد عبرها تشويه البنيان الداخلي.

لم يتخل الناس عن صبرهم النبيل،ولا عن كل هذا التاريخ،لولا ان تم مسهم في اعز شوؤنهم،ولولا شعورهم بغياب المؤسسة عنهم،وسرقة الغني للفقير،فأنفجرت كل ردود الفعل الغاضبة،السلمية وغير السلمية،المقبولة وغير المقبولة.

ايا كان مانراه من ممارسات مرفوضة،مثل قطع الطريق او حرق سيارة،او مشادة في جامعة، او التضامن مع مشبوه او فاسد،فإن كل هذا لم يأت من فراغ،هذا من صنع السياسات العامة،التي عبثت بالوحدة الاجتماعية وحطمتها،واعادت انتاجها.

الناس في هذا البلد،عشائر وعائلات،خزان الدم،والكفاءات في كل مكان،وهؤلاء اهلنا في بوادينا ومدننا ومخيماتنا وقرانا،ولايحق لاحد مسهم،عبر ادانة سلوك ما،وتناسي المسبب الاصلي.

الناس اجل واعظم من الصورة التي يحاولون رسمها بخبث،اي صورة قطاع الطرق والفاسدين والقتلة،لان مقابل الاختلالات الاف الصور الايجابية،من كرم ومروءة ووفاء وتعليم وتدين.

قبل ان نلوم الذي قطع الطريق او تضامن مع فاسد او رفع سلاحه،لنسأله اولا لماذا وصلت الى هذه الحدة في التعبير عن غضبك؟!!.
 

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
18-12-2011 01:21 PM

حطيت ايدك ع الجرح يا ماهر

2) تعليق بواسطة :
18-12-2011 03:16 PM

من الذين تطاولو على العشائر الاردنيه هي المحترمه جدا جدا الدكتوره كما يقال عنها منى الخطيب ولم يحاسبها احد قبل ذلك كانت الدوله تتبنى هذه السياسه ثم بدأ الاشخاص مثل الخازن ومنى والرنتاوي وغيرهم حتى الشريف الذي تطاول على الرجل الفاضل فارس الظاهر الفايز ونعته ابو الكرفته ولم يحاسبهم احد

3) تعليق بواسطة :
18-12-2011 07:39 PM

كلام في الصميم لقد وضعت يدك على الجرح وقد اشرت الى مكان الخلل وهي الدولة التي عاثت بادواتها وافسدت كل مظاهر العدالة الاجتماعية في هذا البلد الوديع.
حمى الله الاردن والاردنيين من كل الفاسدين والمفسدين

4) تعليق بواسطة :
19-12-2011 06:27 AM

العشائر الاردنية اندفعت وراء الواجهات العشائرية ناسين متناسين الولاء و الانتماء لهذا الثرى الطيب العزيز الغالي و الذي (اي الولاء و الانتماء) غير مرتبط بواجهات عشائرية و التي من اجلها اغلقت الطرق الدولية . و ادعت بعض العشائر بان حدود واجهاتها(اي مضاربها المزعومة) الى حدود المملكة العربية السعودية و كأن لا عشائر الا هي على هذا الثرى العزيز الغالي, هذا هو تمن الولاء و الانتماء عند البعض من عشائرنا التي نعتز و نفخر بها. الوطن ليس كلمات مبعثرة على الاسطر و لكنة كل متكامل, مراد مريد, جذاب و معشوق.....حمى اللة اردننا الحبيب العزيز و قيادتة و شعبة من كل شر و سوء.

5) تعليق بواسطة :
19-12-2011 08:05 AM

:cry: :cry: :cry: :cry:

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012