أضف إلى المفضلة
الخميس , 09 كانون الثاني/يناير 2025
الخميس , 09 كانون الثاني/يناير 2025


العودة للمسار السياسي
20-12-2011 08:34 AM
كل الاردن -



altسميح المعايطة


علينا أن لا ننسى في غمرة كل التفاصيل أن إدارة المرحلة بالدرجة الأولى سياسية, وأن كل التفاصيل التي حولنا سواء كانت مطلبية أو اجتماعية أو حتى ملف مكافحة الفساد تحتاج إلى رؤية سياسية شاملة لمعالجتها حتى نصل إلى حل عام , لان الوصول إلى حلول لكل التفاصيل غير ممكن بل مستحيل وبخاصة أن جزءا كبيرا من القضايا كانت نائمة منذ سنوات وعقود لكنها وجدت ظرفا سياسيا لتحتل لها مكانا في الإعلام, فأصبحت كلها مطالب مرفوعة فضلاً عن الملف الإصلاحي.
يجب أن نعالج كل ما يحتاج إلى علاج وتحديداً القضايا العامة مثل الاقتصاد والتنمية وأن نحارب الفساد, لكن علينا أن لا ننسى أن هناك المسار الشامل مسار سياسي لا يجوز الانشغال عنه بأي تفاصيل أو أعمال دورية عادية.
مسار الإصلاح الذي بدأته الدولة هو الكفيل باحتواء المشهد العام, ولا يكتمل المسار الإصلاحي إلا من خلال عملية سياسية كبرى هي الانتخابات العامة التي لا تكون غايتها إعادة تشكيل مجلس النواب بل تطبيق ما تم إنجازه وما سيتم من تشريعات وعندها نقول أننا بدأنا عملية إصلاح مؤسسية يكون جوهرها تشريعات إصلاحية توافقية وإعادة بناء المؤسسة الديمقراطية الأم وهي مجلس النواب من خلال انتخابات نيابية شاملة نزيهة تديرها الهيئة المستقلة وتكون مخرجاتها عنواناً لاحتواء كل النشاط السياسي من خلال المؤسسات الدستورية والعمل الحزبي الحقيقي المشارك في العملية الانتخابية.
مرةً بعد مرة ندعو إلى تسريع إجراء الانتخابات النيابية, وهذا يحتاج إلى إعادة جدولة المواعيد التي سيناقش فيها مجلس الأمة التشريعات الخاصة من الهيئة المستقلة وقانون الانتخاب, بحيث نكون على موعد مع انتخابات نيابية في الصيف القادم.
في حوار مع احد أبناء المعارضة المصرية مؤخراً سألته عن الأمر الذي أدى إلى لململة كثير من معالم المشهد في الشارع المصري فقال أنه إجراء الانتخابات النيابية لمجلس الشعب الذي جعل الغالبية العظمى من الناس والقوى السياسية تخرج من الشارع لأنها أدركت أن التغيير الحقيقي يتم من خلال المؤسسات وأن إجراء انتخابات تعبر عن حقيقة رأي الناس هي الطريق لأن يمارس الشعب سلطته, ولهذا لم يبق في الشارع إلا أعداد قليلة جداً هي التي تخوض اليوم بعض الصدام على أبواب رئاسة الوزراء المصرية.
الإدارة السياسية هي العنوان, وتفكيك الحالة ايجابياً واستثمار ما تم من خطوات إصلاحية على رأسها مراجعة الدستور لا يتم إلا من خلال عملية سياسية قائمة على إجراء انتخابات نيابية تتوج الحالة الإصلاحية وتدخل بنا إلى مرحلة جديدة حتى على صعيد القضايا التنموية ومحاربة الفساد وتحقيق العدالة أو البدء بهذا الطريق.
تفكير ايجابي نجده في التحرك النيابي الجديد الذي يدعو لإجراء الانتخابات, لأن إجراء الانتخابات تعني تسريع الخطوات الإصلاحية التشريعية وأهمها قانون الانتخاب, ولأن السادة النواب يدركون أن الانتخابات النيابية ليس عقابا للمجلس بل استحقاق إصلاحي هدفه تبريد الساحة السياسية وتفريغ الشارع لمصلحة المشاركة في المؤسسات الدستورية واندماج الجميع في إدارة شؤون البلاد من خلال السلطتين التنفيذية والتشريعية كل حسب وزنه السياسي لدى الأردنيين.
البوصلة الأساسية للجميع سياسية, ولا يجوز أن ننشغل بأي قضايا إدارية أو أمور اعتيادية لأن هذا يعني تأجيل عملية احتواء المرحلة والانتقال لمرحلة استقرار وإصلاح جديدة.


 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
20-12-2011 11:59 AM

هذا المقال اللي ازعجهم ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟

2) تعليق بواسطة :
20-12-2011 12:23 PM

ان الاصلاح السياسي يجب ان يبدأ ليس من المنظومة السياسية التي داست على الوطن اكثر من عقود من الزمو لتضع لنا سياسة تتماشى مع مصالحها الانانية , واذا اردنا ان نباشر حياة سياسية جديدة تنم عن فكر ودراسة فيجب ان تكون من الاكاديميين الذين لديهم باع طويل في مثل هذه الامور, ورغم انهم لم يمارسوا السياسة من باب الحكومة او اتهاذ القرار الا انهم قادرين على صياغة منهج جديد يتسم بالرقي والبعد عن الشخصنه والمصالح الانية البغيضة.
ولاننا جربنا الحكومات السابقة في صياغة القوانين المؤقته والتي كانت نتائجها ما نرى من تدهور في الاوضاع العامة.

3) تعليق بواسطة :
21-12-2011 06:53 AM

الاستاذ سميح لقد كنت وما زلت قلما ناضجا محبا للوطن اخرجت الراي وفي وقت قياسي لتصبح سيدة الموقف حتى في الاخبار التي تتعرض للحكومة وكان قلمك جريئا في تحديد وجهة نظرك من اساسيت السياسة السياسة الاردنية الداخلية الامر الذي لا يعجب بعض الناس لانهم يصرون على اغلاق البركة التي كتبت قصتها برمزية تفضح الواقع لتكون احد ضحاياها

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012