31-12-2011 07:49 AM
كل الاردن -
عبدالغفور القرعان
تابعنا جميعا وباستغراب شديد هجوم دولة رئيس الوزراء عون الخصاونة على المواقع الإلكترونية الإخبارية والتي صرّح خلالها بأنّ هناك انفلات في بعض المواقع . فعن أيّ انفلات يتحدّث دولته ؟؟ فهل انفلتت المواقع الإلكترونية الإخبارية حينما وقفت وبقوّة في صفّ المعلمين حينما طالبوا بحقّهم بتشكيل نقابة لهم؟ هل انفلتت المواقع الإلكترونية الإخبارية حينما وقفت مع مطالب عمّال الموانئ , المتقاعدين العسكريين وعمّال المياومة في وزارة الزّراعة لنيل حقوقهم ؟ وهل انفلتت المواقع الإلكترونية الإخبارية حينما تكشف وتكتب عن قضايا فساد مالي وإداري حدثت وما زالت تحدث في الدولة لحد الآن ؟
وممّا زاد الطين بلّة بأن دولة القاضي يطالب ( بتنظيم عملية التعبير كما هو الحال في بقية دول العالم ) فأي دول تقصد يا دولة الرئيس هل هي الدول الدكتاتورية الزّائفة والتي يطبّل إعلامها ويزمّر للرئيس وللحكومة إن أخطأوا وإن أصابوا ( وقليل هم ما يصيبون)؟. ألم تصلك الرّسالة بعد يا دولة القاضي بأنّ أكثرية الشعوب العربية قد فقدت ثقتها بالإعلام الرّسمي حينما كان ميدان التحرير في مصر يزخر بملايين المتظاهرين تطالب بإسقاط النظام وكاميرات الإعلام الرّسمي المصري كانت مسلطة على نهر النيل الساكن تصور السمك الذي لم يره أحد , ولكن ما كنّا نراه خلال هذه الكاميرات المياه الراكدة , والتي كانت تكاد أن تقول بأنّ هذا الركود ماهو إلاّ ما يسبق العاصفة . وكان المذيعون في هذه القنوات الرّسميّة يبثون الأخبار الكاذبة بأنّه وباللهجة المصرية ( كل شي تمام مافيش حاجة دول شوية عيال ) وإذا بشوية العيال يسقطون الرئيس وأزلامه ومن ضمنهم المسؤولين عن هذا الإعلام المزيّف. وأمثلة كثيرة على عدم مصداقية الإعلام الرّسمي والّذي فقد حتى معناه أمام الشعوب , حتى أنّ تلك الشعوب أصبحت تتابع النشرات الجوية من خلال المواقع الإلكترونية الإخبارية لأنّها بنظر الجميع أثبتت مصداقيتها في جميع الأحداث التي حدثت خلال ( الربيع العربي ).
أمّا إذا أردت أن تقارن إعلامنا بالدول المتقدّمة – والتي عشت فيها لسنوات عدّة يا دولة الرّئيس- فإنّ إعلامنا يحتاج إلى سنوات ودعم رسمي وشعبي حتى يصل إلى مستوى الإعلام الحر المتقدّم.
هل تعلم يا دولة الرئيس بأنّ أصحاب تلك المواقع التي هاجمتها مهدّدون بحياتهم وأولادهم وأمنهم ؟والأمثلة كثيرة على ما أقول وليس هذا مجال لذكر أسماء أصحاب تلك المواقع الذين تعرّضوا لتلك المضايقات , كما أنّ مواقعهم تتعرّض ليل نهار لمحاولات القرصنة أو ما يسمونه ( التهكير) . أتعلم لماذا يتم كلّ ذلك يا دولة القاضي ؟! لأنّ تلك المواقع أصبحت المتنفّس الوحيد لهذه الشعوب المقهورة , فهل أتيت من محكمة لاهاي لتقطع أنفاسنا؟؟؟
والمستغرب الأكثر في الأمر بأنّ تصريحات دولته كانت خلال لقاء الملك عبدالله الثاني مع شخصيات سياسية وحزبية في الديوان الملكي . لقد أطلق جلالة الملك عبدالله الثاني المقولة الشهيرة بأنه يريد ( حرّية سقفها السماء ) . أما دولة القاضي وبهذا التصريح يريد حرية لا تتجاوز أخمص أقدامنا . وهنا لا بدّ لنا أن نتساءل ماذا كان ردّ تلك الشخصيّات السياسيّة والحزبيّة على تلك التصريحات خلال اللقاء؟؟؟ هل كنتم تهزون برؤوسكم موافقين على مايطرح رئيس الوزراء أم كان ردّكم عليه بمقدار جرأتكم على رئيس الحكومة والحكومة عند إلقاء خطاباتكم الرّنّانة أمام مناصريكم؟!
أقول لدولة القاضي عون الخصاونة وبكل صراحة بأنّ تلك المواقع الإلكترونية الإخبارية هي متنفسنا, كما يجب أن تكون مرجعك في الإطّلاع على بعض القضايا التي لا يجرؤ الإعلام الرّسمي على طرحها, فإن كنت تريد قطع أنفاسنا فسيقف الجميع ضدّك حتى نصون حياتنا وحرّيتنا