30-12-2011 11:01 PM
كل الاردن -
ياسر المعادات
لطالما تغنى أبناء هذه الأمة المفككة بالديموقراطية الأمريكية لا بل و نادى كثير منهم بتطبيقها بحذافيرها لدينا بناء على ما سمعوا أو ما شاهدوا من مفاتن لهذه الديموقراطية المزعومة ، قد نكون جميعا شاهدنا مظاهر لهذه الديموقراطية و لكن هناك في أمريكا و ليس لدينا نحن العرب و المسلمين فماذا ستجني للقوة العظمى المهيمنة على العالم بأسره حاليا من تطبيق الديموقراطية في أوطاننا ، فما هي إلا مطامعها و مصالحها التي تحركها لا حقوق الإنسان التي تتغنى بها ليل نهار لإيهام المغفلين بحرية وهمية .
لو ألقينا نظرة على الديموقراطية الأمريكية المزعومة نجد أن هذه الديموقراطية ظلت مستعبدة للسود في أمريكا نفسها من خلال سن قوانين عنصرية تضطهد السود و تصادر حقوقهم حتى ثار هؤلاء على هذه الأنظمة العنصرية بقيادة مارتن لوثر كنغ و مالكوم اكس قائل عبارة ( نحن لم نشاهد حلما أمريكيا لا بل عشنا كابوسا أمريكيا فالديموقراطية الأمريكية لا تعدوى كونها نفاقا ) فهؤلاء السود كان لا يسمح لهم بالجلوس في الحافلات بينما البيض واقفون و استمرت معاناتهم طويلا و لا تزال و لو جزئيا من خلال نظرة المجتمع الأمريكي ( الديموقراطي ) لهم ، كما أن هذه الديموقراطية كانت تعد أكبر داعم للأنظمة الدكتاتورية في أمريكا اللاتينية حتى تستطيع من خلال هذه الأنظمة الخائنة لأوطانها نهب مقدرات تلك البلاد لإنعاش الاقتصاد الأمريكي ، و حتى عندما اختارت الشعوب التخلص من هذه الأنظمة الدكتاتورية و استبدالها بأنظمة ديموقراطية حقيقية كانت أمريكا تحارب بشراسة لإبقاء هذه الأنظمة كما حصل في غواتيمالا حين أطاحت وكالة الاستخبارات الأمريكية بالرئيس الشرعي خاكوبو اربينيز بالتعاون مع بعض الخونة و المرتزقة و قامت بتثبيت الدكتاتور كارلوس آرماس متحدية إرادة هذا الشعب و مصادرة لها .