27-12-2011 12:22 PM
كل الاردن -
د.م حكمت القطاونه
معروف لدى الجميع كُره البشر للفئران وليس الفأر في برامج الأطفال إلا بطل من أبطال التشويه الخُلقي والتربوي لدى الأطفال، وخاصة أجيال المُستقبل ومستقبل بلاد العُرب أوطاني وأردن مغناة متعب السقار وعمر العبداللات.
أما فطرياً وغريزياً فالفأر مُقرف مُقزز مُفسد ضار، لا يُستفاد منه إلا في القليل القليل مما يخدم البشر، وبعض من أنواعه تُستخدم للتجارب مَخبريا لسرعة تكاثرها وخبثها وذكائها وقصر فترة إخصابها وبلوغها وتأقلمها مع الظروف والتغيرات السريعة ولإمكانية حملها أمراض الإنسان ونشرها.
أما بالنسبة لفلاحي بلادي فإنه رمزاً للخراب ورمزاً للتخريب والفساد، فمنذ اليوم الأول للفلاحة على وجه الأرض بدأت معركة الإنسان مع الفئران وما زالت دائرةٌ رحاها لغاية الآن.
تتعلم الفئران بسرعة فائقة ولها قدرة على التكيف وتحديد مكامن الخطر، وإذا ما وجدت طعاما فإنها ورغم شرهها، تتوانى ريثما تُجري عليه فحوصاً مَخبريه كي لا يُصيبها الضرر، وإذا لزم الأمر فإنها تُغامر بإحداها لتفتدي به القطيع فيتذوق الطعام ويختبره على نفسه، وإذا ما واجه مصيدةً فإنه يتفحصها بدقة متناهية حتى يقع المُضحي بنفسه في سبيل قومه وأهله كانتحاري ولا أقول استشهادي كي لا أقع في إشكالية تعريف الإرهاب أو اُتهم به لا سمح الله فزغب الحواصل في انتظار ما أسدُ به رمقهم، والمهم أن الفئران لا يمكن أن تأكل نفس السم ثانيةً بعد أول تجربة.
رغم خمول قطط بلادي وركونها وتفضيلها لما تقتات به من حاويات الزبالة وتقاعسها عن صيد الفئران، ورغم أن قطط بلادي في حالة سلام موقعة بينها وبين الفئران ونسخة منها مركونة لدى سُلطات بلادي، ومؤرشفة لدى خازن الأمم المتحدة من أيام وادي عربة، إلا أن الطبع يغلب التطبع في بعض الأحيان ولا أقول دائماً، وصراع توم وجيري فقط لإقناع أطفالنا أن لا إمكانية لهزيمة جيري وأن المجد والخلود لدولة إسرائيل وأن عقاب الدولة العُظمى (شرطي العالم- الكلب البوكسر) سيحيق بهم إذا ما تمادوا على جيري المدلل بقرار سياسي متوافق عليه بينه وبين أصحاب قرار أمة العرب القدماء وحتى الجدد منهم، و.....و.....وآخرون لا محالة قادمون.
ورغم هذا الحلف بين الكلب الضخم والفأر الصغير وبتآمر السلاطين لتوحد الهدف والمصلحة، إلا أنه تقع بعض المناوشات بين القطط والفئران تنتهي بقرارات فصل جائرة بين الطرفين.
هذا خارجيا وأما على المستوى الداخلي فحدث ولا حرج فالفاسدون في كل مكان وحلقاتهم ومحافلهم لها الطول المُرخى والقرار المُتحالف معها في مواجهة المواطن المسكين الذي بدأ يحاول مقارعة الفساد بدايةً ضعيفة، وكذلك الدولة التي وبشكل رمزي خجول بدأت تقتاد بعض الفاسدين والتركيز على من لهم امتداد شعبي وخاصةً عشائري ككباش أضاحي كي يحتج أقربائهم والناس في مناطقهم ولسان حال السلطات يقول: (أننا جادون في مكافحة الفساد ولكن الناس مع الفساد)!.
أما كيف خجولة وبطيئة فإليكم هذه الطريقة الفاعلة لكي تصطادوا فأراً، فلقد حدثني صديق وقال: تأتي بخشبة طويلة من نوع (لاطة - مورينه 4 متر) وتقيس ثلاثة أمتار وتزرع مسماراً بارزاً قليلا وتثبت عليه قطعة حلوى من نوع (حلقوم- راحة الكسيح) وترسم سهما رأسه إلى قطعة الراحة وذيله عند بداية الخشبة فيأتي الفأر في اتجاه ألسهم ليلتقط هذه القطعة قاطعاً الثلاثة أمتار على ظهر الخشبة فتضع له في اليوم التالي قطعة جديدة وكذلك اليوم الثالث هكذا تواليك، حتى يعتاد الفأر على أكل( الراحة) من نفس الموقع، وفجأة تتوقف عن وضع الراحة وتضع مكانها شفرة حادة نوع نست بشكل واقف على حدها الحاد والآخر إلى أعلى، فيأتي الفأر يبحث عن الراحة وحين لا يجدها يُوَلول ويسأل باستغراب: (وين حبة الراااااحة؟) عدة مرات ومحركاً رأسه يمنةً وشمالاً استغرابا وتعجباً فتحز الشفرة عنقه ويخر صريعا ذاكياً وتفوز عليه ويفوز الوطن كون السلطات في بلادي تتبع نفس الطريقة في صيدها للفاسدين.
hekmatqat@yahoo.com