25-12-2011 09:44 AM
كل الاردن -
المحامي محمد احمد الروسان
تقول المعلومات, أن خط تعاون موسكو – بكين, يسعى إلى رد استراتيجي وقائي, ضد تحالفات واشنطن – قوى افرازات, واقع الربيع العربي, من قوى إسلامية وغيرها, عبر تسهيل مسألة تمتع كل, من الهند والباكستان, بالعضوية الكاملة, لهذه المنظمة الإقليمية الفاعلة – منظمة شنغهاي, مع دعم إيران بقوّة, لتكون عضو كامل في المنظمة, في مرحلة لاحقة, مع العلم أن نيودلهي, وإسلام أباد, وطهران, تتمتع حالياً بصيغة العضو المراقب.
حيث تعتقد موسكو وبكين, أنّه في انضمام الهند وباكستان, إلى منظمة شنغهاي, وتمتعهما بالعضوية الكاملة, من شأنه أن يقود إلى تخفيف التوترات, على خط العلاقات الهندية – الصينية, والى تعزيز التعاون على خط العلاقات الهندية – الروسية, والى تعزيز خطوط التعاون الباكستاني – الصيني, والتعاون الباكستاني الروسي, وكل ذلك يتيح لدول منظمة شنغهاي, إلى احتواء المخططات الإستراتيجية, لمحور واشنطن – الناتو, ومحور واشنطن – قوى افرازات, واقع الربيع العربي, في جل دول آسيا الوسطى – القوقاز الجنوبي, وكذلك القوقاز الشمالي.
بوجود الصين والباكستان, أعضاء كاملين في منظمة, دول شنغهاي الإقليمية, يجعل الأخيرة أكبر نادي نووي إقليمي ودولي, حيث الدول النووية تشمل كل من:- الهند, باكستان, فيما بعد إيران, الفدرالية الروسية, والصين, هذا وتقول المعلومات, هناك جهود ومساعي روسية - صينية حثيثة, لضم كوريا الشمالية لعضوية هذه المنظمة، خاصةً وبعد وفاة الرئيس الكوري الشمالي وتولي ابنه السلطة.
وهنا لا بدّ من الإشارة, إلى توقيت التوقيع, على مسودة اتفاقية, التعاون الإستراتيجية الروسية – الإيرانية الأخيرة, وبشكل علني, حيث يشي ذلك بجعل, خصوم إيران الدوليين والإقليميين, يفهمون ويدركون, بأنّ علاقات خط طهران – موسكو, لها خصوصيتها الإستراتيجية لا التكتيكية, وبعيداً عن ما يروّج له, مستشار الأمن القومي الأمريكي, وجهاز السي أي ايه, وبالتنسيق التام, مع المخابرات البريطانية, والمخابرات الفرنسية.
ومن الجدير بالذكر هنا تحديداً, أنّ من أعلن عن توقيع, مسودة التعاون الاستراتيجي هذا, لم يكن أي من رؤساء البلدين, أو وزراء خارجية البلدين, وإنما على لسان مسؤول أمني روسي, رفيع المستوى في مجلس الأمن القومي الروسي, هو يفجيني لوكيانوف, ومسؤول أمني إيراني رفيع المستوى, في مجلس الأمن القومي الإيراني الأعلى, هو علي باقري, مع أنّ التوقيع, على مسودة التعاون الاستراتيجي, تم أيضاً عبر هذين المسؤولين, وفي ذلك أكثر من دلالة, ويحمل أكثر من رسالة, ويطلق أكثر من إشارة، إن لجهة التصعيد بالمسألة السورية, وبالذات إزاء المسار الإقليمي العربي الجديد, الذي بدأ يتشكل على خلفية, توجهات الجامعة العربية, والتي لم ولن تجمعنا يوماً, ومحاولات خصوم دمشق استخدامها, كبوّابة جديدة لتدويل الحدث السوري, بعد فشل أطراف مثلث واشنطن – باريس – لندن, لجهة تدويله, وان لجهة التصعيد بالملف النووي الإيراني, وتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخير, لجهة طهران وبرنامجها النووي, وحيث أعلنت إسرائيل رسمياً, بأنّ طائراتها مستعدة وجاهزة, لجهة القيام بتوجيه الضربات العسكرية, ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وان كان الأكثر احتمالاً, بالتصعيد الإسرائيلي الأخير, هو رغبة جامحة لدى تل أبيب, في الظهور أمام النسق السياسي السوري, بمظهر القوي والقادر والفاعل, كرد على تصريحات الرئيس السوري, مع الضغط على واشنطن ومجلس الأفك – مجلس الأمن الدولي – مجلس الحرب, وعلى تركيا ومشيخات دول الخليج, لجهة الوقوف بحزم وثبات, إلى جانب جولة العقوبات الدولية الجديدة, التي سوف يصار إلى تقديمها إلى مجلس الأمن الدولي – مجلس الحرب, على خلفية تقرير وكالة الطاقة الذرية, وبالتالي مقابل كل ذلك, تعدل تل أبيب عن ارتكاب حماقتها – المفترضة, مع أنّها تعلم, بعدم وجود ممر جوي متاح, للطائرات الإسرائيلية, حتّى تلك الدول التي يمكن أن توافق, على إفساح المجال أمام, عبور طائرات تل أبيب, سوف تجد صعوبة بالغة, في حماية نفسها من الرد الإيراني, يعني إذا كانت من تسمى إسرائيل, قادرة على حماية نفسها, فانّ تركيا والسعودية وغيرهما, سيكون الجميع في حالة انكشاف كامل أمام الرد الإيراني.
حتّى إسرائيل لن تكون بمأمن, من مخاطر رد الفعل الإيراني, والذي ينطلق من مسافة بضع كيلو مترات, من حدودها الشمالية – عبر حزب الله والمقاومة اللبنانية.
Mohd_ahamd2003@yahoo.com