أضف إلى المفضلة
الجمعة , 10 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
الأمانة تعلن حالة الطوارئ المتوسطة في عمّان حادث بين 4 مركبات أعلى جسر المدينة الرياضية الدرك ينفّذ 33 ألف واجب حماية وتأمين وإنقاذ العام الماضي ضوابط جديدة لتسفير العاملة الوافدة المخالفة بالاردن ولي العهد يزور مكتبة دار القنصل في مادبا - صور الفراية: ضرورة تقديم الخدمات تختصر وقت المسافر داخل المطار - صور الملك يهنئ لبنان بانتخاب جوزاف عون رئيساً ويؤكد دعم الأردن لاستقراره وازدهاره وزير المالية يصدر الأمر المالي لتغطية نفقات كانون الثاني الخارجية: جميع الأردنيين في لوس أنجلوس بخير مفوضية اللاجئين: ندعم الراغبين بالعودة إلى سوريا بطرق متنوعة ولي العهد يزور مركز مأدبا المتميز لفنون الطهي ولي العهد: ضرورة شمول معظم المعاملات بالخدمات الحكومية الإلكترونية - صور مجلس النواب اللبناني ينتخب العماد جوزيف عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية راصد: الموازنة تقر بأغلبية 67٪ من النواب الحاضرين العيسوي يتفقد مشاريع مبادرات ملكية في محافظة العاصمة
بحث
الجمعة , 10 كانون الثاني/يناير 2025


الحراك الشعبي : دعونا نعترف بأخطائنا!
07-01-2012 11:04 PM
كل الاردن -

 حسين الرواشدة

 
لماذا لم تصل أصوات النخب التي تطالب بالاصلاح الى الشارع رغم انها تحمل “همومه” وتتردد بقوة داخله؟ هل المشكلة في هذه الاصوات أم في آذان الناس وعقولهم أم ان للمشكلة عنوان آخر بعيد ومجهول يجري التغطية عليه واحاطته بما يلزم من غموض؟ ثم هل بوسعنا ان نقول بأن “جرعات” الاصلاح توقفت وبأن المسؤول اطمأن الى انه قام “بالواجب” وزيادة، وبذلك استنتج ان مولد الاصلاح أوشك ان ينفض بمن حضر، ولا فرق اذا كان هذا الذي حضر أخذ نصيبه من “الحمص” أو عاد “بكف عدس”!

بعد عام على انطلاق “احتجاجات” الشارع وحراكه، ترددت مثل هذه الاسئلة والانطباعات، وكان لا بد ان نعترف بأن مجتمعنا يتحمل القسط الاكبر من مسؤولية “استعصاء” الاصلاح وتباطئه، وبات ما حصلنا عليه من انجازات يتناسب تماما مع ما قدمناه من جهود وتضحيات؟ هذه الحقيقة بالطبع مرّة وقد تغضب البعض، لكنني اتمنى على القارىء الكريم ألا يستعجل في رفضها أو ادانتها قبل ان يتفحص احداث عام كامل شهدنا فيها آلاف المسيرات وعشرات “الحراكات” ورزمة كبيرة من الشعارات والمطالب والصراعات والتراشقات.. ومع ذلك ما نزال ندور في حلقة مفرغة، لا الاصلاح تحقق، ولا الناس عادوا “راشدين” الى بيوتهم، ولا الحكومات المتتالية استطاعت ان تأخذنا الى طريق السلامة.

فيما مضى كنا نتوجه “بالنقد” الى الجهات التي تعمدت تعطيل “عجلة” الاصلاح، وكان عنوان “الشد العكسي” وقواه المختلفة اكثر العناوين ادانة واتهاماً، لكن يبدو ان من واجبنا اليوم ان نتوجه الى الطرف الآخر الذي ساهم ايضا في تعطيل الاصلاح، او ان شئت عجز عن “دفعه” الى الامام.

اعرف ان تحميل “النشطاء” ودعاة الاصلاح جزءاً من المسؤولية لا يروق للكثيرين الذين يشعرون بأن هؤلاء قاموا “بالواجب”، هذا بالطبع صحيح، لكن اخشى ما اخشاه ان نشعر جميعاً - نحن دعاة الاصلاح والمؤمنين به - أننا فعلا قمنا “بواجبنا” ولم نرتكب أي خطأ وان من يتحمل التقصير هو الطرف الآخر الذي ما زلنا نطالبه ونلحّ عليه بالتحرك نحو التغيير، وحين نشعر بذلك او نقتنع به نكتفي “بلوم” الآخرين، او انتظار ما يقدمونه لنا، او التعويل على ارادتهم فقط، لا ارادتنا، في تحقيق المطلوب.

من هذه الزاوية فقط، زاوية الحرص على “جدوى” الحراك وضرورة تقييمه، ارجو ان اسجل بعض الملاحظات.

اولاها : ان الحراكات التي خرجت للمطالبة بالاصلاح، او معظمها، لم تكن لديها رؤية موحدة او برنامج يحظى بتوافق اغلبية الناس، بل ان بعضها خرج بمضامين واشكال ضد منطق الاصلاح وقيمه، اذ كيف يمكن ان تتواءم دعوات تصدر من “مهادات” عشائرية او مناطقية وبشكل منفرد ومتشابك احيانا مع منطق “الدولة” الذي يسعى “الاصلاح” اليه.. ناهيك عن منطق الديمقراطية.

وثانيها: ان الحراكات ما زالت تفتقد لاطار تنظيمي يجمعها، وباستثناء الاسلاميين لا يوجد لدى معظم الحراكات أي مرجعية او قيادة تستلهم منها خطواتها، ومع شيوع “حالة” التصحر السياسي في بلادنا فان انكشاف فقر النخب أفقد الحراكات “بوصلتها” واتجاهاتها لدرجة ان خطابها بدا مشتتاً وغامضاً وموسمياً ومجرد ردود افعال.

ثالث الملاحظات، ان مجتمعنا ما زال يشعر “بالخوف” من التغيير وليس لديه ما يلزم من استعداد لدفع ثمنه ومع انه كان بوسع الحراكات ان تستثمر بعض العناوين الذي تهمه وتشغله لاستقطابه او كسب تعاطفه الا انها لم تنجح، فيما نجحت قوى اخرى في زرع المزيد من فزاعات الخوف امامه، ونجحت ايضا في “تحييده” او ابقائه جالساً على مقاعد المتفرجين.

رابع هذه الملاحظات، ان بعض نخب الحراك انشغلت بقضايا اخرى، منها ما حدث في سوريا مثلا، وبالتالي استقالت من وظيفة المطالبة بالاصلاح، وتفرغت لمناوشة الآخرين من دعاته، واتهامهم بشتى الاوصاف، طبعاً للتغطية على “مواقفها” المخجلة أو لمداراة وزنها الذي تراجع في الشارع.

هذا لا يعني ان هذه الاخطاء التي “اصابت” الحراك الشعبي قللت من شأنه او اخرجته عن اهدافه ومساره، وانما لا بد من الوقوف امامها بشجاعة، ومحاولة تصحيحها.. اذا كنا حقاً نريد ان نصل الى محطة الاصلاح والتغيير بسرعة، واذا اردنا ايضا ان
نتحمل
مسؤولية التباطؤ لا أن نعلقها دائما على الحكومات.
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012