11-01-2012 10:54 PM
كل الاردن -
أحمد ابوخليل
خلال يومين متتاليين, نشرت الصحف تقارير عن ان الحكومة لم تسدد الديون المترتبة عليها لصالح مستشفى الجامعة الأردنية ومستشفى جامعة العلوم التكنولوجيا (الملك المؤسس), وأن ذلك يهدد بإغلاق بعض الأقسام والتوقف عن استقبال المرضى فيهما.
في الثقافة الصحية الدارجة على المستويين الشعبي والرسمي, أن هذين المستشفيين جزء 'لا يتجزأ' من الحكومة, ولم نكن نتصور وجود علاقة استدانه لهما مع الحكومة, إذ كيف تستدين الحكومة من نفسها? لكن فيما يبدو وبعد الاطلاع على مثل هذه الأخبار, أن هذين المستشفيين هما في الواقع جزء 'يتجزأ' من الحكومة, أو ربما انهما ليسا جزءاً منها 'من أصله'.
يعرف الناس أن هناك ديوناً كثيرة على البلد, ويتبادلون أرقاماً كبيرة, ولا تختلف المشاعر كثيراً عندما تكون الفروق بين الأرقام المتداولة بالمليارات, فالذي يحدد المشاعر هو حقيقة أن الدين كبير فعلاً. لكن المفاجأة تكون عند الاطلاع على ديون بالملايين القليلة مثل حالة ديون المستشفيين المذكورين, وأن هناك صعوبة في التسديد.
إن هذا يعني أن الحكومة 'مشنشلة' بالديون, لأن 'الشنشلة' النموذجية تكون من خلال الديون الصغيرة الى جانب الدين الكبير.
لا يندرج الأمر في سياق سياسة إطلاع الناس على الحسابات والأوضاع المالية للمؤسسات المختلفة, إن الأمر على الأغلب يندرج في سياق عمليات 'كشف الحَسَب', أكثر مما هو كشف الحساب.
ahmadabukhalil@hotmail.com