13-01-2012 11:28 PM
كل الاردن -
سميح المعايطة
العلاوة حق للمعلمين والحفاظ على استمرار (التوجيهي) خارج التصعيد
لا يمكننا الا ان نكون منحازين لقطاع المعلمين في مطالبهم , وندعو الحكومة الى تفهم مطالباتهم , لكننا قبل ان ندخل في تفاصيل حق المعلمين فانني ادعو كل معلمي الاردن الى اخراج امتحان التوجيهي من حسابات التصعيد , لان هذا الامتحان مرتبط بمستقبل أبنائنا وابناء المعلمين فهم من بذلوا الجهد لتدريس الطلبة , والامتحان فرصة الطلبة لتتويج فصل دراسي سيدخل من خلاله الطالب خطوات نحو التعليم الجامعي .
من حق المعلم ان يطالب بما يعتقد انه حق له , لكن حق عملية التعليم وواجبهم نحو أبنائهم الطلبة يفرض عليهم ان لا يقوموا باي تصعيد قد يكون سببا في إلحاق اي فشل او إرباك لامتحان التوجيهي سواء في عملية المراقبة او التصحيح , لان المعلمين قبل غيرهم يعلمون حساسية واهمية هذا الامتحان , ويعلمون المكانة النفسية للامتحان عند اولياء الامور وعشرات الالاف من العائلات الاردنية, وبالتالي فان مصلحة المعلمين وقضاياهم ان لايخسروا تعاطف آلاف العائلات والطلبة , فالتوجيهي له مكانته واي تاثير على مساره الطبيعي سيعني خسارة المعلمين للتعاطف حتى لو كان مطلب العلاوة عادلا , فولي الامر ايضا يعتقد ان له حق على المعلم بعدم إلحاق اي اذى بمستقبل ابنه , فهذا المستقبل بالنسبة له اهم من علاوة قد تاتي بطرق اخرى .
نقول هذا لقطاع المعلمين حرصا على مطالبه لاننا لا نريد تكرار تجربة كانت خلال اضراب الاطباء عندما اصبح لدى المواطن العادي موقف سلبي من الاضراب لان حياته وحقه في العلاج تضررا, ونعتبر ان هذا الحق لا يقل عن حق الطبيب في المطالبة بزيادة راتبه .
ادعو لجان المعلمين في كل المحافظات الى اخراج امتحان التوجيهي من عملية التصعيد , فهناك وسائل كثيرة للتواصل مع الحكومة والاستماع منها وهناك مجلس النواب وجهات عديدة يمكن للمعلمين ان تكون صوتا لهم ومنها نحن في الاعلام , وهذا ينقلنا الى مطلب المعلمين وهو ان لا يتم مس العلاوة التي كانت فكرتها الاولى مكرمة من جلالة الملك لتكريم المعلم ومهنة التعليم , وتم التدرج في اعطاء المعلمين العلاوة , ثم توقف صرفها سنوات طويلة حتى عادت العام الماضي وتم استدراك التقصير الذي لحق بالمعلمين .
هذه العلاوة يجب ان لا يتم مسها وبامكان الحكومة ان توجد معادلة للهيكلة تحفظ للمعلم حقه في المكرمة الملكية , وكان يجب على الحكومة في وضعها لاسس الهيكلة للمعلمين ان تراعي خصوصيات كل قطاع , وان لا يكون تطبيق الهيكلة مدخلا لاية ازمة او مشكلة .
وللأمانة, فاننا نقرأ تصريحات لبعض المسؤولين تحمل تطمينا للمعلمين , لكن الامر ليس واضحا بالنسبة لمن يتابع. وايضا ليس واضحا لقطاع المعلمين او لنقل لجيش المعلمين باعداده الكبيرة , ولهذا فاننا ندعو الحكومة من خلال وزارة التربية وقطاع المعلمين الى لقاءات للحوار وتوضيح الامور , وهناك اليوم لجان للمعلمين يمكن الحديث معها والتوضيح , وايضا ان يكون هناك حديث واضح من الحكومة لقطاع المعلمين عبر الاعلام للتوضيح , مع ضرورة ان مراعاة الحقوق المكتسبة للمعلمين ,
وكما اشرت قبل ايام فان زيادة الرواتب والهيكلة يجب ان تكون سلاحا ايجابيا للحكومة لا ان تتحول الى عبء عليها , وهذا يتم من خلال ادارة سياسية واعلامية محترفة , لان المرحلة لا تحتمل أية اخطاء او اجتهادات ليست في مكانها , ولهذا نتمنى ان يبادر المعلمون والحكومة الى التواصل اليوم قبل غد , وان لايكون امتحان التوجيهي ضحية عملية الهيكلة