13-01-2012 11:30 PM
كل الاردن -
أحمد ابوخليل
ليس مهماً فقط أن يكون 'عندك دم' بل ينبغي كذلك أن يكون هذا الدم خالياً من الكولسترول, والدم الثقيل الخالي من الكولسترول أفضل من الدم الخفيف إذا كان غنياً بالكولسترول.
دخلت كلمة (كولسترول) الى الكلام الدارج, واستعاض الناس بها عن كلمة 'دهن' أو 'زَفَر', وتوقف الناس الى حد ما عن وصف الطعام ب¯'المِدْهِن' أو 'كثير الزفر' إلا على سبيل الفولكلور, بعد أن صارت جودة الأكل تقاس بمقدار خلوه من الكولسترول.
اشتهر فحص نسبة الكولسترول في الدم كثيراً, وصار الناس يتبادلون أخبار تلك النسبة في دم بعضهم البعض, ويفرح الشخص الذي تتدنى في دمه تلك النسبة, فذلك يعد دليلاً على أنه بمنأى عن الجلطات.
منذ سنوات اعتاد الأطباء على نصيحة الخائفين من الجلطات أن يتناولوا (الاسبرين) بمعدل حبة يومياً على سبيل الوقاية فهو كفيل بإذابة الكوليسترول, لكنهم عادوا في دراسة نشرت منذ يومين الى القول إن الأسبرين غير مفيد وأن ضرره أكثر من فوائده, فهو قد يتسبب بنزيف معوي. إنها ليست المرة الأولى التي يغير فيها الأطباء رأيهم.
لقد مر زمان على الإنسان كان فيه الكولسترول في الدم مفيدا وضرورياً أيضاً, وبمقدار ما كان في دم احدهم من كولسترول, بمقدار ما هو شخص ناجح في عمله, فعندما كان الإنسان صياداً يلاحق طرائده, كان كثيراً ما يتعرض للمواقف المفاجئة التي تتطلب سرعة التصرف البدني, وإلا كانت حياته معرضة للخطر, وحينها كان الكولسترول في الدم خير معين كطاقة للعضلات التي يتعين عليها بذل جهد كبير وسريع. وهذا يعني انه في ذلك الزمان لم يكن 'الحلم سيد الخلاق', بل لم يكن من الأخلاق أصلاً, وكان الإنسان 'إيده والهواة'.
الأطباء أرهقونا كثيراً, وليتنا نعود 'أيدينا والهواة'.. فعلى الأقل سيتردد الأطباء قبل تغيير آرائهم.
ahmadabukhalil@hotmail.com