14-01-2012 11:18 PM
كل الاردن -
ماهر ابو طير
استقال عبدالمجيد ذنيبات من موقعه في مجلس الاعيان، وتفسيرات الاستقالة كثيرة، غير ان كل التفسيرات، لا تمنع ان يرشحه مراقبون لموقع المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين عما قريب.
العين السابق عبدالمجيد ذنيبات، لم يعلن نيته الترشح لموقع المراقب العام، هذا على الرغم من ان ولاية المراقب العام الحالي الدكتور همام سعيد تنتهي قبيل الربيع، والارجح ان عددا من القياديين يفكرون بهذا الموقع وابرزهم السيد سالم الفلاحات المراقب العام السابق، وربما السيد زكي بني ارشيد واخرون من داخل الجماعة.
هناك اصطفافات مبكرة داخل الجماعة ازاء هذه الترشيحات، لان هذا امر طبيعي، وهناك خلافات ايضا، بين بعض القياديين الذين يطمحون للحصول على موقع المراقب العام، لكنهم اسروا لمن يثقون انهم مستعدون ان لا يرشحوا انفسهم مقابل عدم فوز هذا القيادي او ذاك.
استقالة ذنيبات تفتح الباب للحديث عن التهدئة في علاقة الدولة والجماعة، معا، اذ ان كل الاطراف معنية بخيارات تبعث رسائل تهدئة، بما يؤدي الى سكينة داخلية، بدلا من حالة التراشق والخلافات، ويرى محللون ان ذنيبات الذي رفض الاستقالة سابقا من الاعيان بناء على طلب الجماعة في عمان، احتراما لاختياره من جانب الملك، مرشح قوي اليوم، للعودة الى موقع المراقب العام.
جماعة الاخوان المسلمين حافظت على مساحاتها الممتدة، في فترات ساخنة، لان الرسائل التي تم حملها عبر اسماء القيادات، والتيارات النافذة داخل الجماعة، كانت تقول ان الجماعة ليست في وارد الدخول في مواجهة مع الدولة، ولانها كانت تقول ايضا ان الدولة لن تجد نفسها ايضا في مواجهة مع الجماعة تحت اي سبب، لاطمئنان الدولة الى عقل الجماعة وقيادتها.
كثيرون يعتقدون ان عنصر التسكين في الجماعة كان يتعلق بطبيعة المراقب العام الشخصية، وخطه السياسي، وقد شهدنا تاريخيا مراقبين عامين، حفظوا وجود الجماعة من جهة، ولم يأخذوا الاخوان المسلمين الى حرب مفتوحة مع الدولة، ونستذكر في هذا الاطار رجالا من طراز الراحل محمد عبدالرحمن خليفة، الذي يعد شخصية وطنية عامة، فوق كونه مراقبا عاما لجماعة الاخوان المسلمين.
بما ان ذنيبات استقال من عضوية الاعيان، لاسباب ليس هنا محل ذكرها، فان كثيرين يحبذون لو يرونه في موقع المراقب العام للجماعة، وهو موقع هام جدا، وحساس، ولن نجد في موقعه معاندة لذاك الخط المعتدل الذي يمثله الشيخ حمزة منصور في حزب جبهة العمل الاسلامي، لان كثرة لا تعرف ان منصور من الاكثر اعتدالا، وكان ضد مواجهات كثيرة حدثت، ويتسم بالعقلانية وعدم المقامرة بوجود الحركة، ولا استقرار البلد.
ولاية المراقب العام الحالي تقترب من نهايتها، وقد يستثمر الاسلاميون الانتخابات المقبلة، لايصال رسائل مركبة الى كل الاطراف، عبر انتخاب ذنيبات، بعد اقناعه بالترشح اساسا، بما يفضي الى اعادة انتاج كلي للعلاقة بين الاسلاميين والدولة، وكل مكونات البلد، لان مصلحتنا جميعا ان لا نبقى في مناطحة تهدد استقرار البلد، وتدفعه باتجاه الهاوية.