15-01-2012 10:32 PM
كل الاردن -
سميح المعايطة
المساعدات.. المصالح الأردنية.. الملف الفلسطيني والربيع العربي والاصلاح الأردني أهم الملفات .
تحتاج الادارة الامريكية الى ان تستمع دائما الى رأي عربي موضوعي منحاز لقضايا امته لكنه يدرك معادلات العالم بواقعية ويفهم حركة المنطقة ويُعبر عنها بشجاعة, وتحتاج الادارة الامريكية مع كل ما لديها من اجهزة وادوات في العالم الى ان تستمع الى تقويم منهجي, لان دوائر صنع القرار الامريكي تقع تحت تأثير كبير من دوائر الضغط الصهيوني او رأس المال او غيرها من المراكز التي يعلمها الجميع.
الاردن دولة لم تغير معادلاتها السياسية منذ نشأتها, ولم تمارس اشكالا من التلون والوجوه المتعددة التي قد تكون في الخطاب المعلن ثورية وتسترضي الشارع في حين هي في حقيقتها تمارس مسارا مناقضا, وحتى على صعيد الصراع العربي - الاسرائيلي فان الاردن كان واضحا في تبنيه للمسار السياسي ليس لعدم القناعة بالخيارات الاخرى بل لاسباب تتعلق بالواقع والمعطيات العربية, ومع ذلك فالسجل العسكري للاردن في الحروب مع الكيان الصهيوني فيه من البطولات والجدية في حرب عام 1948 ثم معركة الكرامة, وكنا جزءا من واقع عربي مهزوم عام 1967 رغم ان قرار الحرب كانت له قصة نعلمها جميعا.
الادارة الامريكية وهي تدخل عام الانتخابات الرئاسية حيث الفترة الرئاسية الاولى لاوباما ستكون لها اولويات مختلفة, لكن هذه الادارة لها ميزة انها اجادت ركوب الربيع العربي في عدد من الدول, وكان لها دور مؤثر في الملف الليبي, وهي متواجدة بقوة ونعومة في الحالة المصرية, وتبحث عن مسار للحالة السورية, واليوم اصبحت الولايات المتحدة في نظر جهات عديدة شعبية نصيرا لمطالب الشعوب, ولها علاقات تتنامى مع الحركة الاسلامية, وتدير بشكل جيد الدور التركي الذي يجد قبولا لدى اوساط شعبية.
الملك في واشنطن بعد عام من الربيع العربي حيث المنطقة لم تستقر بعد, وهناك صورة غير واضحة للمنطقة وتفاصيلها المقبلة , وهناك حاجة الى ان تقدم القيادة الاردنية للادارة الامريكية ودوائر صنع القرار والاعلام واهل الاقتصاد في واشنطن المسار الاردني للاصلاح وما تم وما سيتم, فالاردن من الساحات التي شهدت حراكا شعبيا وفعلا رسميا وهناك انجازات تشريعية اصلاحية تمت واخرى نحن ننتظرها.
الملك في واشنطن لان القضية الفلسطينية في ادنى سلم الاهتمام الدولي والاقليمي, والحكومة اليمينية المتطرفة استطاعت خلال السنوات الاخيرة ان تعمق كل حالات الاحباط لدى كل الاطراف المؤمنة بعملية السلام, وان تجعل منه سلاما باردا, والادارة الامريكية في عهد اوباما التي استقبلتها اوساط عربية عديدة بالتفاؤل لم تستطع ان تترك لمسة في الملف الفلسطيني واستطاعت الحكومة الاسرائيلية ان تفرض اجندتها على الموقف الامريكي, لكن الاردن الذي استمر في المحاولة استضاف الاسبوع الماضي جولة تفاوض مباشر بين الفلسطينيين والاسرائيليين, وهي محاولة تحتاج الى دعم امريكي ودولي وضغط من هذه الاطراف ليس على الطرف الفلسطيني بل على الطرف الذي يحترف التعنت والتطرف.
ومهما كانت القناعات بتركيبة الساحة الامريكية ودوائر صنع القرار فيها, الا ان الزيارات الملكية لواشنطن ضرورة لايصال الصوت العربي, وتقديم رؤية الشعوب العربية لاهل القرار هناك, فضلا عن دور كبير لهذا التواصل في رعاية المصالح الاردنية الكبيرة, وكلنا نعلم العلاقة الاستراتيجية بين الاردن والولايات المتحدة منذ عقود طوال, ولهذا فان هذه الزيارات المتكررة من جلالة الملك تحمل على اجندتها دائما رعاية المصالح الاردنية في شتى المجالات.
ولعلي هنا اشير الى قضية المساعدات الامريكية للاردن وتحديدا في جانبها الاقتصادي بانها تحتاج الى زيادة بنسب اكبر, وهذا الحديث سمعته وفود الكونغرس الامريكي التي كانت في عمان الاسبوع الماضي في البرلمان الاردني, فالمساعدات اقل من المأمول وان الاردن بوزنه السياسي ودوره الكبير في قضايا عالمية عديدة وقياسا باوضاعه الاقتصادية يستحق دعما ماليا اكبر بكثير مما يتم تقديمه له من الادارات الامريكية.
الزيارة الملكية لواشنطن جزء من رؤية الدولة الاردنية في التواصل مع كل الاطراف المؤثرة في واشنطن, وهي رؤية مارستها مؤسسة الحكم خلال العقود الماضية, فالعالم واسع وقنوات التأثير على عواصم العالم متعددة والقيادة الناجحة في اي بلد تحرص على ان تقول لكل القوى المؤثرة ما تعتقد وما يحقق مصالح دولها لا ان تنتظر من العالم ان يفهم ما نريد ونحن نمارس الصمت او الغياب.