أضف إلى المفضلة
الجمعة , 10 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
بحث
الجمعة , 10 كانون الثاني/يناير 2025


الابتزاز الأمريكي والخلط المتعمد بين الإصلاح والتوطين

16-01-2012 11:03 PM
كل الاردن -



لميس اندوني

إصرار واشنطن, كما تبين من زيارة وفد أمريكي إلى عمان الأسبوع الماضي, أن يكون 'التمثيل السكاني' في الانتخابات النيابية أساس عملية الإصلاح السياسي في الأردن محاولة مفضوحة, ومرفوضة, للدفع إلى تناحر أهلي بين المكونين الرئيسيين للمجتمع الأردني خدمة لإسرائيل.

عضوا الوفد الأمريكي, عضوا مجلس الشيوخ الأمريكي جون كاري ودانييل إينوي, معروفان ليس بتأييدهما لإسرائيل فحسب, بل ومعاداتهما الشديدة, وبالأخص الثاني منهما, لجميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني, بدءا من حق الشعب الفلسطيني بقرير المصير وانتهاء بحق اللاجئين الفلسطينيين, في العودة إلى بلادهم.

أما التركيز على 'معالجة' الحكومة الأردنية الجنسية الأردنية وضع حملة البطاقة الخضراء, وعددهم 800.000 ألف, (أي تجنيسهم) فيندرج في خانة افتعال قضية ليست موجودة أصلاً, إذ ان حملة البطاقة الخضراء هم من سكان الضفة الغربية الموجودين في الأردن بصفة مؤقتة للعمل, أو الدراسة أو أسباب أخرى, ولا يمكن تصنيف وضعهم, حتى لو حاولنا الاستعانة بمخيلة خصبة, تحت خانة مجموعة تعاني من خرق لحقوق مدنية أو إنسانية, وبالتالي لا يوجد أي مبرر لربط وضعهم القانوني بأية عملية إصلاح سياسية كانت.

من الواضح أن مخيلة واشنطن الخصبة لا تتعلق بحرصها على الحقوق المدنية في الأردن بل بالدفع بعملية توطين الفلسطينيين في المنطقة, وليس فقط في الأردن, فطلب تجنيس حملة البطاقة الخضراء يراد به إعطاء الذريعة لإسرائيل لمنعهم من العودة إلى فلسطين, وبالتالي تسهيل هدفها بتفريغ الضفة من أهلها وتهجيرهم.

يجب الإشارة هنا أن جزءا, ولكنه جزء يقع تحت بند الفوائد السياسية, من إثارة مسألة تمثيل الفلسطينيين في الأردن هو محاباة اللوبي الصهيوني لكسب أصوات الناخبين اليهود الأمريكيين لمرشح الحزب الديمقراطي, الذي ينتمي إليه كل من كاري واينوي, في الانتخابات الرئاسية القادمة.

لكن موقف الوفد الأمريكي يتعدى 'الدعاية الانتخابية' لاسترضاء اللوبي الصهيوني إلى هدف سياسي أوسع; فبعد فشل جميع المحاولات الأمريكية لتقويض قرار الأمم المتحدة رقم ,194 تحاول واشنطن جعل توطين الفلسطينيين, أمرا واقعاً, من خلال استغلال عملية الإصلاح السياسي في الأردن, وتأزم الوضع السياسي والأمني في سوريا ولبنان, مع اختلاف المسألتين, لجعل توطين اللاجئين الفلسطينيين جزءا من ثمار 'الربيع العربي'.

بمعنى أخر ان الإدارة الأمريكية, من خلال السناتور كاري معروف بقربه من الرئيس باراك أوباما, تريد تجيير الثورات والحراكات الشعبية العربية لصالح إسرائيل, كما تحاول مساعدة إسرائيل الخروج من أزمة, يعترف بها حتى الصهاينة الأمريكيون, من خلال تصدير هذه الأزمة إلى الأردن,وذلك بالدفع إلى إحداث شرخ مجتمعي قابل للاشتعال.

الواضح تماماً, أن زيارة الوفد الأمريكي للأردن, قبيل بدء زيارة الملك عبد الله لواشنطن, هي مؤشر على عملية ابتزاز مكشوفة, إذ أن السناتور كاري يرأس لجنة الشؤون الخارجية بينما يقود السيناتور لجنة إقرار المساعدات المالية في مجلس الشيوخ الأمريكي, أي باستطاعتهما معارضة, أو حتى إيقاف أي مشروع دعم مالي تتقدم به الإدارة الأمريكية للأردن.

المطلوب رسمياً أن لا ترضخ القيادة السياسية لمثل هذا الابتزاز, والأهم من هذا أن لا تنجر النخب السياسية إلى معركة شكوك تتنازعها مخاوف أو عصبية 'إقليمية', ولنقل بصوت واضح, بغض النظر عن أصولنا, لكن كمواطنين مخلصين, اننا نرفض التدخل الأمريكي المدمر في الوضع الداخلي, وفي العلاقة الأردنية الفلسطينية, وعليه فخطير أن يشكو أي مواطن أي غبن يراه, أو أن تأتمن الشخصيات السياسية تحليلها للوضع, للسفارة الأمريكية, فواشنطن ليست الحامية, بل هي أساس الدعم السياسي والمالي للمخططات الإسرائيلية لتدمير حقوق الشعب الفلسطيني.

أما عملياً من الضروري حل وانهاء ملف التجنيس, ولنبدأ ذلك بتنفيذ توصية لجنة الحوار الوطني بأن تشرف رئاسة الوزراء, من خلال لجنة مختصة, على قرارات منح أو سحب الجنسية على أسس قانونية واضحة, غير قابلة للتأويل, وبذلك نطفئ فتيل توتر داخلي, قابل للتأزيم المتجدد, ونسحب ورقة ابتزاز من يد أمريكا وبالتالي إسرائيل.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
17-01-2012 03:07 AM

لن نترك وطننا لأحد ولن نعطيه لأحد والله والله والله لو اجتمعت قوى الارض لن تأخذ وطننا الا على جثثنا .

2) تعليق بواسطة :
17-01-2012 06:29 AM

اعتقد ان الفقرة الاخيرة من المقال تلخص المطلوب منا كأردنيين من شتى لاصول والمنابت
وهذا يحتاج الى جهد كبير ليس على المستوى الشعبي فحسب فالمرحلة خطيرة ودقيقة غير انه من المهم جدا التمييز بين المطالب الشعبية الداخلية للاصلاح وبين المؤمرات والاطماع الخارجية

3) تعليق بواسطة :
17-01-2012 09:24 AM

فعلا مقال رائع، ومختصر ومفيد.

4) تعليق بواسطة :
17-01-2012 12:55 PM

شكرا للكاتبه فقد تناولت موضوع الزياره بكل صراحه ووضوح والمطلوب من الجهات الرسميه عدم الرضوخ للابتزاز الامريكي لاسترضاء اللوبي الصهيونيه واهدافه في طمس الهويه الفلسطينيه وتفريغ الارض الفلسطينيه ووقوف الشعب الاردني والفلسطيني صفا واحدا لمنع تنفيذ مؤامره الوطن البديل

5) تعليق بواسطة :
17-01-2012 05:38 PM

للعلم ... تم طرح مشروع مسودة نظام انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني تستثني تعريف الاردن من مناطق الشتات !؟!؟!
ولتفتح الطريق لتصفية قضيتهم على أساس التوطين والوطن البديل !؟!؟.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012