- الربيع العربي أسقط الدكتاتوريات ولا وجه للمقارنة مع الأردن
- المظاهرات والاعتصامات من مسؤولية الحكومة ونتيجة لضعف الحوار ..
- التعديلات الدستورية اعطت الاردن صورة للعالم لم يسبق لها مثيل ..
- لا أحد يستطيع ان يقصيني عن الحياة السياسية .. تم إستهداف الحزب في الفترة السابقة .. البرلمان الحالي جيد ..
- لم آتلقى فلساً واحداً لقاء علاجي .. وهذا حقي وأنا أطلب به ..

- نحن في الاردن لا نقبل بفلسطيني الشتات وترشحي للإنتخابات محكوم بالظروف ..

- لم يتم طي ملف التحول الإقتصادي بالإتفاق مع باسم عوض الله مقابل توزير سهل ..
- حزب التيار الوطني سينطلق بقوه في المرحلة القادمة



اجرت المقابله .. ريما المعايطه


 معالي المهندس عبدالهادي المجالي من رجالات الاردن المهمين ، وممن امضوا عمرهم في الخدمة العامة ، يتمتع بحنكه سياسيه ، كلامه مدروس وموزون ، ينمُ عن معرفه ودراية وخبرة واسعة في العمل العام ، يتمتع بحكمة وخبرة واسعة ، سياسي من الطراز الأول ، صبور ذو طبع هادئ ، بنى وثلة من الخيرين قاعدة حزبية على مساحة الوطن وإن لم تسعفه الظروف .
س – معالي الباشا – مكانتكم الرسميه والشعبيه والاجتماعية تفرض عليكم دوراً لا بد ان تقوموا به في هذه المرحلة ، وقبل ذلك لابد من طمأنة محبيكم عن صحتكم فماذا تقولولن ؟
عبدالهادي المجالي : الصحه جيدة وتفاصيل المرض ليست مهمه ، وانا الان في فترة بناء الجسم الكامل وبمرحلة متقدمة من القوة الجسدية ، وبقيت فترة قصيرة حيث تقرر ان إجري عملية جراحية خلال الاسبوع الاول من شهر فبراير ، واكد لي جميع الاطباء انها عملية بسيطة ، وبعدها سنزاول ما نستطيع ان نقوم به لبلدنا بشكل فعال .
س – نود التعرف على تصوراتكم وتقديراتكم لما يجري في الوطن العربي فيما سمي بـ (الربيع العربي ) ، وهل نحن فعلا مقبلين على مرحلة تحول ديموقراطي ، ام ان هناك شيء اخر يجري الاعداد له ؟
عبد الهادي المجالي: اولا انا يهمني الاردن ، ويهمني ان لا يصيبه ما يجري حولنا ، الاردن مختلف عن باقي الدول والحمدلله ، انا اشعر بالاعتزاز والفخر لأن الاردن فيه حرية وفيه ديموقراطية ومسموح فيه تشكيل احزاب ، وان لم تكن غير فاعلة ولكن من ناحية قانونية مسموح تشكيل الاحزاب والمشاركه بها ولها رأي بالشأن العام ، والاردن هو البلد الوحيد في المنطقة الذي سمح لكل الاطياف السياسية ان تساهم في الحركه السياسية الاردنية ، ولم يحضر على اي جهة العمل السياسي ، ولو اخذنا هذه النقاط وقارناها بالدول العربية التي حصل بها ثورات كتونس ومصر وسوريا ….الخ ، نجد ان هذه النقاط غير موجودة بهذه الدول ففي هذه الدول التي حصل فيها تغيرات جذرية ، هي عبارة عن ديكتاتوريات والشعوب في هذه البلاد يطمحون للوصول الى جزء من النقاط الموجودة في الاردن كالحزبية والتعددية والديموقراطية ، في الاردن هناك مقومات للدولة اذا قارناها بما يجري بالخارج وان كنا نطمح للمزيد ، ولكن هذا يحتاج الى وقت ولا يجوز سلق الامور ، يجب ان يتوفر الوقت والبيئه الصالحة وان لا نرضخ للضغوطات واستعمال العاطفة دون العقل .
س – نحن في الاردن الى اين نتجه ، وهل تكفي الخطوات التي تم اتخاذها لاحتواء الحراك الشعبي ؟
عبدالهادي المجالي: الحراك تحت عنوان الحرية والديموقراطية ومع انني ارى اننا  نتمتع فيها بالاردن ، ولكن كل مواطن ينبغي عليه التغير بالطريقة التي يراها مناسبة ، وانا مع هذا الحق ، ولكن يجب ان يكون هذا الحراك بالحوار فهذه المجموعات التي ترى مع الاسف ان الدوله لا تتواصل بشكل حقيقي وثقة عاليه بالدخول في حوارات تحل المشاكل لذلك هي تستمر بهذه الطريقة ، في الحراك نحن نطالب بحوار مبني على جدية لحل هذه القضايا العالقة ، و الحراك الدائر في اغلب مناطق الجنوب ناتج عن الفقر ويجب معالجته من الجذور وهذه مسؤولية الحكومة ، انا اعتقد ان كل الذين يسيرو في هذا الحراك يجدوا ضعف الحوار والتواصل لذلك كانت الطريقة الوحيدة هي المظاهرات والاعتصامات ، لذلك انا دائما اشجع ان يتحول هذا المجهود الى الدخول في الاحزاب على اعتبارها مؤسسات قانونية لها مقار ولها حصانة وتستطيع ان تعبر عن المجموع ومطالبهم .
س – ما رأيكم حول التعديلات الدستورية ؟ هل هي كافيه لبناء اردن ديموقراطي علما ان المعارضة لا زالت تطالب بالمزيد وتحديدا تضمين التعديلات نص على ان تكون الحكومة برلمانية ، بمعنى ان تتشكل من الاغلبيه البرلمانية وسبق ان طالبتم بذلك ؟
عبدالهادي المجالي: انا اتأسف ان المعارضة تقول هكذا لأني كنت رئيس مجلس نواب وعلى اتصال مستمر مع المعارضة وطلباتهم المستمره هي اربع نقاط بالضبط 1-عدم تأجيل الانتخابات 2- ان يتم الفصل في الطعون من قبل القضاء وليس من قبل المجلس3-الاشراف على الانتخابات بواسطه هيئة مستقلة 4-المحكمة الدستورية .. الدوله بما فيها الملك والحكومة اتفقوا على اكثر بكثير مما كانت تطالب به المعارضة كنت اتوقع من المعارضة بعد التعديلات ان تقول الحمدلله انه يوجد توافق بين القاعدة والقيادة على اكثر مما كان يطلب وهناك تغيرات جذرية وهي في موضوع ثقة الحكومة ، فالحكومة التي لا تحصل 50+1 فهي تسقط بمعنى ان الغائب والممتنع من النواب يعتبر حاجب الثقة ، وبالنسبه الى الدستور كما فتح الان واجريت عليه تعديلات ممكن ان يفتح في المستقبل ونغير قوانيننا التي تخالف هذه التشريعات ، والحكومة هي منتخبة فعلا بمعنى ان الحكومة حتى تستمر يجب ان تحصل على تأييد الشعب الممثل بالبرلمان .
س – عن التحليلات السياسية في ظل زيارة الملك للبيت الابيض قيل ان التعريف الاميركي للاصلاح السياسي في الاردن بكونه استجابة لمطالب ما يسمى (الحقوق المنقوصة) نظام انتخابي يسمه بتمثيل عادل للأردنيين من اصل فلسطيني لتجنيس اصحاب البطاقات الخضراء (مليون وسبعون الفا) وقيل ان مطلب الوطن البديل سيطرح داخل البيت الابيض اما خارجه سيعلن اعتصام للمعارضة الاردنية الخارجية دعماً لهذا المطلب ، اذن هناك فرصة سيستغلها الامريكيون للضغط على الملك لتمرير انتخاب نيابي يسمح بالانتقال السلس للوطن البديل ، من هنا معاليكم الملكية الدستورية ، الوطن البديل ما موقفكم منها ؟
عبدالهادي المجالي: اميركا ليس لها علاقة ، هذه قضايا اردنية والعالم يؤيد موقفنا فالاجراءات الأصلاحية في الدستور اعطت الأردن صورة للعالم لم يسبق لها مثيل ، وهو ان الاردن يسمح لجميع الاطياف ولها الحق القانوني و المشاركة في العمل السياسي منذ عام 90 ، في موضوع الفلسطينين يعتقد الامريكان ان موضوع الدولتين في الحل الفلسطيني اصبح صعب ، لذلك بقي الحديث عن موضوع الدوله الواحده ، انا اقول ان الديموغرافية لم تكتمل على الارض الاردنية ، يوجد لاجئين نتيحه الوحدة الاردنية الفلسطينية ، يوجد عدد كبير من الاردنيين من اصل فلسطيني ، وهو تواجد اردني باستثناء حملة البطاقه ونحن بانتظار الحل النهائي بموافقة العرب والعالم ، ان كان العودة كان به ، وان كان غير ذلك نحن في الاردن نقبل الفلسطينين الموجودين على الارض الاردنيه ، ولكن نقاتل بشده مجيء فلسطينين من الشتات الى الاردن ، فيبقى الوضع كما هو الى ان تستقر الديموغرافية وهي بعد الحل النهائي .
نحن نقول يجب قيام دولة فلسطينية على الاراضي الفلسطينية التي احتلت عام ال 67 وعاصمتها القدس ، والمبادره العربية في بيروت هي الآلية الحقيقية للتوازن بين القوى المختلفة لحل القضية الفلسطينية ، نحن مستعدون ان نعترف باسرائيل بأقامة علاقات وضمان امن اسرائيل بضمان ان تعود الحدود الفلسطينية المحتلة عام ال67 بالكامل .
اما الملكية الدستورية نحن ملكية دستورية اي نظام نيابي ملكي من يقرأ الدستور يرى ان الملك ليس له صلاحيات ، اوامر الملك الخطية والشفهية لا تعفي الوزراء من صلاحياتهم وصاحب الدولة هو القضاء والتشريع وكلاهما مستقلان ، والملك يحكم من خلال صاحب الولاية وهو مجلس الوزراء ، واذا اعتبرنا ان من صلاحياته حل البرلمان واقالة مجلس الوزراء والعفو العام والخاص ، هذه ايجابيات لانه حامي وحده الشعب وهو شخص ليس عنده اجندات فهو صمام امان .
س – الباشاالمجالي ضابط الايقاع لمجلس النواب سابقا ، هل هناك نية للترشح للانتخابات القادمة ؟
عبدالهادي المجالي: هذا كلام سابق لاوانه ، وحتى هذه الفتره انا لا ارغب بالترشح للانتخابات ولكن لا يستطيع احد ان يتكهن بالظروف القادمة وحسب القانون الذي يحكم هذا القرار ، ممكن ان اغير رغبتي .
س – السؤال الذي المطروح لدى الغالبية .. هل تم اقصاؤك عنوة عن الحياة السياسية ،  بابعادك عن مجلس النواب لأسباب تتعلق بمناكفات مع جهات عليا .. وهل تم إستهداف حزب التيار الوطني في الانتخابات السابقه ؟
عبدالهادي المجالي: في السابق وفي منتصف المناكفات ترشحت ونجحت ولم اقصى ، ولا احد يستطيع ان يقصيني ، وهذا كلام فارغ انا قررت ان اقصي نفسي ، وبالنسبه للحزب نعم الحزب كان مستهدف في الانتخابات السابقة .
س – اي نظام انتخابي تؤيدون هناك مطالبات بالعودة الى قانون 1989 على اعتبار المحافظة دائرة انتخابية ، او التمثيل النسبي ، او القائمة ؟
عبدالهادي المجالي: نحن نرى ان تقسم المملكة الى دوائر متساويه من 3-4 مقاعد لكل دائرة والمواطن له الحق ان ينتخب 3 او 4 حسب عدد المقاعد بمعنى فردي اي مساواة بالصوت في كل المناطق ، بالاضافة الى عدد من 20-30 مقعد على مستوى الوطن بقائمة مغلقة وليست مفتوحة ، تكون قوائم احزاب يعدها الحزب ويقدمها مغلقة وهذه القائمة ممكن ان توزع بحيث تدخل بين كل اسمين ذكر اسم امرأه فهي كوتا دون ان يكون للنساء كوتا خاصة .
س – ما رأيكم بمجلس النواب الحالي بصراحة .. خاصه في ظل الإنتقادات الواسعة التي يتلقاها ووصمه 111 ؟
عبدالهادي المجالي : اعتقد ان هذا برلمان جيد ، لإنه يقاس المجلس بتنفيذه مهامه .. وهو التشريع والرقابة ، وانا اقول انه أجاد في الهدفين .. فالتشريعات التي تمت هي حاسمة في الاردن ، والمراقبة كذلك حيث بذل اقصى جهد ، وهو يعمل ليل نهار دليل على قوته وتصميمه على ان يقوم بواجبه .
س – الحكومات الثلاث الاخيرة تاهت بمكافحة الفساد ، والشارع يصرّ على فتح ملفات قضايا كبرى .. ما الأسباب التي تمنع فتح مثل تلك الملفات ، وحسب خبراتك الواسعة بماذا تنصح الخصاونه بخصوص بخصوص هذا الملف ؟
عبدالهادي المجالي: الفساد موجود اينما كان .. ولكن نحن ضخمناه في الاردن ولا نلوم احد بعدم فتح ملفات لان قوانيننا تسمح للمواطن ان يفتح اي ملف فساد طالما لديه معلومات ، وهي ليست فقط مسؤولية الدولة ومجلس النواب فهي مسؤولية الناس جميعا ، صحفي ، نائب عين حكومه .. طالما يوجد معلومة حقيقيه فالقضاء يجب ان يأخذ بهذا الموضوع ويحقق العدالة ويعيد الحقوق .
س – ماذا اردتم ان تحققوا من اندماج حزب التيار الوطني مع حزب الاتحاد الوطني ؟
عبدالهادي المجالي: لا يوجد اندماج ولا تحالف .. هي مجرد وثيقة تعاون مع انني اتمنى وادعو كل الاحزاب الوطنيه بالتحالف والتعاون لمصلحة الوطن ولمستقبل الاردن وان تتجمع كل الاحزاب الوطنية في حزب كبير ، وان كل مواطن في الاردن ان يكون مشارك في حزب .
س – هل صحيح بأن احد اشقائك تقدم بطلب لوزارة الصحة للتكفل بمصاريف علاجك في لندن ؟
عبدالهادي المجالي : هذا كلام غير دقيق .. والسؤال هل عبد الهادي المجالي له الحق ان يتعالج على حساب الدولة ؟
انا منذ ثلاث وخمسين سنه مشارك في التأمين الصحي ، والكل يعرف ان عشرات المسؤولين تعالجوا على حساب الدولة في الخارج ، ودفع لهم وانا لم يدفع لي فلس الى الان ولكن هذا حقي وانا اطالب به .
س – ما مدى صحة انك قمت بطي ملف التحقيق ببرنامج التحول الاقتصادي المتورط فيه باسم عوض الله ابان كنت رئيسا للنواب مقابل توزير ابنك سهل وزيرا للأشغال ؟
عبدالهادي المجالي: غير صحيح فالتحقيق في برنامج التحول الاقتصادي موجود في مجلس النواب للان ولم يغلق ، بالنسبه لأبني سهل رئيس الوزراء الذي كلف حينها باختيار الوزراء طلب مقابلتي وقال لي نريد سهل معنا بالوزارة ، قلت انا ارجوك لا اريد سهل وزير في هذه المرحلة لأنهم سيقولوا ان عبد الهادي المجالي هو من قام بتعيينه وزير .. فأجابني انا اريد ابلاغك لأن القرار اتخذ وتركت الموضوع بينهم وبين سهل .
س – ما مدى استعدادكم للمرحلة المقبلة وهل سيستأنف الحزب نشاطاته بنفس القوة التي انطلق بها؟
عبدالهادي المجالي: نحن حزب قيادات كلها تم التوافق عليها لم تنتخب للآن ونحن ننتظر لنشر الحزب في المحافظات وستجري انتخابات الحزب في اول شهر ايبرل وسيعمل الحزب على نشاط مكثف بشكل جيد وقوي وكتلة الحزب البرلمانية قوية وسيكون لها نشاط واضح في الاسابيع المقبلة فهي اكبر كتلة حزبية بالبرلمان ونحن كحزب سننطلق بقوة .
معالي ابو سهل في نهاية هذا اللقاء نشكرك على سعة الصدر ، ونتمنى ان تتمتع بموفور من الصحة والعافية .


عبد الهادي المجالي في مقابله خاصة مع الراصد نيوز