غادر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، اليوم الأحد، صنعاء متوجهاً إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج، وطلب «العفو» من مواطنيه قبل مغادرته. وقال صالح، الذي كان أصيب في اعتداء في القصر الجمهوري في مطلع حزيران، في كلمة وداع، «سأذهب للعلاج في الولايات المتحدة الأميركية وأعود إلى صنعاء رئيساً للمؤتمر الشعبي العام، وننصّب الأخ عبد ربه منصور هادي رئيساً للدولة بعد 21 شباط في دار الرئاسة».
وأضاف الرئيس اليمني «أطلب العفو من كل أبناء وطني، رجالاً ونساءً، عن أي تقصير حدث أثناء فترة ولايتي لـ33 سنة، وأطلب المسامحة، وأقدم الاعتذار إلى كل المواطنين اليمنيين واليمنيات، وعلينا الآن أن نهتم بشهدائنا وجرحانا».
وتابع صالح قائلاً «مرة ثانية تحياتي وتقديري لكل أبناء الوطن في الداخل والخارج على الصمود الرائع، وأدعوهم إلى العودة إلى مساكنهم والتزام الهدوء».
ويأتي ذلك غداة إقرار مجلس النواب اليمني قانوناً يمنح «الحصانة الكاملة» للرئيس صالح وموافقته على تزكية نائبه عبد ربه منصور هادي مرشحاً توافقياً للانتخابات الرئاسية المقرر أن تجري في 21 شباط المقبل.
ووافق المجلس أيضاً على منح معاوني الرئيس حصانة جزئية. وجرى إقرار قانون الحصانة بعد تعديل أدخلته، يوم الخميس، حكومة الوفاق الوطني على نص المشروع الذي يلقى معارضة شديدة من قبل الشباب المحتجين ومن قبل منظمات غير حكومية. ومنح صالح، الذي يحكم اليمن منذ 33 عاما، «الحصانة التامة من الملاحقات القانونية والقضائية»، بحسب نص القانون، إلا أن «المسؤولين الذين عملوا مع الرئيس في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والأمنية» سيحظون بحصانة من «الملاحقة الجنائية في ما يتصل بأعمال ذات دوافع سياسية قاموا بها أثناء أدائهم لمهماتهم الرسمية»، بحسب نص القانون.
ولا تنطبق الحصانة لمساعدي صالح «على أعمال الإرهاب» بحسب النص. وكانت النسخة الأولى من مشروع قانون الحصانة نصّت على منح صالح ومساعديه حصانة كاملة.
ويأتي حصول صالح على الحصانة بموجب اتفاق المبادرة الخليجية لانتقال السلطة الذي وقّع عليه الرئيس اليمني في تشرين الثاني الماضي في الرياض.
وبموجب هذه المبادرة، بات نائب الرئيس يمسك بالسلطات التنفيذية الأساسية لرئيس الجمهورية إلى أن يجري انتخابه في انتخابات مبكرة رئيساً خلفاً لصالح. وبعد الإدلاء بتصريحاته غادر صالح صنعاء، كما أعلن مصدر مقرّب من الرئاسة.
من جهته، أعلن رئيس اليمن الجنوبي السابق علي سالم البيض، في بيان، إلى أنه «على استعداد لإقامة تحالفات سياسية مع المجتمع الدولي لقتال ووقف تمدد عناصر الجماعات المسلحة التي تدّعي انتماءها لتنظيم القاعدة في الجنوب». وأضاف أن «محاربة القاعدة مهمة لأمن واستقرار المنطقة، وعلى الدول الشقيقة والصديقة في المحيط الإقليمي وفي العالم التنبه لهذا الوضع المتدهور الذي تنبئ بوادره ومشاهده بصورة كارثية قاتمة».
وقال البيض في بيانه «نتابع بقلق التطورات التي تحدث تباعاً والمتمثلة في تمكين قوى فوضوية «متأسلمة» مناطق كثيرة ذات أهمية إستراتيجية بالغة كمحافظة أبين وبعض المناطق في شبوة ولحج، وأخيراً محافظة عدن، الأمر الذي سيؤدي الى كارثة».
في سياق آخر، تظاهر عشرات الآلاف من اليمنيين، اليوم، في صنعاء رفضاً للحصانة التي منحها البرلمان للرئيس علي عبد الله وللمطالبة بإعدامه. ورفع المتظاهرون شعارات مطالبة بـ«محاكمة السفاح»، في اشارة الى صالح الذي يحكم اليمن منذ 33 عاماً ويفترض ان يترك منصبه الشهر المقبل بعد اجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
ورفض المتظاهرون، الذين انطلقوا من ساحة التغيير بالقرب من جامعة صنعاء، قانون الحصانة، وكانوا ينوون التوجه الى السفارة الاميركية، إلا أن اللجنة التنظيمية و«قوات الفرقة الاولى مدرع» التي يقودها اللواء المنشق علي محسن الاحمر، اجبروهم على تغيير مسارهم والعودة الى ساحة التغيير. وردد المتظاهرون شعارات مثل «واجب علينا واجب اعدام السفاح واجب، و«الشعب اليمني قرر، صالح لازم يعدم».
من جانب آخر، أعلنت السلطات اليمنية أنها قتلت قيادياً في تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» بمحافظة مأرب بشمال شرق اليمن. وقال مصدر امني يمني أنه 'نفذت قوات مكافحة الإرهاب عملية عسكرية ناجحة مساء أمس أسفرت عن مقتل المدعو سعيد حرسان احد كبار قيادات القاعدة والمطلوب للسلطات الأمنية، وذلك على طريق سريع يربط محافظة مأرب بالعاصمة صنعاء' . وأشار المصدر الى ان المواجهات بين عناصر مكافحة الإرهاب والقيادي في القاعدة الذي كان معه مجموعة كبيرة من أنصاره أدت أيضا إلى مقتل جندي وإصابة 3 واعتقال 3 من القاعدة.
(ا ف ب، يو بي آي)