23-01-2012 08:50 PM
كل الاردن -
رفض الفريق محمد الدابي، رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا، الانتقادات الموجهة إلى عمل فريقه وفشله في وقف دوامة العنف التي أدت إلى سقوط آلاف القتلى في البلاد، وقال إن مهمته تقتصر على التأكد من تطبيق الحكومة السورية لبروتوكول الجامعة العربية، وذلك في مؤتمر صحفي يتوقع أن يثير غضب المعارضة التي أعلنت مقتل 23 شخصاً برصاص الأمن، بينما زادت أوروبا من عقوباتها.
من جانبها، أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا مقتل 23 شخصاً برصاص الأمن، بينهم ثمانية في إدلب، وخمسة في درعا وستة في حمص، إلى جانب قتيلين في ريف دمشق وقتيل في كل من الحسكة والبوكمال.
وبالعودة إلى الدابي، فقد قال في المؤتمر الصحفي الذي عقده بالعاصمة المصرية القاهرة، إن التقرير المقدم من قبل بعثته إلى الجامعة العربية 'موضوعي،' مضيفاً أن وتيرة العنف خفت شيئا فشيئا منذ بدء المهمة.
وأضاف الضابط السوداني الذي يتولى قيادة البعثة منذ قرابة الشهر أن مهمة البعثة ليست التحقيق في الأحداث بل التأكد من تنفيذ سوريا لبروتوكول الجامعة العربية الذي ينص على إنهاء المظاهر المسلحة وإطلاق المعتقلين.
واعتبر الدابي أن التقرير المقدم للجامعة ليس من إعداده الشخصي، بل هو نتاج عمل الفريق بأكمله، واعتبر أن المراقبين 'نقلوا الصورة الحقيقية للوضع' على الأرض.
ورأى الدابي أن انتشار المراقبين ساهم في الحد من وتيرة العنف، وأضاف أن عملية استهداف المظاهرات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد قد تراجعت، الأمر الذي يتناقض مع تصريحات المعارضة السورية التي تشير إلى تفاقم العنف بمواجهة الاحتجاجات منذ وصول البعثة العربية.
وبحسب الدابي، فإن بعض المناطق، مثل حمص وحماة، مازالت تشهد بعض الاحتكاكات، لكنه وصفها بأنها 'غير مباشرة،' واعتبر أن منطقة إدلب تشهد ما وصفه بـ'تطور جديد في الآونة الأخيرة عبر وقوع تفجيرات غير مقبولة لا عربيا ولا إقليميا ولا دوليا لأنها طالت مؤسسات مدنية ومنشآت خدمية وحافلات،' على حد تعبيره.
وتطرق إلى موضوع المعتقلين، وقال إن الأرقام التي تتحدث عن المعارضة 'بحاجة للتيقن من صحتها،' قبل أن يتنقل للحديث عن مراسيم العفو التي أصدرها الأسد، والتي قال إن الحكومة السورية أفادت أنها أفرجت بموجبها عن 4035 شخصا.
وقال الدابي أنه لا توجد قيود من قبل الحكومة السورية على حركة أفراد بعثة، كما نفى أن يكون مطلوبا للعدالة سواء في السودان أو الأمم المتحدة أو المحكمة الجنائية الدولية، بعد أن اتهمته أوساط في المعارضة بالضلوع بملف دارفور، كما اعتبر أن سوريا سحبت كل الآليات العسكرية الثقيلة من داخل المدن ومناطق التوتر.
ومن الأمور التي قد تثير غضب المعارضة السورية حيال الدابي وتقريره إشارته إلى وجود مجموعات مسلحة تطلق النار على مراكز حكومية ما يضطر نقاط المراقبة للرد عليهم. إلى جانب إشارته لوجود ما وصفها بـ'الكثير من البلاغات الكاذبة' التي كانت تصل للبعثة.
وكان حمد بن جاسم، رئيس الوزراء القطري، قد أشار بختام اجتماع وزراء الخارجية العرب الأحد إلى أن 'استخدام السلطة للعنف أدى إلى أن يتسلح الناس للدفاع المشروع عن النفس،' بينما تقول السلطات السورية إنها تواجه من تصفها بـ'المجموعات الإرهابية المسلحة.'
عقوبات أوروبية جديدة.
من جانبه، فرض الاتحاد الأوروبي حزمة عقوبات جديدة على 22 شخصية سورية بتهمة الضلوع في نشاطات تنتهك حقوق الإنسان، كما شمل القرار ثماني مؤسسات اتهمها الاتحاد بتقديم الدعم المالي للنظام.
وقالت كاثين أشتون، الممثلة العليا للشؤون الخارجية الأوروبية: 'قرار اليوم سيضع المزيد من الضغط على أولئك الذين يتحملون مسؤولية القمع والعنف غير المقبول في سوريا، رسالة الاتحاد الأوروبي واضحة وهي تشير إلى ضرورة وقف العنف على الفور وسنواصل فعل كل ما بوسعنا لمساعدة الشعب السوري للتوصل إلى حقوقه المشروعة.'
(سي ان ان)