أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025


(39) حالة انتحار العام الماضي و10 حالات هذا العام في الاردن
27-01-2012 11:38 PM
كل الاردن -
حرّمت فتوى صادرة عن دائرة الافتاء العام الانتحار باعتباره من اكبر الكبائر بعد الشرك بالله الا ان الانسان ورغم وعيه لهذا الامر ما زال يلجأ الى الانتحار من اجل الخلاص من حياته لاسباب كالفقر وضيق العيش والبطالة-هذا على الصعيد الاجتماعي -فبعد اشعال بوعزيزي النارفي نفسه لتهب الثورة التونسية اصبح الانتحار يشكل حالة سياسية اجتماعية  لدى الكثيرين.
مواقع التواصل الاجتماعي على تويتر والفيس بوك وما تناقلته من تعليقات كان لها دور في ربط ما حدث في تونس مع حادثة اضرام المواطن احمد المطارنة النار بنفسه وتشبيهه بمحمد بو عزيزي اضافة الى اثنين اخرين بينت التقارير انهما يعانيان من مرض نفسي .
محليا الاردن اعتاد ان يشهد سنويا معدلات متفاوتة من حالات انتحار الا ان تأثر المواطن بالربيع العربي دفعه لربط هذه الانتحارات سياسيا اجتماعيا.
ومنذ مطلع العام الحالي سجلت اكثر من 10 حالات انتحار ومحاولات اضرام النار بالنفس والشنق وتناول جرعات زائدة من الادوية حالتان منهما ثبتا ان دافعهما مرض نفسي اما المطارنة الذي اقدم على الانتحار 3 مرات  لعجزه عن تأمين حياة كريمة لابنائه الـ  15 .
ووفق احصائيات رسمية صادرة عن ادارة المعلومات والمعلومات الجنائية شهد العام الماضي 39 حالة انتحار نتج عنها وفاة من بينها 9 غير اردنيين اما محاولات الانتحار فقد بلغت 301 فيما سجلت 49 حالة وفاة بسبب الانتحار في العام 2010 من بينها 10 غير اردنيين اما محاولات الانتحار فقد بلغت 391 حالة.
وارجعت الادارة اسباب الانتحار المسجلة رسميا في قيودها الى خلافات عائلية أو شخصية ,مرض نفسي أو عضوي ,تحت تأثير مسكن أو مخدر ودوافع عاطفية والشعور بالفشل والاحباط.وعادة ما تتم احالة محاول ' الانتحار' الى الحاكم الاداري الذي بدوره يقوم بأخذ تعهد بعدم تكرار المحاولة.
هل أصبح الانتحار حالة للتعبير السياسي?
ويبقى السؤال المطروح مع تداول أخبار الانتحار بشكل كبير مؤخرا هل اصبح الانتحار لدينا يشكل حالة للتعبير السياسي وحالة احتجاجية?
يرى استاذ الدراسات الديموغرافية والاجتماع في الجامعة الاردنية د.عيسى المصاروة ان 'جميع المشكلات (وهي بالمناسبة واحدة من مجموعات الظواهر الاجتماعية) التي تواجه الناس هي مشكلات اجتماعية لأنها ناشئة أصلاً عن عمليات ونظم اجتماعية (وهذه ظواهر اجتماعية أخرى) هي صنع الجماعات البشرية كنظام الأسرة والنظام السياسي والنظام الاقتصادي والنظام التعليمي'
ويتابع المصاروة 'فيما يعتبر علماء النفس الانتحار يعود لامراض نفسية خاصة بالفرد يعزي مؤسس علم الاجتماع الحديث إميل دوركايم  ظاهرة الانتحار في كتابه الذي سماه 'الانتحار'إلى ظاهرة اجتماعية أخرى وهي 'التضامن أو التماسك الاجتماعي' .ويرى دوركايم في نظريته أن التماسك الاجتماعي القوي بين الفرد والجماعة أو الجماعات (الأسرة, الحزب, القومية, الوطن) التي ينتمي إليها وولائه الشديد لها بفعل تنشئته يدفعه إلى الانتحار من أجل هذه الجماعات (لذلك يسمى الذين ينتحرون من أجل قضايا أوطانهم شهداء كما فعل الانتحاريون اليابانيون في الحرب العالمية الثانية وكما يفعل الاستشهاديون الفلسطينيون اليوم وكما فعل التونسي بوعزيزي) لأن لديهم تضامن. وولاء قوي نحو قضايا وطنهم وأمتهم وليسوا مرضى نفسيين كما يرى علماء النفس'
وقال المصاروة ' بالمثل ينتحر الطلبة الذين يفشلون في الامتحان لأن عندهم ولاء لأسرهم التي خيبوا آمالها بفشلهم, وكذلك تنتحر الفتيات (والفتيان أيضاً) اللواتي قمن بفعل مخجل يستحين منه أمام أسرهن ومعارفهن وغيرها من الجماعات التي ينتمين إليها, إذ ان لديهن ولاء وإيثار لأسرهن أي تماسك اجتماعي قوي' واضاف'وكذلك يفعل القادة العسكريون الذين يخسرون الحرب والساسة الكبار والصغار عند ارتكاب فضائح مالية أو جنسية يخجلون منها, هل كل هؤلاء مرضى نفسانيون? أم أن تماسكهم وولاءهم لقيم الجماعات التي ينتمون إليها كان ما دفعهم إلى الانتحار'.
وتابع 'هذا ما يفعله قلة من المشاركين في ثورات الربيع العربي الذي ينتظر الكل زهره وثمره أم أن هذا لن يحصل وأن كل ما حصل هو انتقال السلطة من يد إلى يد بينما تبقى المشكلات الاجتماعية على حالها'.

مطالبات بدراسة أسباب الانتحار
ويبدو ان الربيع العربي الاردني جاب شوارع وسط البلد طوال 12 شهرا تزعمتها قيادات حزبية وابرزها الاسلاميون طالبوا فيها بتحسين الوضع المعيشي للمواطن وكان ابرز هؤلاء القيادات أمين عام حزب جبهة العمل الاسلامي حمزة منصور الذي حمّل الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني مسؤولية دراسة الاسباب وراء الانتحار.
واكد منصور ل¯ »العرب اليوم« عدم حديثه بفتوى كونه ليس مفتيا والفتوى لاهل الاختصاص لكنه قال  'شيء مؤسف ومؤلم جدا ان يضطر الانسان الى وضع نهاية لحياته وهذا يقتضي دراسة كل حالة بحالتها والوقوف على الظروف التي دفعت الى هذا الفعل بالتأكيد ان هنالك اسبابا سياسية وبعضها اقتصادية واجتماعية وثقافية ولذلك الحكومة مطالبة- ومؤسسات المجتمع المدني ايضا -بدراسة هذه الظاهرة الخطيرة للوقوف على اسبابها ووضع حد لها ومعالجتها قبل ان تستفحل أكثر فأكثر'
وردا على سؤال ان كان الفساد والفقر والبطالة أسباب تدفع الانسان لاضرام النار بنفسه بقصد الانتحار قال 'اتوقع سببا ثقافيا يرجع بذلك ولو كان هنالك قيام بالواجب من قبل المؤسسات الدينية لفكر الانسان مليون مرة قبل ان يقدم على هذا العمل ولو كان هنالك عدالة اجتماعية واقتصادية بحيث يشعر المرء بالكفاية ولا يقع تحت مطالب عائلية قبل ان يقدم على هذا العمل لو كان هنالك حريات واسعة بحيث يستمع للمتظلم وتدرس حالته جديا وسريعا لفكر كثيرا قبل ان يقدم على هذه الفعلة'.
لكن هل ساهمت نشر اخبار الانتحار على المواقع الالكترونية في ركوب البعض للموجة?يقول مدير تحرير عمون باسل العكور 'لا اظن ان هناك اي علاقة من اي نوع بين الصحافة الالكترونية واتساع دائرة المنتحرين'

حالات انتحار
يشار الى انه قبل عدة اسابيع اصيب وليد ا.م بحروق من الدرجة الثانية ادخلته العناية المركزة بعد اشعال النار بنفسه دون معرفة السبب الحقيقي باستثناء ما صرح به شقيقه بانه يعاني من انفصام بالشخصية.
واكد شقيق وليد ويدعى وائل ان شقيقه  يعاني من مرض نفسي - انفصام بالشخصية -كان يتعالج بالمركز الوطني للصحة النفسية والعقلية عام 1999 وبعد خروجه اصبح يعيش وحده في منزل عائلته فهو قادر على العيش لوحده ويستطيع تدبر امور نفسه.وزاد' 'تفاجأنا بالذي حدث وتبلغنا عن طريق الجيران '
وقبل 3 اسابيع  شهد حي نزال حادث مماثلاً لرجل خمسيني اضرم النار بنفسه وكان يحمل تقارير طبية تثبت انه يعاني من مرض نفسي.
وفي حالة اخرى اصيب شاب يبلغ من العمر   34 عاما بحروق بسيطة جراء حرق 'شعر الصدر' بعد ان اشعل النار بنفسه في مدينة الهاشمية بالزرقاء دفعت بعائلته الى اطفاء النار ونقله الى المستشفى.
وفي التفاصيل تبين ان الشاب يعاني من مرض نفسي ومن المراجعين للمركز الوطني للصحة النفسية وكلما خرج من المستشفى وعاد لعائلته كان يتسبب بمشاكل لها الا انه هدد عائلته بحرق نفسه وسكب مادة قابلة للاشتعال على نفسه واشعل النار الا ان عائلته اخمدت النار على الفور ونقلته للمستشفى.

الامراض المصاحبة للمنتحرين
ويذكر ان مرضى نفسيين يعانون اضطرابات وامراض عقلية يعمدون الى ايذاء انفسهم ومنهم نزلاء سابقون في مستشفى الامراض النفسية وفق ما اشارت اليه عدة بيانات رسمية صادرة عن مديرية الامن العام في الآونة الأخيرة.
يقول مدير مركز الكرامة للتأهيل النفسي التابع لمستشفى المركز الوطني للصحة النفسية والعقلية د. لؤي صقر 'ان ايذاء النفس بقصد الانتحار أو ايذاء الاخرين يعتبر في قمة الطوارئ بالنسبة للامراض النفسية ويجب التعامل مع هذه الحالات بجدية وبسرعة وبمستوى عال من المهنية الطبية لما في ذلك من انعكاسات سلبية على المريض وأهله والمجتمع ككل'.
واوضح أن 'اي مريض يتعالج من اي مرض نفسي سواء في المركز الوطني للصحة النفسية أو في احدى عياداتها المنتشرة في جميع محافظات المملكة ومستشفياتها لديه تقرير بمرضه النفسي لكن هناك فئة من الاهالي يتركون ابناءهم في الشوارع بدون رعاية اسرية وذلك لعدة أسباب تتعلق بالاهل منها كبر سن الوالدين وانشغال الاخوة بأعمالهم أو وفاة الوالدين أو الاقارب من الدرجة الاولى والى غير ذلك'
وتابع حديثه بالقول ' في حال اقدم المريض على ايذاء الاخرين أو ايذاء نفسه بقصد الانتحار وتتم ادخاله الى المستشفى للعلاج حتى تختفي الرغبة في الانتحار مهما طالت المدة ويتم متابعته بعد الخروج من المستشفى  وبالتعاون الوثيق من قبل الاهل'. 
ونوه ان 'الامراض التى يكون اصحابها عرضة للانتحار هي الاكتئاب الكبير الذي يتميز بتدني المزاج وعدم المتعة في الحياة وعدم الامل في المستقبل وعدم الرضا عن الحاضر وان كان جيدا مع وجود نظرة تشاؤمية لجميع مناحي الحياة ووجود افكار انتحارية'
اما المرض الثاني -وفق صقر -فهو 'الهوس الاكتئابي الذي يتميز عن الاكتئاب الكبير بوجود  فترات من الزهو اي ارتفاع المزاج والنشاط الزائد والرضا عن الحاضر والتفاؤل بالمستقبل ويكون الانتحار في مثل هذه الحالة لان المريض يعتقد انه افضل من الناس وأنهم لا يستحقونه أو أنه يجب ان يعيش في عالم افضل أو نتيجة مشاكل مادية أو اجتماعية نتيجة النشاط الزائد وغير المنتظم بالاعراف الاجتماعية'
وزاد 'والمرض الثالث هو الفصام العقلي ويكون الانتحار ناتجا اما عن هلوسات سمعية تأمره بالانتحار أو عن عدم تقدير الامور بشكل صحيح كأن لا يقدر أن القفز من الطابق الرابع خطير يؤدي الى الموت فيقفز معتقدا انه يستطيع فعل ذلك أوان يشعل النار في أماكن خطرة مثل وجود اسطوانة غاز مفتوحة أو وجود مواد سريعة الاشتعال دون اخذ احتياطات لازمة أو ان ينام والمدفئة مشتعلة أو ينام والسيجارة مشتعلة في يده فتسقط على الفراش فيحترق ويكون الانتحار لدى هؤلاء المرضى الحاصلين على شهادات علمية'
وتابع حديثه بالقول' وبعد العلاج من الحالة يشعر المريض بتدهور حالته فيصاب باكتئاب ما بعد الفصام ويقدم على الانتحار وتعتبر هذه الفترة الأخطر بالنسبة لمريض الفصام العقلي وهذه من أهم الامراض التي يقدم فيها المريض على الانتحار علما بان النسب العالمية للانتحار للفصام العقلي حوالي 10% من الحالات وتصل الى 17% للاكتئاب الكبير والهوس الاكتئابي وفي جميع الاحوال يجب متابعة هؤلاء المرضى والعناية بهم من قبل الاهل بعد خروجهم من المستشفى' .
 
(العرب اليوم)
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012