31-01-2012 05:07 PM
كل الاردن -
أحذر نائب الرئيس العراقي، طارق الهاشمي، من احتمال انزلاق البلاد مجدداً إلى صراع طائفي طاحن يستدعي عودة القوات الأمريكية لتهدئة الأوضاع فيه، وحمّل رئيس الوزراء، نوري المالكي، مسؤولية ما يجري حالياً، وذلك في مقابلة خاصة مع قناة الـ CNN في أربيل، التي يتواجد فيها منذ صدور مذكرة توقيف بحقه على خلفية اتهامات بالضلوع في قضايا على صلة بالإرهاب.
وقال الهاشمي: 'المالكي يقود بلدنا باتجاه نقطة تحول فيها الكثير من الأبعاد الطائفية،' مبدياً خشيته من أن تضطر الولايات المتحدة إلى مواجهة أوضاع في العراق 'شبيهة بالمشاكل التي كانت موجودة عام 2003،' عند بداية التدخل العسكري الذي أدى لإسقاط نظام الرئيس الراحل، صدام حسين، وما أعقبه من صدامات مذهبية بين السنة والشيعة.
واستغرب الهاشمي قيام الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بوصف العراق بأنه 'دولة مستقرة وحر وديمقراطي،' وأضاف: 'ما شكل العراق الذي نتحدث عنه؟ كيف يمكن للأمريكيين أن يشعروا بالفخر؟ كيف ستبرر الإدارة الأمريكية لدافعي الضرائب بالولايات المتحدة إنفاق المليارات في العراق ومن ثم القول لهم بإن واشنطن لا تمتلك ما يكفي من النفوذ لإصلاح الأوضاع بذلك البلد؟'
واعتبر الهاشمي أن الوضع في العراق قد لا يضر بمسار الانتخابات الرئاسية الأمريكية هذا العام، ولكنه قد يؤدي بالمحصلة العامة إلى الإضرار بالمصالح الأمريكية في المنطقة، داعياً واشنطن إلى التنبه بجدية لهذا الأمر، خاصة وأن مستقبل العراق 'يبدو مظلماً،' على حد تعبيره.
وأنكر الهاشمي صحة التهم الموجهة إليه بدعم عمليات إرهابية، وقال إن المالكي أبقاه في منزله لمدة ثلاثة أشهر، كما حاصر عناصر حمايته، قبل أن يتمكن هو في وقت لاحق من مغادرة بغداد.
وتابع الهاشمي، الذي ترفض حكومة إقليم كردستان طلب تسليمه إلى بغداد: 'بقيت صابراً على أمل أن يتصرف المالكي بعقلانية، ولكن الأمور تفاقمت.'
ولدى سؤاله عن موقفه حيال وصف المالكي له بأنه ديكتاتور، قال الهاشمي: 'ما هو الوصف الذي يمكنني أن أعطيه لهذا الدمج الحقيقي والخطير للسلطات؟ ماذا يمكن أن يقول المواطن العراقي أو الأمريكي إذا كان رئيس الوزراء هو أيضاً القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والداخلية ورئيس الأمن الوطني؟'
وكان القضاء العراقي قد أصدر قبل أسابيع مذكرة توقيف بحق الهاشمي، بعد أيام من قيام كتلة 'العراقية' التي تحظى بدعم واسع من السنة، بإعلان مقاطعتها لجلسات البرلمان والحكومة، بحجة التعامل معها بشكل إقصائي في العملية السياسية، قبل أن تعود الأحد لحضور جلسات البرلمان 'كبادرة حسن نية.'
وسبق ذلك قيام وزارة الداخلية العراقية بعرض تسجيل لمجموعة من الأشخاص الذين عرفوا عن أنفسهم بأنهم من عناصر حراسة لدى الهاشمي، وقالوا إنهم قاموا في عدة مناسبات بتنفيذ تفجيرات بأوامر منه.
وقال أحد الذين ظهروا في الشريط إنه قام بتنفيذ عمليات اغتيال باستخدام مسدسات كاتمة للصوت وقنابل مزروعة على جوانب الطرق، مضيفاً أن الأوامر أتت من الهاشمي مباشر عبر مدير مكتبه.
يشار إلى أن ثلاثة من عناصر حماية الهاشمي كانوا قد اعتقلوا مطلع شهر يناير/ كانون الثاني، وخلال الأيام الماضية أعرب مكتب نائب الرئيس العراقي عدة مرات عن خشيته من إمكانية الضغط عليهم لدفعهم إلى الإدلاء باعترافات مزيفة.
(سي ان ان)