02-02-2012 08:06 AM
كل الاردن -
د. رحيّل غرايبة
هناك فريق واحد يستطيع وقف التدخل الأجنبي الخارجي, وفريق واحد يستطيع وقف حمام الدم في سورية, أو يملك اليد الطولى دون مبالغة, هو النظام الذي يملك جميع الأوراق, ويملك الجيش والشرطة, ويملك الأمن والمخابرات, ويملك المال والمؤسسات, والعلاقات والاتصالات والمعلومات.. ويملك جميع الأوراق والخيوط.
فبعد مضيّ عام على انتفاضة الشعب السوري, وقتل ما يزيد على خمسة آلاف الى ستة آلاف مواطن وعسكري, وبعد تطور الأمور نحو التعقيد والارتباك بدخول الشبيحة, والعصابات ودخول أناس وأسلحة من خارج الحدود, وحدوث انشقاقات في صفوف الجيش وقوات الأمن, وتشكيل ما يعرف بجيش سورية الحر, كل ذلك يتجه بالقضية السورية الى مستقبل مجهول وغير آمن, وفي ظل عدم تدخل العالم الخارجي حتى هذه اللحظة, كما حدث في ليبيا, لأسباب كثيرة ربما تكون محلاً للاختلاف.
لكن ما قاله وزير الخارجية السوري "وليد المعلم" منذ الأيام الأولى لاندلاع الانتفاضة: "اطمئنوا لن يحدث تدخل خارجي في سورية, ولن يحدث هنا ما حدث في ليبيا, والسبب بسيط ومعروف أننا ليس عندنا نفط في سورية", على كل حال وبغض النظر إن كانت مقولة "المعلّم" صحيحة 100% أو لم تكن, فإنّه من الضروري عدم الاعتماد عليها بأنها مسلمّة تسمح للنظام في سورية أن يتخذ قراره بالحسم العسكري وبالقوة, لأنّ من شأن هذا الخيار هو (خسران الشعب السوري أولاً), وخسران الوطن والدولة بالإضافة إلى النظام, ومن ثم عدم القدرة على إخماد الثورة, لان ثورات الشعوب تزيد برصيد الدم وكثرة القتل وشدة العنف المضاد.
الحل: أن يدرك النظام السوري أن سورية والعالم العربي كله أمام مرحلة جديدة حتمية, مختلفة تماماً, ولا يمكن الاستمرار بالوضع السابق حتى لو استعمل "الروس" الفيتو, وأن يعمد بعد الإدراك الى الحيلولة دون تدخل دولي آو أجنبي, عن طريق الحسم بإعادة السلطة للشعب, بالتعاون مع الجامعة العربية, بتشكيل إدارة مؤقتة محايدة تشرف على الإعداد لانتخابات مجلس تأسيسي, يمثل الشعب السوري بكل مكوناته لوضع دستور جديد وتشريعات للمرحلة القادمة; من أجل إعادة إنتاج دولة سورية الجديدة, كليّاً دستوراً وإدارة ومنهجية وإيجاد سلطة منتخبة تدير البلاد دون احتكار للنفوذ ودون استبعاد لأي مكون من مكونات الشعب السوري.
القيام بهذه الخطوة حق أصيل للشعب السوري بلا خلاف ولا يحتاج إلى نقاش, دون فوضى في الاتهامات, ودون نسج المؤامرات, ولا المهارة في إخراج الحبكات.
rohileghrb@yahoo.com