أضف إلى المفضلة
الجمعة , 10 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
بحث
الجمعة , 10 كانون الثاني/يناير 2025


وقف التدخل الأجنبي في سورية
02-02-2012 08:06 AM
كل الاردن -

 
alt

د. رحيّل غرايبة

هناك فريق واحد يستطيع وقف التدخل الأجنبي الخارجي, وفريق واحد يستطيع وقف حمام الدم في سورية, أو يملك اليد الطولى دون مبالغة, هو النظام الذي يملك جميع الأوراق, ويملك الجيش والشرطة, ويملك الأمن والمخابرات, ويملك المال والمؤسسات, والعلاقات والاتصالات والمعلومات.. ويملك جميع الأوراق والخيوط.

فبعد مضيّ عام على انتفاضة الشعب السوري, وقتل ما يزيد على خمسة آلاف الى ستة آلاف مواطن وعسكري, وبعد تطور الأمور نحو التعقيد والارتباك بدخول الشبيحة, والعصابات ودخول أناس وأسلحة من خارج الحدود, وحدوث انشقاقات في صفوف الجيش وقوات الأمن, وتشكيل ما يعرف بجيش سورية الحر, كل ذلك يتجه بالقضية السورية الى مستقبل مجهول وغير آمن, وفي ظل عدم تدخل العالم الخارجي حتى هذه اللحظة, كما حدث في ليبيا, لأسباب كثيرة ربما تكون محلاً للاختلاف.

لكن ما قاله وزير الخارجية السوري "وليد المعلم" منذ الأيام الأولى لاندلاع الانتفاضة: "اطمئنوا لن يحدث تدخل خارجي في سورية, ولن يحدث هنا ما حدث في ليبيا, والسبب بسيط ومعروف أننا ليس عندنا نفط في سورية", على كل حال وبغض النظر إن كانت مقولة "المعلّم" صحيحة 100% أو لم تكن, فإنّه من الضروري عدم الاعتماد عليها بأنها مسلمّة تسمح للنظام في سورية أن يتخذ قراره بالحسم العسكري وبالقوة, لأنّ من شأن هذا الخيار هو (خسران الشعب السوري أولاً), وخسران الوطن والدولة بالإضافة إلى النظام, ومن ثم عدم القدرة على إخماد الثورة, لان ثورات الشعوب تزيد برصيد الدم وكثرة القتل وشدة العنف المضاد.

الحل: أن يدرك النظام السوري أن سورية والعالم العربي كله أمام مرحلة جديدة حتمية, مختلفة تماماً, ولا يمكن الاستمرار بالوضع السابق حتى لو استعمل "الروس" الفيتو, وأن يعمد بعد الإدراك الى الحيلولة دون تدخل دولي آو أجنبي, عن طريق الحسم بإعادة السلطة للشعب, بالتعاون مع الجامعة العربية, بتشكيل إدارة مؤقتة محايدة تشرف على الإعداد لانتخابات مجلس تأسيسي, يمثل الشعب السوري بكل مكوناته لوضع دستور جديد وتشريعات للمرحلة القادمة; من أجل إعادة إنتاج دولة سورية الجديدة, كليّاً دستوراً وإدارة ومنهجية وإيجاد سلطة منتخبة تدير البلاد دون احتكار للنفوذ ودون استبعاد لأي مكون من مكونات الشعب السوري.

القيام بهذه الخطوة حق أصيل للشعب السوري بلا خلاف ولا يحتاج إلى نقاش, دون فوضى في الاتهامات, ودون نسج المؤامرات, ولا المهارة في إخراج الحبكات.

rohileghrb@yahoo.com

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
02-02-2012 03:45 PM

مع كل ادانتي لكافة ما يعانيه الشعب السوري الشقيق من اشكال القمع والتنكيل وتعاطفي معه ودعائي بان يفرج الله عنه همه الا انه من احدى تفسيرات ما يجري من وجهة نظر الاقتصاد السياسي انها احدى محطات الصراع بين الراسمالية السوداء وباقي من تبقى من النظم المركزية ذوات الاقتصاد المخطط المغلق والمستعصي على المرابين الدوليين .
فكيف يمكن ان نصف سوريا كدولة غير مدينة للبنك الدولي ولا لبنك باريس ولندن وغيرهم من المرابين الدوليين ؟! وكيف يمكن وصف الليرة السورية كعملة غير مرهونة للدولار ولا تستمد قيمتها منه ومن باقي سلة العملات والمهملات ؟
وكيف يمكن وصف الاقتصاد السوري مكتفيا غذائيا ودوائيا وكسائيا وطاقة بعيدا عن غيلان الاحتكار العالمية وسماسرة البورصة والخدمات ؟
و كيف يمكن وصف دولة تعاني من 10 اشهر من هجمة اعلامية ومخابراتية هوجاء وما زال اقتصادها وعملتها وجيشها وشعبها وسفراؤها عبر العالم متماسكون ؟
ومن جهة اخرى كيف هبط كل هذا الحنان فجاة من امريكا ( ابادت 1.5 مليون عراقي ) وبريطانيا ( تهجير شعب فلسطين واحلال اليهود مكانهم ) وفرنسا ( ابادة مليون جزائري ) على الشعب السوري ؟ الا يتباكى هؤلاء الذئاب على المدنيين السوريين بينما يخططون لتدمير سوريا كدولة .
الا ترتدي الراسمالية تارة قناعا دينيا وتارة اخرى وطنيا او قوميا بينما تتمترس خلف الدين والقومية والوطنية لخدمة اهدافها وتحقيق التراكم المنشود لارباب راس المال والمرابين الدوليين ؟

2) تعليق بواسطة :
03-02-2012 10:45 AM

يستمر الاسلام السياسي في تقديم اطروحته حول المسالة السورية بالاتهام المباشر للنظام السوري ومنح البراءة لباقي الاطراف الخارجيةمن تركية وفرنسية وبريطانيةوالمانية وامريكيةوهذه المجموعة الدولية بشكل خاص تعرف منذ البداية ان تكرار السيناريو الليبي بات مستحيلا وان التجاوز على قرارات دولية وممارسة الغزو كما حصل للعراق لن يتكرر مرة اخرى ولذلك تم اعادة الاعتبار لشعار - الفتنمة - والذي تم تطبيقه في فيتنام قبل الهزيمة الامريكية حيث تم ترك المجال لفيتنام الجنوبية ان تقاتل الشمالية حتى لا تزداد الخسائر الامريكية وهنا وفي المسالة السورية يمكن استخدام مصطلح - العربنة - حيث جرى تزويد وتهيئة مسلحين سوريين للقتال والمساعدات امتدت من جعجع والحريري مرورا ببعض دول الخليج وعلى راسهم قطر وكذلك من ليبيا التي يحكمها الناتو ثروة وارادة والسوءال للدكتور الغرايبة ان كان حقا ينكر الموءامرة على سوريا ولماذا لا يحدثنا على الاقل عن قناعاته حول الدور القطري خاصة ام ان دول الخليج تمثل خطا احمر لللاسلام السياسي اما عن استمرار تشكيكه بما قاله المعلم عن عدم وجود البترول كذريعة للتدخل الاجنبي فبالاضافة لما اورده السيد علوان في التعليق السابق اريد ان اضيف ما حدث في رواندافي العام 1994 حين تم قتل مليون مواطن من قبيلة التوتسي دون ان يتحرك المجتمع الدولي لحماية المدنيين والعكس جرى في ليبيا ويامل العربان تكراره في سوريا التي لا يوجد بها بترول حالها حال رواندا في هذا الجانب وشكرا للموقع

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012