أضف إلى المفضلة
الجمعة , 10 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
بحث
الجمعة , 10 كانون الثاني/يناير 2025


الطريق إلى مكة
02-02-2012 08:09 AM
كل الاردن -

alt
 ماهر ابو طير

 
بين يدّي كتاب أنهيت قراءته للتو، كتاب رائع وممتع، تكاد ان تعيد قراءته مرات ومرات، لما فيه من عظمة وجماليات وقصة تستحق ان تُرّوى، قصة تمزج بين الانسانيات والذكريات والدين، شغف وعقل ومغامرة، خيال وواقع.

الكتاب: الطريق إلى مكة وكاتبه النمساوي: ليوبولد فايس الذي كان يهودياً، و أعلن إسلامه بعد تأنٍ وصبر وٍصبح اسمه "محمد اسد".

الكتاب يقترب من حدود الستمئة صفحة بالعربية، ومترجم الى عدة لغات، ويروي فيه محمد اسد المولود عام 1900 قصة اسلامه، وتنقله في الجزيرة العربية والأردن ومصر وفلسطين وسوريا وافغانستان وايران وتركيا واوروبا.

قصة رجل عظيم عمل صحفياً، وتمرّد على بيئته الغربية، وجاء الى الشرق، وتعرف الى بعض ملوكه، وعاش في الصحراء، وانتقل على الجمال، من بلد الى بلد.

ساند الثورة الليبية،والتقى عمر المختار، قصة رجل اقترب من الاسلام تدريجياً، حتى أعلن اسلامه في نهاية المطاف،وحج مرات ومرات، قصة رجل يُقدم رؤية فلسفية جديدة للاسلام وحتى لرمزية الكعبة ومغزاها.

تتأثر بشدة وانت تقرأ الكتاب لانك تكتشف ان غيرك يقترب من الاسلام بصيغته الحقيقة بعيداً عن نسخ التطرف او التعصب او سوء الفهم، او الاختلافات في المناهج والتفسيرات التي تؤدي الى الاساءة الى سمعة الاسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم اساساً.

يقرأ القرآن الكريم بعد ان اجاد العربية ويقول ان هذا الكلام ليس كلام رجل ، ليس كلام محمد صلى الله عليه وسلم،هذا كلام من هو اعظم، فيدخل الاسلام في نهاية المطاف.

يروي في كتابه بأسلوب رشيق قصة حياته، مغامراته الصحفية، في دول العالم،معاناته المالية،مشاكله العقائدية،خلافاته مع والده اليهودي،زواجه،علاقاته بملك الاردن المؤسس عبدالله الاول،علاقاته بملك السعودية المؤسس عبدالعزيز بن سعود.

مغامراته في الصحراء وعيشه بين البدو العرب،وقيمهم العظيمة،ويقدم رؤية للعرب قائمة على الانصاف ورفع الظلم القائم على سمعتهم.

محمد أسد ولد في الإمبراطورية النمساوية الهنجارية عام 1900،وتوفي في إسبانيا عام 1992م،وهو ايضاً مفكر ولغوي وناقد اجتماعي ومصلح ومترجم ودبلوماسي ورحالة درس الفلسفة في جامعة فيينا وحصل على الجنسية الباكستانية.

تولى عدة مناصب منها منصب مبعوث باكستان إلى الأمم المتحدة في نيويورك،وطاف العالم، ثم استقر في إسبانيا وتوفي فيها ودفن في غرناطة،ويعتبر محمد أسد أحد أكثر مسلمي أوروبا في القرن العشرين تأثيراً.

يروي ذكرياته في القدس،وكيف دخل في نقاشات مع زعامات يهودية لاجل الشعب الفلسطيني،حتى قبل ان يعلن اسلامه،ويروي لنا كيف تعرض لخطر القتل على يد الاحتلال الايطالي عند الحدود الليبية المصرية؟!.

ثم مغامراته مع رفيق رحلاته العربي الشمّري زيد الذي لايترك سطراً دون الاشارة اليه،وكيف رافقه زيد خلال كل رحلاته،في الصحراء العربية والعالم،عبر السفن والطائرات،وعبر امتطاء الخيل وركوب الجمال؟!.

يروي لك محمد اسد،رؤيا منامية،شوهد فيها وهو يقف ليؤذن فوق المسجد،فيسمعه كل الناس،واذ يكتب كتابه،ويرحل،يترك اثراً كما الاذان في القلب،وكأن الرؤيا بشرّت بكتابه،وماسيتركه الكتاب من اثر في العالم.

يقول للمسلمين اولا ان عليهم ان يعودوا الى دينهم،لانه اكتشف الاسلام،في الوقت الذي ننشغل نحن بتشريح الدين وتقديمه عبر زوايا نقدية تهدم اسسه،فننقلب على الاسلام،فيما يقترب منه غيرنا.

تحزن بشدة لان هذا رجل هرب من ثقافة الغرب الى الاسلام،فيما اغلبنا مفتون بالغرب وثقافته على حساب الاسلام.

كتابه يستحق القراءة،وهو يجعلك تعيد اكتشاف الاسلام بطريقة جديدة،طريقة مختلفة،غير القوالب الجامدة،وغير الشعور بالهوان،وغير الشعور بأن هذه امة مسلوبة لاقيمة لها في هذا العالم،وغير القراءة التقليدية للنص والموروث.

يخط حروفه،ويؤذن حتى بعد رحيله،فتترّحم على روحه الطاهرة في الارض والسماء.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
02-02-2012 02:00 PM

ونابليون اعلن او كاد اعلان اسلامه وكذلك كان يلمح لورنس ( العربان)وغيرهم من المستشرقين او المتشرقين في بلاد العرب الواسعة . لا اثق بأي غربي لانه في النهاية بدخم المؤسسات الحاكمة في بلاده ونحن دوما ننتظر صلاح دين يأتينا حنى ولو كان اوباما بعد خطاب القاهرة المرحب به دوما. ولكن ننوء ولو للحطة ان نتخذ المبادرة في قيادة انفسنا ، حقا اننا امة لا نزال ضائعة تبحث عن ظل في التاريخ

2) تعليق بواسطة :
02-02-2012 03:32 PM

Leopold Weiss was "Leopold of India" as "Lawrence of Arabia" both claimed what sutes their mission serving the British Empire,,Lawrence managed to turn Arabs and Muslims arms against each other and divide them into states,,so did Leopold turning Indians into Muslims and non Muslims standing against Gandhi supporting Muhammad Ali Jinnah to separate Pakistan , later he was appointed the Ambassador of Pakistan at the united Nations....!!!!.....o

3) تعليق بواسطة :
02-02-2012 03:47 PM

مقال حبه بربع ليرة السابق ذهب بسرعة البرق
والان الطريق الى مكة ... يا أخي ابو طير
الصياد الي بنقز وتنقل كثير عمرة ما بصيد

4) تعليق بواسطة :
03-02-2012 12:19 AM

على مدى قرون طويله ,ميز الصراع الديني طبيعه العلاقه بين اوروبا والعالم الأسلامي . ودائماَ ما كانت الشخصيات السياسيه تتعامل مع هذا التحدي لتذليل العقبات التي تواجهها . حتى أن هولاكو حين غزا الشرق ادرك ذلك وفهم احساس الناس بانتشار الفساد في اواخر ايام الدوله العباسيه وسريان الشعور بين الناس ان غضب الله سوف يحل على الدوله فأستعمل ذلك بذكاء شديد في نشر الشائعات عنه وعن جيشه ,فقد كان يضمن رسائل تهديدة الى حكام الممالك والأقاليم الأسلاميه بعبارات مثل "أنا غضب الله على الأرض يسلطني على من يشاء" أو "حيث يسير جوادي لا ينبت الزرع " وكان لتهديداته آثار مدمرة على الروح المعنويه حينها لأعتقادهم انه الغضب الألهي المنزل ولا قبل لأحد به .

وفي المقابل فحتى العالم المسلم ابو الحسن الوزان تنصًر خلال فترة اسرة في روما لمدة ثماني سنوات وتسمى ب "ليون الأفريقي" ثم عاد الى اسلامه بعد رجوعه الى المغرب .

5) تعليق بواسطة :
03-02-2012 11:45 AM

Napoleons claimed conversion to Islam when ruled Egypt and his speech to Egyptian leaders was about his deep respect for Islam...!!! the same speech with different dates and wordings was said by French president Jack Chirac in front of the Jordanian parlement...!!!! followed by the same base of Napoleon speech with new wordings by Barack Obama in Cairo....!!!!....!!!!...o

6) تعليق بواسطة :
03-02-2012 03:48 PM

انصحك بقرأة كتاب الطريق الى القدس

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012