04-02-2012 08:45 AM
كل الاردن -
عاطف الكيلاني
قال ناصر جودة وزير خارجية الأردن اليوم الخميس إن المملكة سحبت أعضاءها من بعثة المراقبة التابعة للجامعة العربية في سوريا مضيفا ان القرار اتخذ قبل عدة ايام عندما جرى تعليق عمل البعثة.
وقال لرويترز إن الأردن سحب مراقبيه تمشيا مع قرار الجامعة العربية.
وكانت الجامعة قالت يوم السبت إنها علقت عمل بعثتها في سوريا بسبب تصاعد العنف لكنها لم تعلن رسميا بعد انتهاء المهمة" ... والخبر أعلاه عن وكالة رويترز ...
لا أدري لماذا لم يفاجئني هذا القرار الذي أقدمت عليه حكومتنا ( الرشيدة جدا ) ... فقد كنت أتوقع اتخاذه من قبل هذه الحكومة المتخبطة على كافة المستويات ... إذ لا يكفي أن يكون رئيسها القاضي الدولي / عون الخصاونة ، مشهودا له بالكفاءة والنزاهة ونظافة الكف ، لتكون الحكومة برئاسته قادرة على اتخاذ الموقف السياسي السليم المتجاوب مع نبض الشارع الأردني والمحقق للمصلحة الوطنية العليا لبلادنا وشعبنا ...
كل شعبنا الأردنيّ ، بل وكل الشعوب العربية أصبحت تعلم وتدرك وتعي عن يقين لا لبس فيه أن هناك مؤامرة خسيسة ولئيمة تنفذ ضد سورية الشقيقة وشعبها ونظامها السياسي وقيادتها وحاضرها ومستقبلها ... أصبحنا نعلم من يقف وراء التخطيط لهذه المؤامرة من أجهزة عرفت بعداءها التاريخي لدولنا وشعوبنا العربية ... وأصبحنا نعلم أيضا تلك البيادق والأدوات الرخيصة ( العربية أساسا ) ، والتي أوكل اليها تنفيذ تلك المؤامرة ... نعم ... فقد أصبح كل شيء مكشوفا ومعروفا للقاصي والداني ... ومع ذلك نجد حكومتنا ( الرشيدة جدا ) تتخذ هذا الموقف رغم ما تلمسه من تعاطف شعبي أردني مع الشقيقة سورية وشعبها الشقيق ، ورغم انكشاف وتعرية كل أطراف المؤامرة ... بل ورغم التقرير الإيجابي الذي صدر عن بعثة المراقبة وتصريحات نقيب الصحفيين الأردنيين / طارق المومني عما رآه وشاهده ولمسه عن قرب أثناء تواجده في سورية عضوا في بعثة المراقبة العربية ....
ليس لبلادنا ولا لشعبنا مصلحة حقيقية للسير في ركب المتآمرين على سورية وشعبها ... الكل أصبح يتحدث عن صفقة مريبة بين الإدارة الأمريكية وبعض ( إسلاميّي ) الأقطار العربية ، وبالتالي ( ربما ) عن صفقات موازية بين بعض الأنظمة العربية و( إسلاميّيها ) ... ولكن ، من المرفوض ( شعبيا ) أن يكون ( جرّنا ) الى موقف عدائي علني مع سورية ثمنا أو جزءا من صفقة ما بين الحكومة و( الإسلاميين ) ...
إن مواطنتنا الأردنية وانتماءنا القومي وفهمنا لطبيعة الصراع الذي تخوضه سورية الشقيقة ضد عصابات القتلة والمجرمين والعملاء ، تجعلنا نرفع الصوت عاليا رافضين ومستنكرين وشاجبين هذا الموقف غير المبرر ( قوميا وأخلاقيا ) ، والذي كانت بشائره سحب ألأعضاء الأردنيين من بعثة المراقبين العرب ...
أعتقد جازما بأن أوسع القطاعات والشرائح والفئات الشعبية تستنكر هذا الموقف الحكومي ( المتساوق ) مع ما يخططه أعداء سورية وكل العرب ... فهلاّ أعادت حكومة القاضي الدولي النظر في قرارها المتسرّع هذا ؟! ... نرجو ذلك ...