طالب الرئيس الاميركي، باراك اوباما، اليوم، الرئيس السوري بشار الاسد بـ'التنحي'، متهما نظامه بقتل مدنيين في 'هجوم مشين' على مدينة حمص. وقال اوباما في بيان 'على الاسد ان يوقف حملة القتل والجرائم التي يشنها على شعبه حاليا. عليه ان يتنحى ويسمح بانتقال ديموقراطي فورا'. أما وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، فقد ندد، اليوم، باعمال العنف 'المروعة' في حمص، متهما الرئيس بشار الاسد بانه 'بلا رحمة'.
وبناء على ما تداولته وسائل الاعلام، ندد هيغ في بيان بـ'الهجوم على حمص ليل الثالث من شباط/فبراير والذي اوقع مئتي قتيل'، واصفاً تلك الانباء بانها 'مروعة'، ومضيفاً: 'ادين بدون اي لبس استخدام الدبابات ومدافع الهاون والمدفعية في مناطق آهلة بالسكان'.
وقال هيغ ان 'اعمال النظام السوري تنم عن قسوة بلا رحمة من جانب الرئيس الاسد في حين يزداد الضغط الدولي على مجلس الامن من اجل ان يوقف المجزرة في سوريا'، لافتاً إلى أن 'هذا العنف المتزايد يكشف كم انه من المهم ان يدعم مجلس الامن جهود الجامعة العربية من اجل وضع حد للازمة في سوريا'.
وختم هيغ بالقول: 'حان الوقت للاسرة الدولية وعلى الاخص اولئك الذين حموا نظام الاسد حتى الان، لتشدد ضغطها من اجل وضع حد لعشرة اشهر من العنف'.
من ناحية ثانية، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي، الان جوبيه، في بيان اليوم، ان القصف الدامي الذي اوقع اكثر من 200 قتيل في حمص يعني ان السلطات السورية 'خطت خطوة اضافية في التصرف الوحشي'، لافتاً إلى أن 'هذا الانغماس في العنف يؤكد ان على مجلس الامن الدولي ان يخرج بصورة عاجلة عن صمته ليدين مرتكبي هذه الجريمة ويفتح الطريق امام تطبيق الخطة السياسية لجامعة الدول العربية'.
واضاف جوبيه ان 'على المجتمع الدولي ان يعترف ويدعم حق الشعب السوري في الحرية والامن وتقرير مستقبله السياسي'، معتبراً أن 'اولئك الذين يعيقون تبني مثل هذا القرار سيتحملون مسؤولية ثقيلة امام التاريخ'.
كذلك، طالبت جماعة 'الاخوان المسلمين' في سوريا، اليوم، باحالة المسؤولين عن 'المجزرة المروعة التي حصلت في حمص' فجرا الى القضاء الدولي داعية مؤسسات الاغاثة الدولية الى التحرك فورا لانقاذ الجرحى.
وطالب الإخوان، في بيانهم، مجلس الامن الدولي والجامعة العربية 'بلجنة تحقيق دولية لتحديد المسؤولية القانونية والانسانية عن المجزرة المروعة التي حصلت في حمص ليلة الرابع من شباط/ فبراير وتحويل المسؤولين عنها إلى محكمة الجنايات الدولية'.
واضاف البيان، الذي حمل توقيع الناطق الرسمي باسم الاخوان المسلمين في سوريا زهير سالم، 'نطالب الهلال الاحمر والصليب الاحمر الدولي الغائبتين عمليا عن الساحة السورية ان تتحركا فورا لاغاثة الجرحى وعبر حركة عابرة للحدود بعد ان حول بشار الاسد احياء حمص الى ساحة حرب حقيقية وخاض ضد ابنائها حرب ابادة جماعية'.
وكان المجلس الوطني السوري قد اعلن، اليوم، ان قصف الجيش السوري لمدينة حمص، ليل أمس، ادى الى 'سقوط 260 قتيلا ومئات الجرحى'، داعيا روسيا الى ادانة النظام.
في المقابل، نفى التلفزيون السوري الرسمي، اليوم، ان يكون الجيش السوري قد قصف مدينة حمص او دخلها، معتبرا ان بث مثل هذه الانباء يندرج في اطار تصعيد 'للتأثير على مواقف بعض الدول في مجلس الامن الدولي'.
بدورها، أعلنت تونس، اليوم، أنها طردت السفير السوري لديها.
من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، انه من الممكن ان تحدث 'فضيحة أخرى' للولايات المتحدة في مجلس الأمن في حال استطاعت ان تعرض مشروع القرار حول سوريا على التصويت.
وقال لافروف لقناة روسيا 1 إنه 'في حال أرادوا فضيحة أخرى في مجلس الأمن فإننا على الأرجح لن نتمكن من منعهم'، معربا عن أمله بان لا يعرض القرار 'على التصويت لأن تعديلاتنا حيال القرار معروفة'.
وأضاف لافروف أنه أرسل التعديلات الروسية على مشروع القرار الغربي أمس إلى مندوب بلاده في الأمم المتحدة 'ليوزعها على شركائنا'، مؤكدا ان 'عقلانية وموضوعية هذه التعديلات لا يجوز ان تبعث الشكوك لدى احد.. أتمنى ألا يتغلب الرأي المسبق على التفكير العقلاني'.
أمنياً، قالت الشرطة البريطانية ان خمسة اشخاص اوقفوا بعدما اقتحم محتجون سوريون سفارة بلدهم في لندن، بعدما تجمع نحو 150 شخصا من المحتجين، ليل أمس، خارج المبنى الواقع في ساحة بلغريف في وسط لندن.
وفي اثينا، أفاد مصدر في الشرطة ان حوالى خمسين متظاهرا، معظمهم من السوريين، نجحوا في اقتحام مبنى السفارة السورية في العاصمة اليونانية وكتبوا على الجدران عبارات معادية للنظام، مشيراً إلى أنه تم توقيف 12 سوريا وعراقيا واحدا.
كذلك، أعلن موظف في السفارة السورية في القاهرة ان عشرات المعارضين للنظام السوري اقتحموا سفارة سوريا في القاهرة، فجر اليوم، مشيراً إلى أنهم انتزعوا سياج المدخل وقاموا باعمال تخريب داخل المبنى ثم اضرموا النار بعدة غرف في الطابق الارضي.
وفي السياق، تجمع عشرات السوريين المقيمين في السعودية امام قنصلية بلادهم في جدة، غرب المملكة، قبل ظهر اليوم، منددين بـ'المجزرة' في حمص، بحسب شهود عيان، مطلقين هتافات مثل 'بالروح بالدم نفديك يا شهيد'.
من جهتها، اعلنت وزارة الداخلية الكويتية ان السلطات اعتقلت عددا كبيرا من الاشخاص، اليوم، عندما هاجم مئات السوريين والناشطين الكويتيين الغاضبين السفارة السورية، موضحةً أن 'مجموعة من المقيمين السوريين اقتحمت فجر اليوم السبت السفارة السورية لدى الكويت وانزلت العلم واتلفت العديد من مرافق المبنى'.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، سانا)