06-02-2012 09:04 AM
كل الاردن -
د. رحيّل غرايبة
كانت روسيا والصين إلى حدٍ قريب حاضرتين في الوجدان العربي, لعلهما تكونان صديقتين للشعوب العربية المنكوبة بحكامها, والمنكوبة بالاستعمار الغربي والاحتلال الصهيوني, وكانت قوى النهوض العربي ومنها الحركة الإسلامية تبحث عن خطوط تعاون مستقبلي استراتيجي من أجل وقف الغارة الأميركية-الأوروبية الظالمة على العالم الإسلامي, ولقد نجح الإسلاميون في السودان فعلاً بإنشاء علاقة اقتصادية استثمارية مع الصين والهند وماليزيا كبديل آسيوي ناجح لدول الظلم والاستكبار الغربي الحاقد.
ولكنّ السياسة الصيّنية كانت بليدة وبطيئة في محاولة مد اليد للشعوب العربية الناهضة, وأمّا السياسة الروسية فكانت أكثر تخلفاً وغباءً, بحيث ما زالتا غير قادرتين على قراءة المستقبل العربي, وما زالتا تتعاملان بأسلوب ينتمي الى ما يسمى بعصر الحرب الباردة. وتنتميان الى سياسة ما قبل الربيع العربي, الذي بدأ بوضع ملامح مرحلة جديدة وتاريخ جديد للمنطقة والإقليم.
إنّ الفيتو الروسي الصيني المزدوج وضع نقطة سوداء, بل "لطخة" مشوهة على صفحة العلاقات العربية المستقبلية مع روسيا والصين, ووجّهت ضربة غبية مميتة لمحاولة بناء علاقة مستقبلية قويّة وفاعلة وبنّاءة على جميع المحاور والأصعدة, كانت الشعوب العربية ترنو إليها في القريب العاجل, بعد التخلص من أنظمة الاستبداد والفساد, التي رهنت نفسها للأجنبي.
الجماهير العربية كانت تعتقد أنّ الصين التي يخلو سجلّها من الاستعمار والتدخل العسكري في شؤون الغير, ربما تكون صديقاً مستقبلياً ناجحاً, وكذلك روسيا حيث كان ينظر إليها أنها نصيرة الشعوب, بينما أميركا والدول الغربية نصيرة الأنظمة, وكان ينظر الى روسيا أنها مع قوى التحرر والثورة على المستعمر, لكنها اليوم عبّرت عن موقفٍ مشين, فقد وقفت مع نظام ديكتاتوري فردي قمعي مستبد, يعلن الحرب على شعبه المستضعف الذي يطالب بالحرية ويطالب بحقه في المشاركة في نظام حكم منتخب يستمد شرعيته من الشعب السوري.
تماماً كما كانت أميركا تستخدم حق الفيتو لنصرة "إسرائيل" ضد أماني الشعب الفلسطيني بالتحرر والاستقلال, ها هي روسيا والصين اليوم تستخدمان حق الفيتو لنصرة النظام السوري الفاسد المستبد ضد أماني الشعب السوري بالحرية والاستقلال والديمقراطية والإصلاح السياسي الحقيقي.
rohileghrb@yahoo.com