06-02-2012 10:23 PM
كل الاردن -
سميح المعايطة
الخلاف حول مواعيد صرف العلاوة لا يبرر تعطيل العملية التعليمية .
من معسكر الانحياز لقطاع التعليم والمعلمين, ومن خندق الايمان بضرورة اعطاء المعلم حقه المادي والمعنوي ادعو قطاع المعلمين الاردنيين الى وقف اضرابهم, واعادة الحياة الى المدارس واعطاء مئات الالاف من ابنائنا وبناتنا حقهم في عملية تعليمية مستقرة ومستمرة.
المعلم اكتسب مكانته لانه صاحب رسالة, وكان الوصف له بانه مثل الشمعة التي تحرق نفسها لتمنح النور للاخرين اي الطلبة, وحتى يحافظ على هذه المكانة الرفيعة فانه يجب ان لا يرمي بورقة الاضراب لادارة كل مطلب, ويجب ان تكون هناك رسائل تصدر من المعلمين الى المجتمع حتى يبقى التعاطف قائما مع كل مطلب, لا ان يكون ثمن اي مطلب حتى لو تحقق تدريجيا حق مئات الآلاف من الطلبة في التعليم الآمن.
المعلمون حصلوا مثل غيرهم من القطاعات على زيادات على رواتبهم نتيجة الهيكلة كانت في حدها الادنى حوالي 30 دينارا, ثم استجابت الحكومة لهم واعادت لهم علاوة المهنة لتصل الى 100% وبالتدريج على مدى ثلاث سنوات ابتداء من هذا العام, ولم يبق من الخلاف مع الحكومة الا صرف العلاوة مرة واحدة او بالتدريج, وهو اختلاف كان يفترض بالمعلمين تجاوزه حفاظا على رسالتهم واداء لواجبهم, لان هذا التوافق لو تم, ونتمنى ان يتم. سيكون رسالة ايجابية من المعلمين تجاه المجتمع, وسيكون الامر انسجاما مع ما نقوله جميعا عن دور المعلم واهميته, فيمكن لقطاع المعلمين ان يقدم تنازلا للطلبة ورسالة التعليم, وهو تنازل لا يحرم المعلم من حقوقه لكنه يحصل عليها بالتدريج وابتداء من بداية هذا العام.
العام الماضي كان عاما ايجابيا للمعلمين, حصلوا على نقابة سترى النور خلال اشهر, وحصلوا على حقوق مادية ومعنوية, وحتى بعد الهيكلة عادت لهم العلاوة, وكل هذا يفرض على قطاع المعلمين جهدا اضافيا في اداء واجبهم نحو ابنائنا وبناتنا, وان يقدموا لهم المزيد من العناية والحرص والجهد, وكنا نتوقع هذا مع بداية العام الدراسي بفصله الثاني الذي بدأ امس.
لو اصرت الحكومة على موقفها وحرمت المعلمين من العلاوة لكان موقف المعلم اقوى, لكن ما دامت العلاوة عادت والخلاف على الصرف مرة واحدة او بالتدريج ,فان على المعلمين واجب تقديم تنازل لان الثمن سيدفعه الطلبة وستتعرض العملية التعليمية لهزات مؤذية وعلى حساب نوعيتها.
ولاننا من معسكر الحريصين والمدافعين عن التعليم والمعلمين فاننا نقول للاساتذة الكرام ان لهم حقوقا نحرص جميعا عليها, لكن لاولياء الامور والطلبة حقوقا هي في ايدي المعلمين, والمواطن قد يستمع لجدل بين الحكومة ولجان المعلمين لكن عندما يرى ابنه او ابنته في البيت وقد توقفت العملية التعليمية فانه يشعر ان هناك حقا له يجرى تضييعه, ونوجه السادة المعلمين الى ضرورة الالتفات الى هذا الجانب المهم, لان الناس ايضا لا تحب ان يكون مستقبل ابنائها ضحية اي خلافات خاصة اذا كانت خلافات لا تحرم المعلم من حقوقه بل خلاف على الصرف مرة واحدة او بالتدريج, ولاننا لا نريد لسلاح الاضراب ان يكون على اي قضية, لان ثمنه مستقبل اجيالنا واستقرار التعليم واستمراره.
لو كان الامر اعتصاما لساعات لكان قابلا للاحتمال, لكن الاضراب تعطيل للتعليم, وليس من مصلحة المعلمين ان يحولوا حق ابنائنا في التعليم الى ورقة في تفاوضهم مع الحكومة خاصة اذا كان تفاوضا ليس على الحق بل على الجدول الزمني للتنفيذ.
اعلم ان وجود اكثر من لجنة للمعلمين يشكل عامل ضغط داخل اطار المعلمين, كما ان قرب موعد ظهور النقابة وانتخاب اول قيادة لها عامل ضغط آخر, لكنني اذكر لجان المعلمين وكل معلم ان احدى الميزات الاساسية التي جعلت للمعلم مكانة عن غيره هي الرسالة والدور, فلا تتركوا لاي امر او مطلب او مرحلة ان يؤثر على نظرة المجتمع لهذه المهنة خاصة انكم القطاع الذي يحظى بمناصرة وتعاطف الجميع, لكن للآخرين حقوق لديكم لا تنسوها.
sameeh.almaitah@alarabalyawm.net