14-02-2012 11:46 AM
كل الاردن -
كل الأردن - أصدر معلمو الزرقاء بيانا حول استخدام اذاعة الأمن العام أقسى العبارات ضد المعلمين ، وتساءل المعلمين حول مهنية هذه الإذاعة . وتاليا نص البيان :
منذ خمس سنوات ونحن نستمع بكل ما أوتينا من اصغاء لإذاعة تحمل الطمأنينة والعدالة بين افراد المواطنين الاردنيين كافة ولكن التجربة تسقط الكثيرين في غيابات الجب .
وقبل ايام وكل صباح مارس مدير هذه الاذاعة اقسى العبارات الى من قام بالإضراب من المعلمين الذين طالبوا بما يسمونه هم حقوقهم المنقوصة وفقدانهم الثقة بحكومات تعاقبت وسعت الى هدم التعليم حتى وصل الى الحضيض .
إلى أمن اف ام نوجه هذه الرسالة عبر منبركم الاعلامي الحر ونسال مديرها العام : هل سألت يوما عن واقع المعلم عبر السنوات الطويلة السابقة , هل سألت نفسك عندما كنت تأخذ راتبا يبلغ 500 دينار ومكتب مكيف كان المعلم يقبض نقدا 180 دينارا يدفع مثلكم ماءا وكهرباء وأجار بيت .
عندما كنت تدخل مطمئنا الى مكان عملك كان المعلم يدخل خائفا مرجفا يضربه الطلاب من خلفه بالطباشير ويكتبون على جدران دورات المياه أقذع الألفاظ بحق من حاول تعليمهم أو تأديبهم وكانوا يصرون على ان لا مهنة أقدس من مهنة الأنبياء إلا في بلادنا .
عندما كنتم تبحثون عن مهنة مقامها عال كان المعلم يجلس بين الطلاب على اختلاف عقولهم ومنابتهم يتحمل حتى وصلنا الى ان الكثيرين يقولون لو لم أجد عملا لن أذهب لمهنة التعليم فمن منكم يفسر السبب .
عندما كان المعلم ينجز كل عام امتحان الثانوية العامة ليكون شامة وعلامة فارقة في تاريخ الاردن كنتم تعلنون فقط النتائج , وكنتم تكافئون الاوائل وكنتم تهملون من هم في صفوف الدرس جنودا مجهولين .
عندما حاولتم تجميل وتفعيل دور الأمن العام اختزعتم الاسباب وأطلقتم الاعلام من هذه الاذاعة ولم يفكر احدا في رفع سوية التعليم او انشاء محطة فضائية او اذاعة .
عندما تخرج علينا هذه الاذاعة منذ خمس سنوات كما هو التلفزيون الاردني ولا تذكرون به المعلم الا مر السحاب كنتم تعطون كل الوقت للراقصين والراقصات والفاسدين والفاسدات ليتحدثوا بشؤون لا تغني ولا تسمن من جوع .
قبل ايام انتهى امتحان الثانوية العامة وكان في القاعة طالب يتقدم لامتحان وحيد هو الثقافة الاسلامية وهو من افراد الامن العام وعند تفتيشه وهو معتد بنفسه ويقول انا شرطي وجدنا معه 168 ورقة غش فصادرناها ورمانا بأقذع الألفاظ ورفضنا حتى تقديم شكوى بحقه .
عندما كنا نتحمل السب والشتم كنتم تفرون من هذه المهنة , وعندما تطلب الدولة منا فك الاضراب كانت أهملتنا منذ عشرات السنين ولماذا تسخرّون الاعلام ضدنا الان ولماذا لم يقف الاعلام معنا في مشاكلنا .
صحف حكومية امتلأت بالمقالات والأخبار ضد المعلم وصوروا وشوهوا الحقائق وانقلبتم على المعلمين الذين لولاهم ما عرف الكثير منكم كتابة اسمه , لقد وصلنا الى اليأس وبالتالي سنجركم معنا الى الهاوية .
ندعوكم جميعا يا من سخرتم أقلامكم واذاعاتكم ضدنا ان يجلس احدكم خمس دقائق في مدرسة ابن طولون او عمر بن الخطاب ولتعلموا ان الحكومة تحصد الان ما زرعت .
لقد أصبحت مدارسنا مشاع يدخلها كل من أراد ان ينفس عن نفسه ويكتبون على جدرانها ولم تكتسب صفة الهيبة ولم تكتسب قيمة وساهم الجميع في انحدارنا نحو المجهول .
قولوا لنا هل يجرؤ احد بالكتابة على جدار دائرة حكومية او مؤسسة أمنية ولماذا ؟؟
لقد فشلت الحكومة الأردنية عبر تاريخها من احترام التربية والتعليم واختيار دقيق للمعلم وعدم تقديم اية حوافز بل وفرت كل أموالها ومبادراتها الى أعمال ساهمت في انحدار اخلاقي الكل يعلم به .
ان مدخلات الجامعات وعنفها هي مخرجات مدارسنا لأنكم جردتم المعلم من كل شيء وسلطتم عليه أبواقكم لا تجيدون سوى لغة الشتم , في وقت كنتم تمجدون بالفاسدين لولا ان جاء الربيع العربي ليقتلع كل خوف لدينا ولن نخشى اذاعاتكم.
سيكبر أبنائكم وكما انتم سيشتمون ويلعنون , ولن تسمحوا لهم بأن يصبحوا معلمين ولتجيبوا انفسكم وحدكم حينئذ ؟؟؟
والى مدير الامن العام ندعوه بوقف هذه المهزلة وإيقاف مدير هذه القناة عن التطاول على معلميه الذين علموه كيف يجلس خلف المايك وكيف يذكر الله وكيف أن الاحسان لا يجازى سوى بالإحسان .
نحن من نرسل اليكم افرادكم فكونوا عونا لنا سلطوا ابواقكم على الحكومة التي تدفع لمدير الضمان الاجتماعي شهريا عشرين الفا وهناك رواتب وامتيازات , كل من يتخرجون من هذه المدارس يأخذون أفضل منا .
أربعة عشر معلما في مدرسة واحدة في الزرقاء يقولون بلسان واحد هناك ألاف المعلمين مستأجرون بيوتا بمبالغ كبيرة بالنسبة لدخلهم وجاء قانون المالكين والمستأجرين ليضاعف عليهم البلاء وبدل من تسليط الضوء على الأضرار سخرتم اذاعتكم علينا تسب وتشتم ولا حسيب ولا رقيب .
لماذا لم تستضيفوا المعلمين وتسمعون معاناتهم عملا بمهنية الاعلام أم انتم من يقوم بأسلوب الاعلام الحكومي لأن مدير المحطة مكث طويلا وتربى على الأساليب الحكومية في التلفزيون الأردني بسماع المؤيدين للحكومة وعدم سماع الاغلبية الصامتة .
هل مهنية الاعلام تقتضي سماع طرف واحد , لماذا لم تتبنى اذاعتكم حلولا والوقوف الى جانب المعلم كما فعلت الدول الواعية وفقط يقرأ الرسائل التي تزاود على وطنية وولاء المعلمين .
إننا هنا نقف على أطلال اذاعتكم ونقول : رحم الله الشاعر معن بن أوس المزني الذي قال بمثلكم :
فيا عجباً لمن ربيته طفلا
القنه بأطراف البناني
اعلمه الرماية كل يوم
ولما اشتد ساعدة رماني
وكم علمته نضم القواقي
فلما قال قافية هجاني ....
ستسألون عن كلماتكم في هذه الاذاعة يوم لا ينفع مال ولابنون وعندما يبتلى الانسان بابن عاق وبابن مريض فهي من ظلمات ما يعملون ويتحدثون .
فكفوا الاذى واعترفوا بأن لا نهضة إلا بنهضة المعلم : راتب وزير وهيبة جنرال