أعلنت وزارة الخارجية المصرية أن مصر استدعت سفيرها، اليوم، في سوريا، «حيث تستمر حملة القمع رغم الضغوط الدولية». ولفت المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية عمرو رشدي إلى ان سوريا ردت على الخطوة المصرية بالمثل. من جهته، رأى وزير الدولة الجزائري، والأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم أن جامعة الدول العربية بحاجة إلى «إعادة نظر عميقة»، منتقداً موقفها في الملف السوري. من جهته، دعا نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، الأمين العام للأمم المتحدة لإرسال خبراء لتقويم الوضع الإنساني في سوريا. أمنياً، قتل خمسة أشخاص بينهم نائب عام وقاض، صباح اليوم، في أعمال عنف في عدد من المناطق السورية.
جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية أن وزير الخارجية محمد كمال عمرو استقبل السفير المصري في دمشق بعد استدعائه، وتقرر أن يبقى في القاهرة «حتى إشعار آخر». ونقل عن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية عمرو رشدي القول إن سوريا ردت على الخطوة المصرية بالمثل. وقال 'مصر علمت لاحقا أن الحكومة السورية قررت استدعاء سفيرها بالقاهرة... هذا قرار سوري لا نملك إلا احترامه». وكانت مصر قد دعت، الأربعاء، إلى «تغيير سلمي وحقيقي» في سوريا، والوقف الفوري لأعمال العنف ضد المدنيين، لكنها رفضت في المقابل أي تدخل عسكري في هذا البلد.
من ناحيته، رأى وزير الدولة الجزائري، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، أن جامعة الدول العربية بحاجة إلى «إعادة نظر عميقة»، منتقداً موقفها في الملف السوري.
وقال بلخادم، الذي يشغل أيضاً منصب الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، في مقابلة إذاعية إن «الجامعة لم تعد جامعة، وهي أبعد من أن تكون عربية مثلما يدل اسمها. إنها جامعة تطلب من مجلس الأمن التدخل ضد أحد أعضائها المؤسسين، أو الحلف الأطلسي لتدمير قدرات بلدان عربية». وأضاف الوزير: «الوضع في سوريا مأساوي؛ فالسوريون يتقاتلون، ويجب وضع حد لهذا وترك السوريين يقررون مستقبلهم والنظام والحاكم الذي يريدون».
من جهته، دعا نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، الأمين العام للأمم المتحدة إلى إرسال خبراء لتقويم الوضع الإنساني في سوريا. وقال غاتيلوف في صفحته على موقع «تويتر» إن «الوضع الإنساني في سوريا يتطلب تقويماً موضوعياً، وربما وجب على الأمين العام للأمم المتحدة دراسة إرسال خبراء إلى هناك». وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد قال في وقت سابق، إن إحدى الخطوات المهمة التي يجب اتخاذها إزاء الوضع القائم في سوريا، هي توفير نقل المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين، مشيراً إلى أن دائرة المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة قد باشرت فعلاً بدراسة مثل هذه الإمكانية والممرات الممكنة. وأعلنت ألمانيا أخيراً أنها ستقدم مساعدة إنسانية عاجلة لسوريا بما يقارب 300 ألف يورو في إطار مشروع مشترك سيجري تنفيذه بين الصليب الأحمر الألماني والهلال الأحمر السوري.
أمنياً، قتل خمسة أشخاص بينهم نائب عام وقاض، صباح اليوم الأحد، في أعمال عنف في عدد من المناطق السورية، حسبما أفاد ناشطون. ففي مدينة إدلب اغتيل النائب العام للمحافظة نضال غزال والقاضي محمد زيادة وسائقهما الشرطي عبد القادر محمد برصاص «مجهولين»، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
من جهتها، اتهمت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) «عصابات إرهابية مسلحة» بالاغتيال «في إطار استهداف الكفاءات الوطنية».
إلى ذلك، ارتفعت ساعات تقنين الكهرباء، خلال الأيام الماضية، في العديد من مناطق ريف دمشق إلى نحو 12ساعة يومياً، ووصل التقنين في بعض أحياء العاصمة إلى 9 ساعات يومياً. وأرجع وزير الكهرباء السوري عماد خميس ارتفاع ساعات التقنين القسري إلى «خروج استطاعات خارج الخدمة بما يقارب 2600 ميغا واط خلال الأيام الأيام الماضية، مشيراً إلى أنها كانت 1500 فقط خلال الفترة السابقة أي منذ بداية التقنين تقريباً».
ولفت خميس، في تصريح لـصحيفة الوطن السورية، إلى أن «هذا الرقم الموجود خارج الخدمة حالياً كبير نسبياً، وذلك بسبب انقطاع تغذية بعض محطات التوليد الكهربائية بالوقود بعد توقف نقل الفيول والغاز إليها بسبب الظروف الاستثنائية». وأشار إلى أن «عطلاً في السكة الحديدية في منطقة محمبل بإدلب، التي تنقل نحو 5 آلاف طن من الفيول يومياً إلى محطة بمدينة حلب، وأن سكة النقل التي تقوم بنقل الوقود إلى محطة تشرين متوقفة في منطقة قريبة من السلطانية بمدينة حمص. علماً بأن المحطة تحتاج إلى 2000 طن فيول يومياً، والآن توقف تزويدها إلى الصفر».
وأكد أن «نصف كهرباء حلب تقريباً متوقفة إضافة إلى المحطة الغازية في مدينة بانياس بسبب تخريب الأنبوب قبل أسابيع قليلة، ما أدى إلى وضع محطتي توليد في بانياس خارج الخدمة ومثلهما في محطة تشرين، أي إن النقص في الطاقة الكهربائية المتوافرة وازدياد ساعات التقنين أخيراً هو بسبب الاعتداءات المتوالية على أنابيب الوقود والطاقة التي تزود محطات التوليد».
(أ ف ب، يو بي آي، سانا)