أضف إلى المفضلة
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
الارصاد: زخات مطرية خفيفة إلى متوسطة بمناطق مختلفة المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة "العمل": أي شخص لا يحمل الرقم الوطني عليه إصدار تصريح عمل "لا سجن ولا غرامة".. إطلاق سراح غير مشروط لترامب في قضية "شراء الصمت" إعلان قائمة النشامى لمعسكر عمان والدوحة 50 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المغرب يعلن تضامنه مع الأردن ويدين نشر خرائط إسرائيلية مزعومة مشروع استثماري لتقليل الفاقد المائي في عمّان بـ70 مليون دينار 6,69 مليارات دينار حجم التداول العقاري في الأردن العام الماضي مندوبا عن الملك .. الأمير غازي يحضر حفل تدشين كنيسة معمودية السيد المسيح ميقاتي يؤكد ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب ووقف خروقاته للبنان مجلس الأمن يرحب بانتخاب جوزاف عون رئيسا للبنان محافظة القدس: 60792 مستوطنا اقتحموا الأقصى في 2024 تقرير: 2024 الأكثر حرارة على الإطلاق الملك يهنئ هاتفيا الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون بانتخابه
بحث
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025


ملصقات مقاطعة البضائع الامريكية ما زالت على ابواب الخزائن والغرف ...
21-02-2012 08:21 AM
كل الاردن -



سميح المعايطة

حوار الإخوان والامريكان ليس بهدف تغيير موقف امريكا من إسرائيل او الانسحاب من العراق !! .

سواء كان ما يجري بين الاخوان المسلمين والامريكان حوارا او تواصلا او تبادل مواقف عبر وسطاء, فان ما هو مؤكد ان الابواب اليوم مفتوحة بين الطرفين والحديث موصول واللقاءات تمت ومرشحة للاستمرار, ونسمع من جهات امريكية ما يؤكد هذا, كما ان قيادات الاخوان رفعت صوتها بالاعلان عن ضرورة الحوار مع الادارة الامريكية, وانها قوة لا يمكن تجاهلها.

يحدث هذا ونحن على بُعد سنوات وشهور قليلة من مرحلة كان فيها وجود علبة الكوكا كولا في اي لقاء اخواني او معارض رجسا من عمل الشيطان, وكنا نتناقل شعبيا بأن من يشرب من المشروبات الامريكية او الوجبات الجاهزة ذات العلامات الامريكية يقدم دعما للكيان الصهيوني وكان احضار 'الكولا السورية' دليل التزام وطني قومي, هذا قبل الثورة السورية وقبل ان تصبح دعوات المقاطعة موجهة للبضائع الصينية والروسية.

امريكا والحوار والتواصل معها اليوم ضرورة رغم ان من يقولون بهذا كانوا يوزعون على الناس ملصقات تدعو لمقاطعة البضائع الامريكية والصهيونية, وما زالت بعض هذه الملصقات باقية على ابواب بعض 'الخزانات' في البيوت او ابواب الغرف والمطابخ, وستبقى شاهدة على انقلاب في مواقف كانت تُقدم على انها انتصار لقضايا الامة, وكان من يشرب الكولا او يأكل سندويشة الهامبرغر يشعر من شدة التحريض انه خان الامة وباع القدس, لكننا اليوم نرى من كان يدعو لهذا يرى في الحوار مع الامريكان ضرورة, لكن لا ندري ضرورة لمن رغم ان امريكا لم تغير مواقفها من قضايا الامة وما زالت الحليف الاستراتيجي للكيان الصهيوني, وما زالت جيوشها تحتل العراق, لكن من تغير هو من كان يعلن العداء لامريكا واليوم يتجه للحوار معها وربما يتطور الامر الى علاقات اقوى.

قد يقول البعض ان السياسة تفرض التعامل مع الجميع, ونقول ان هذا صحيح لكن المشكلة في من كان يعتبر مقاطعة امريكا عبادة يتقرب بها الى الله تعالى, وكان العداء موقفا عقائديا واليوم غيّر معتقداته, ولو كان الامر سابقا موقفا سياسيا لكان مفهوما التغير اليوم.

المهم في الحوار الذي جرى, مباشرا كان أم غير مباشر, وما سيجري هو المضمون والتفاصيل والتفاهمات, فالطرف الامريكي - كما تُعلن بعض مصادره- له اسئلة يوجهها للاخوان في اكثر من دولة منها مصر والاردن, لكن ما الذي سيطلبه الاخوان المسلمون من امريكا بكل تفاصيلها السياسية والأمنية, وهل الحوار نقاش سياسي أم ستترتب عليه تفاهمات واتفاقات وتصورات مشتركة.

الإخوان قوة شعبية ويعتمدون في حركتهم على الجمهور, ولهم خطاب حصلوا من خلاله على تأييد نسبة من المجتمع قائم على معاداة امريكا واسرائيل والمعارضة, وبالتالي فان التغيير الجذري في موقفهم من امريكا ليس امرا يخصهم وحدهم, ومن حق الرأي العام ان يطلع على ما يجري في تلك اللقاءات التي تتم او ستتم لانه رغم النفي الرسمي الاخواني إلا ان الامر اصبح حقيقة سياسية, فالامر ليس نفيا للقاء بل حالة يجب ان يخرج الاخوان على الناس ويقولوا لهم لماذا تغير الموقف, والاهم ما هي اجندة الحوار وما الذي تريده الجماعة من امريكا, وفي المقابل ما الذي ستقدمه الجماعة للسياسة الامريكية, وما هي الارضية المشتركة التي يمكن الالتقاء حولها والتفاهم عليها!

اسئلة كبيرة من حق الرأي العام ان يحصل على اجابات حولها, ومن حق اولئك الذين هتفوا في مهرجانات الاخوان 'امريكا هي هي .. امريكا رأس الحيّة' من حق هؤلاء ان يسمعوا ما الذي جرى وسيجرى في اللقاءات التي تمت والتي ستتم, ومن حقهم ايضا ان يسألوا من كان يحرق العلم الامريكي لماذا اصبح يجلس مع مسؤولين من دولة العلم المحروق.

المنطقة تتغير, والسياسة تحكمها المصالح, لكن العقائد لا ينطبق عليها منطق المصالح, خاصة اذا كان 'عدو' الامس لم يغير مواقفه ولا معادلاته, ومع ذلك لنفترض ان الامور سياسية فان ما هو طبيعي من حركة شعبية ان تقول لجمهورها وللرأي العام عن اجندة اللقاءات, وما هي التفاهمات وما الهدف الذي تريده الجماعة من تعاونها مع الولايات المتحدة, فعندما تجلس جماعة سياسية مع دولة اجنبية فانها تكون راغبة في تحقيق اهداف من اللقاء والحوار, ومن المؤكد ان الحوار ليس هدفه إقناع امريكا بتغيير موقفها من اسرائيل, او لحثها على الانسحاب من العراق وافغانستان, بل لامور تتعلق بالاردن ومستقبله وتفاصيله السياسية. فماذا يريد الاخوان من امريكا وعلى ماذا يتحاورون, وهل هناك ما هو غير معلن.

النفي لا يلغي الحقائق بأن هناك شيئا ما يجري, وقيادات الجماعة رحبت بل بررت الحوار واللقاءات, لكن ماذا يريد حزب اردني من الادارة الامريكية, وماذا سيقدم وما هي آماله من دولة كانت مقاطعتها فريضة شرعية, اسئلة من حق الرأي العام ان يجد اجاباتها.

sameeh.almaitah@alarabalyawm.net

 

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012