22-02-2012 10:20 PM
كل الاردن -
ناهض حتر
تناقلت فضائيات ومواقع عربية, خبرا يتلخص في وفود ما يقارب الـ 6000 إرهابي من ليبيا والمغرب وملاجىء العرب الأفغان إلى الأردن; وذلك في إطار التحشيد الغربي الخليجي ضد سورية.
الموقف الرسمي الأردني واضح إزاء رفض التدخّل العسكري في البلد الجار, وما زلتُ غير مقتنع بوجود قناة رسمية أردنية للتعاون مع 'القاعدة' وتسهيل شؤون ' الجهاد' في الأراضي السورية, على الأقل من وجهة نظر حساسيّة الأمن الوطني الأردني وهشاشة المناعة الوطنية الراهنة في مواجهة قدرة الإرهابيين على التجذّر في مجتمعنا. وأظن أن أبسط صور العقلانية, سوف تدفع أي مسؤول أردني للنأي بالبلد عن هذه المغامرة غير محسوبة العواقب. فالإرهاب في سورية سوف يرتدّ, بأسرع مما نتوقع, على الأردن, وكلفة التخريب الإرهابي ومواجهته وإستئصاله هي أعلى, مليون مرة, من قيمة المساعدات المنتظرة من عواصم الحرب على سورية.
ومع أنني ما زلتُ أشكّ بالخبر أعلاه, فإنني قلق للغاية من عدّة أشياء تدعمه. فالمتجوّل في فنادق عمان, يستطيع أن يلتقي ب¯ 'جهاديين' ليبيين لا يُخفون هوياتهم السياسية ولا يصمتون عن مواقفهم العدائية إزاء ' الروافض' في سورية. وإذا قيل إن عديد الليبيين الوافدين إلى المملكة للعلاج أو السياحة, كبير, وليس مستبعدا أن يكون بينهم أرهابيون, فإنني سأدهش لهذا التساهل الأمني غير المعهود. وأعتقد بأن مقتضيات سلامة البلد تفرض على الجهات المعنية, التحقق من الملفات الأمنية للزوار الليبيين, فلا يكون العلاج حجة لقدوم إرهابيين إلى بلادنا.
وما يزيد الأمر غرابة, ما لاحظه العديدون من 'صداقات' مفاجئة ولقاءات وقعت في فنادق ومقاه في عمان بين ' مرضى' ليبيين و'سوّاح' أتراك! وأظنها مشاهد تثير الريبة.
على مستوى التحشيد العلني, هنالك فتوى صدرت عن مرجع ديني أردني ' للجهاد' في سورية. ومن المحتم أن العديد من متّبعي ذلك المرجع من الأردنيين سينظرون إلى هذه الفتوى بجدية في اتجاهين, الأقلية منهم سوف تجد أن عليها الجهاد بالنفس, بينما أكثريتهم ستقوم بما هو أسوأ. وهو تقديم الحاضنة الاجتماعية ' للمجاهدين' على الأرض الأردنية, حيث بدأت, بالفعل, عملية هزلية لإنتاج ' لاجئين' سوريين وتحريضهم وتنظيمهم ودفعهم للتظاهر ضد سفارة بلادهم في عمان. ولا نستطيع أن نجزم بأكثر من ذلك, ولكننا نتوقعه.
علينا الانتباه هنا إلى أن 'الجهاد' متحرك, بل سائل, سياسيا وجغرافيا. فالذين كانوا, إلى الأمس القريب, يقاتلون الأمريكيين في العراق, 'يجاهدون', اليوم, تحت الراية السياسية الأمريكية في سورية. ومطاريد واشنطن في افغانستان أصبحوا اليوم حلفاءها في ديار الأمويين. وما الذي سيمنع, إذن, من إرتداد البنادق الإرهابية إلى صدور الأردنيين غدا?
لم يعد سرا أن عناصر 'القاعدة' يهرعون إلى سورية من كل حدب وصوب, آتين من العراق مباشرة, ومن المغرب العربي وأفغانستان وأوروبا الخ, عبر القناة الحكومية التركية او, علنا, عبر الأراضي اللبنانية, حيث يتلقون الدعم بالمال والسلاح من المصادر الغربية والخليجية.
أين موقف الأردن وموقعه من كل ذلك? سؤال مطروح بقوة. وحتى تنجلي الإجابة عليه, نؤكد, ثانيةً, أنه لا يوجد ثمن يكافىء إستزراع الإرهاب في أرضنا.
ynoon1@yahoo.com