أضف إلى المفضلة
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
الارصاد: زخات مطرية خفيفة إلى متوسطة بمناطق مختلفة المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة "العمل": أي شخص لا يحمل الرقم الوطني عليه إصدار تصريح عمل "لا سجن ولا غرامة".. إطلاق سراح غير مشروط لترامب في قضية "شراء الصمت" إعلان قائمة النشامى لمعسكر عمان والدوحة 50 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المغرب يعلن تضامنه مع الأردن ويدين نشر خرائط إسرائيلية مزعومة مشروع استثماري لتقليل الفاقد المائي في عمّان بـ70 مليون دينار 6,69 مليارات دينار حجم التداول العقاري في الأردن العام الماضي مندوبا عن الملك .. الأمير غازي يحضر حفل تدشين كنيسة معمودية السيد المسيح ميقاتي يؤكد ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب ووقف خروقاته للبنان مجلس الأمن يرحب بانتخاب جوزاف عون رئيسا للبنان محافظة القدس: 60792 مستوطنا اقتحموا الأقصى في 2024 تقرير: 2024 الأكثر حرارة على الإطلاق الملك يهنئ هاتفيا الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون بانتخابه
بحث
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025


ابناؤنا اهم من الامتحان..
24-02-2012 09:22 AM
كل الاردن -

alt
 حسين الرواشدة

 
“...حياة ابنائنا اهم من علامة التوجيهي..”قالها زميلنا بمراراة ،وهو الذي فقد ابنه قبل سنوات في حادث سير غداة اعلان النتائج،لكن هذه الحكمة يدركها الكبار فقط،او بعضهم،وقد تأتي –للاسف-متأخرة،والا فما الذي دفع احد الشباب “وهو طالب التوجيهي الى الانتحار بعد ان فوجيء بنتيجته في الامتحان،وما الذي دفع غيره من الطلاب والطالبات الى الاكتئاب او الاحتجاج على الواقع بهذه الطرق المؤسفة؟هل كان خيار الانتحار اهون على هؤلاء الابرياء من مواجهة المصير الذي ينتظرهم بعد الاخفاق في الامتحان؟هل كانت قسوة المجتمع-باعتباراته واحكامه- قاهرة الى حد المغامرة بالحياة والمستقبل والزهد فيهما ايضا؟ ومن يتحمل مسؤولية هذا العمل الشنيع:هؤلاء الصغار الذين كانوا ينتظرون مصيرهم الذي يقررة امتحان ،/مجرد امتحان،ام نحن :المجتمع بما فيه من مراسيم وتقاليد،وانظمة للتعليم والتربية،وادوات لقياس كفاءة الطلاب ،ومستقبل غامض تزيده الظروف الراهنة تعقيدا وصعوبة؟

لا ادري اذا كانت صورة الاحتجاج التي قدمها هؤلاء الشباب من ابنائنا تكفى لايصال اصواتنا الى من يهمه الامر،ولطالما كتبنا –وكتب غيرنا-عن هذا الرهاب الذي اجتاح مجتمعنا بسبب امتحان التوجيهي،وحول احلام الشباب الى “كوابيس” لا تنتهي، وقلق وتوتر وخوف في كل بيت، فمن نتائج الثانوية الى نتائج القبول في الجامعات الى نتائج امتحانات الكفاءة الى امتحانات الوظيفة ،وكأن الامتحان-بكل ما فيه من خلل –هو المعيار الوحيد الذي يقرر مصيرنا ،والقدر المكتوب الذي نفر منه اليه ،ويا ليت ان الذين اغرقونا بوعود”اصلاح التعليم” ،وانزلوا علينا “بالبرشوت”تجارب الدول المتقدمة في كل مجال انتبهوا الى هذه”المصيبة” التي حلت على مجتمعنا ،واستفادوا من تجارب الاخرين في هذا الموضوع تحديدا ،لكي لا يتحول هذا الامتحان الى “ارهاب” عام ،او عقوبة جماعية تهدد مجتمعنا وابناءنا وتدفعهم الى الانتحار.

اعرف ان المشكلة تتجاوز امتحان التوجيهي الى نظامنا التعليمي بشكل عام ،وان ابناءنا للاسف تحولوا الى حقل تجارب،وان كل مايقال عن الارتقاء بمستوى الامتحانات وكفاءة الطلاب مجرد كلام مرسل لا علاقة له بواقعنا ،واننا بالتالي بحاجة الى اعادة نظر في كل ما يتعلق بهذا الملف الخطير ،ولكنني لا استطيع ان اتجاوز “انتحار”شاب او اكثر احتجاجا على هذا المعيار المعتمد لتقرير مصيره ومستقبله،ولا افهم كيف يمكن ان تمر مثل هذه الحوادث المؤسفة(التي لا نقبلها ولا نبررها ابدا) على مجتمعنا دون ان يتساءل:اين الخلل:في الطالب ام في الامتحان؟في الاهل ام في المجتمع ؟في وسيلة الاحتجاج ذاتها ام في الرسالة التي تريد ان توصلها الينا؟في الظروف الاجتماعية والاقتصادية ام في سياسات القبول الجامعي وما يتعلق بها من “مشكلات”ام في ابواب سوق العمل المسدودة،ام فيها جميعا بلا استثناء؟

الاجابات مرة –بالطبع-،ومع ذلك فقد آن لوزارة التربية تحديدا ان تبادر على الفور الى الاجابة على سؤال القلق(هل اقول الموت)الذي يطرحه امتحان التوجيهي في كل عام،وان تمتلك الجرأة والشجاعة للاعتراف بان هذا المعيار لم يعد يليق بمجتمعنا وطلابنا،ولا يجوز ان نستمر به وفق ما هو معتمد الان،فامن ابنائنا النفسي وحياتهم ايضا اهم من ان نتركهما لامتحان كي يقرر مصيرهما ،او يقودهما الى الخطأ والمجهول.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012